عـادل عطيـة
اللغة ، هى أداة التواصل بين الشعوب ..
وبين الإنسان ، والانسان .
البعض ، يتعامل مع اللغة :
بإحترام وتقدير ،
وبحب كبير ...
فيحافظ عليها ، وينميها ، ويسمو بها !
والبعض ، يخترع لغة خارج السياق العقلي ،
والإنساني ..
يصدق فيها ماقيل ، يوماً ، لأبي تمام : " لم لا تقول ما يفهم ؟ " !
والبعض ، يتعامل معها :
بخسة ، ونذالة ، وبلا أمانة..
فيزوّر مدلولات كلماتها التي تدل على معانيها الحقيقية ،
من اصلها إلى ضدها :
كأن يطلق على الجميل : دميم
وعلى الحق : باطل ...
وكأننا لا نزال نقرأ قصة الأب ،
الذي يبغض من كل قلبه : النساء ..
ويخاف على ابنه الوحيد ،
من غوايتهن ..
فاعتزل به عن أهل العالم .
وذات يوم ..
وبعد رجاءات ،
وتوسلات عديدة ...
اصطحب الوالد ابنه إلى المدينة ؛
ليشاهدها ..
كان الابن يشير على الاشياء التى لم يرها من قبل ؛
ليتعرّف إليها لأول مرة ..
إلى أن رأى امرأة جميلة ،
فسأل عنها ،
اجابه الأب ، بلهجة ترهيبية : انها " الشيطان" !
فلما عادا ، آخر النهار، إلى منزلهما ..
سأل الأب ابنه ،
عن أكثر الاشياء التي رآها ،
واعجبته ..
اجاب الابن ، بلا تردد : " الشيطان " !
أليس هذا ما يفعله المسلم تجاه لغة قرآنه ،
والتى يعتبرها : لغة جنته ؟!..
ألا يشير على المؤمنين المسيحيين ،
ويسميهم : كفرة ..
فإذا باحدهم – عندما يكتشف حقيقتهم – ، يعلن :
إذا كان هؤلاء الناس، هم : الكفرة ؛
فانني أرغب أن أكون : كافراً !
وألا يشير على كتابهم المقدس ،
ويصفه بالمحرّف ، والمزيّف ..
فإذا بأحدهم – عندما يكتشف سماويته - ، يقرّ ، ويعترف :
إذا كان هذا الكتاب على تحريفه ، وتزييفه ..
بهذه العظمة والفخامة ،
فانني اعتبره : كتاب الكتب !
وألا يشير على المجتمع الغربي ، قائلاً :
أنهم ، أهل : قبح ، وضلال ..
فإذا بالمستنيرين ،
والمنصفين ،
يصرّحون :
إذا كان هؤلاء الحضاريون ،
والمبدعون ،
والذين يمنحون بفرح ،
وكرم :
تقنياتهم للدول المتخلفة .
ومعوناتهم للشعوب الفقيرة ...
هم : أهل قبح ، وضلال ..
فاننا نتمنى أن نكون ، مثلهم :
على قبحهم ..
وعلى ضلالهم المبين !
وألا يشير على اليهودى ،
ويسميه : الخنزير ..
فإن كان أكثر اعظم العقول البشرية :
.. يهوداً .
فمن منا لا يريد أن يكون هذا الخنزير ؟!...
،...،...،...
قد يغيّر المسلم معاني الكلمات ،
ويبدّل مدلولاتها الازلية ،
ولكن تبقى الحقيقة :
.. هى الأكثر ابهاراً .
.. والأكثر عظمة .
من وراء افتراء أقبح الصفات !
adelatiaeg@yahoo.com
الخميس، مارس 26، 2009
إنتصار الحقيقة
Labels:
عادل عطية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق