الأربعاء، مارس 18، 2009

الموعظة على جبل آذار المقدس



عـادل عطيـة

جاء الربيع فى جمال بهى لا تشوبه شائبة من الظلام الذى عبره ..
وأخذ يدنو برفق من اعالى الاشجار ؛
ليصبغ ورقها بالخضرة .
ويطوف فى الاودية ،
فينثر فيها الازهار والاعشاب ،
ويطلق نسماته الرقيقة المعطرة بعبير البهجة الغامرة ...
ولما رأى الجموع ،
التى جاءت لتشاهد ولادة الحياة المتجددة ،
صعد إلى جبل آذار المقدس ،
وفتح فاه ،
وعلمهم ، قائلاً :
جئت إليكم من القدرة العليا ؛
لأفرش لكم الطريق إلى :
النور ، والنمو ، والتألق ، والأمل ، والاثارة ، والتأثر ...
فمن يتبعنى ،
ويصغى لكلامى ؛
يعاين موطن أقدام الله ..
يا أبناء الربيع الآتى !
اطلقوا لعيونكم حريتها المطلقة ؛
لتتجول فى البساتين ، والمروج ، والخمائل .
اهووا رائحة الشجر ،
وزقزقة العصافير ،
ونغمات خرير المياه المتدفقة إلى اللانهائية .
وتسلقوا بخيالكم النبيل خط الافق البعيد .
فالكون زاخر بالمباهج ،
غنى بالامكانات المدهشة ...
يا أبناء الربيع الآتى !
إنكم لن تستطيعوا معرفة الربيع ؛
إلا إذا جعلتم من أنفسكم :
باقة من ألف زهرة وزهرة إنسانية ،
تولد من دموع الفرح الجميل النابع من الحب .
ولن تعاينوا جمال الحياة الابدية ،
إن لم تزرعوا فى نفوسكم الجمال ،
الذى هو :
طهارة القلب ، ونقاء الضمير ، وعفة النظر ...
يا أبناء الربيع الآتى !
طوبى لكم ان جعلتم حياتكم :
وسائد خضراء ، نضراء ، وارفة... ؛
ليرتاح اليها المتعبين .
طوبى لكم ان تركتم من رحيق غناكم ما يكفى ؛
ليصنع منه طعاماً للجياع .
طوبى لكم إذا عيّروا اشواك ارادتكم الصالحة ،
فهذه الاشواك المقدسة المسنونة ،
تدافع عن إيمانكم ، وكيانكم ، ونقاء حياتكم .
طوبى لكم إذا نزعتم من رباكم ،
وداستكم الاقدام الهمجية ،
فعطر سيرتكم ،
سيفيض ،
وينسكب فى الهواء ،
إلى أن يصل إلى السماء.
طوبى لكم إذا جاءكم الربيع ،
فوجدكم ساهرين فى حقل الخدمة ، والمحبة ، والجمال النابض المتنامى ...
،...،...،...
فلما أكمل هذه الأقوال ،
وغيرها ...
شعروا بأنهم :
أكثر تأملاً ،
وأكثر فرحاً ،
بما اعطاهم الربيع من حكمته المولودة من فوق !

adelattiaeg@yahoo.com


ليست هناك تعليقات: