السبت، مارس 21، 2009

ألتفتُ إلى أين؟

نائلة خطيب – عودة الله
ألتفتُ إلى أين؟
الغربة تغزو أوطاني - والبين سعيد
هي الضد بلامعقوليته وكأنني غرابُ البين الطريد:
أعصبوا عينيّ إلى الغد
إلى الغد وما بعده
إلى الأبد البعيد
فإني أراها - تتخفى بين الأطيار- لتقتلني
" غربتي "
صعلوكة - تمتدُّ تحت الأرض سراديب طويلة
لتسكنني " غربتي "
وضعتُ يدي على قلبها - لها قسمٌ عظيمٌ :
ستغلبني " غربتي "
وأنا اللغز المحيّر لم تعد بي جروحٌ كافية بعد
لتجرحني " غربتي "
أكان الموتُ أم الحياة نصيبي أم البعد؟
أطمئن على سلامتي "أصعقني" - وأموتُ من البرد
ذهب الجميعُ إلا أنت !
من سيأخذك إلى المد؟
خرج الجميعُ من المنفى واحدا بعد الآخر- إلا أنت
من سيسعى إلى قتلك بعد؟
زحف الموتُ : مولاتي - هي أنت !
المرأة هي كلُّ شيء !
وإني لك صديقٌ أمين !
ما دمت أنت هنا..........فلا بد من وجودي هنا كذلك !
صيّرني الليل هازئاً وحالكاً:
لن أبلغك مرامك !! !
أجفل النهار المسكين
أغمض عينيه بدوار غريب
وأنا أتبعُ السلالم الطويلة – أتبعها - أقصده بالذات
ساقاي تتخاذلان تحتي
والموت يربكني وقحطي " لهاث " , ظمأ يلهب حلقي بلون الأرجوان
يسيرا... يسيرا... مرضيا ... سحقته قرون و أ ز م ا ن..................
يتجلبب تحت لفح الرياح ووابل من المطر
كبراعم تشتهي نيسان
ألتفتُ إلى أين؟
أنا زائرة كالآخرين
لماذا الليل أخفى فرحة الأغصان عني؟
لماذا غطت بأحلام " الكثير " كلمة مني؟:
قضاء - قدر
ابتسمَ البين
ورقد على الأرض يستقبلُ أوراق الشجر:
لا ينقصني إلا مجنونة مثلك - أيتها القليلة
جئتُ لأكونَ قريبا منك أيتها الجميلة - من بين البشر
هذا الأخير قال:
بيننا قتلى وجرحى واحتمالات كثر
هكذا قال:
غمغم الشيطان الذي أنقذني من جهنم :
لستُ في مزاج ملائم لمثل هذه الشروح
وأعتذر
يعتذرُ ويسخر: " القدر"
أنتم مهزومون !!
تصرخين:
افتح البابَ أيها النور الضئيل الراقد في سلام
فهناك صارخون عتاة وغير هيابين أيضا -
" لن يصدّقك "
وأنا ممن يريدون الموتَ يشدني الحنينُ إلى الموت
" لا أصدقك "
مادام في الدنيا كتابٌ - حي يرزق
سأصدّق أنّ فراغ النافذة المشتعل كأتون سعير- هو جنوني فقط - لا غير
وكأنني واد يضيقُ فتتأثر حوله الخضرة
ليجري فيه جدول " ماء " صغير
لتألفه النسائم العطرة
" ليهجره الزمهرير "
فأطرحني فوق كتفيه كغطاء وأسدلني حتى عينيه " أضمه " وأطير
ففي الغرفة مصباح ونور وفير
" لن يراني "
وأخدود مليء بدمع العصافير
" بترحال المعاني "
يجري فيه الماء في فصل الشتاء
ويجف صيفا في فصل الشتاء
ويموت صحوا في فصل الشتاء
وهو الخليقة لو أزهرت باسمه
وأنا الصوت الصارم تحت المقصلة – أصرخ نائمة
مذ أدليت ساقيّ من فوق مهدي الصغير
قلبي كهل, أطرق رأسه وغاب, يقرأ في السطر الأخير
سكون فظيع جدا
" ليس بقصير"
سمع دقات قلبي وأحصاها
ولم يسمع صوتا آخر
" سواها "
فضحكاتُ الفرح والابتهاج قذفت من
" صدق الأثير "

ليست هناك تعليقات: