عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
فى ذكرى عيد مولدنا الستين ،
يأتى من حيث لم يكن له مكاناً على لائحة امنياتنا ،
يأتى كتقويم تشاؤمى لقدرات الانسان الكامنة ،
يأتى بلا عاطفة ،
وبلا مشاعر ..
يتخطى فى يوم احتفالنا ،
أصول التهنئة ،
وينتزعنا فى صرامة من كرسى العطاء ،
ومن مركز حبنا ،
وكل امكنتنا التى لها سمة مميّزة ،
ورفعة ..
ليجد الانسان نفسه منفى فى شبه وطن ،
ومستوطن فى شبه منفى ،
فلا وطن يرعاه ،
ولا منفى يضمه !
هكذا يجئ التقاعد ،
وهكذا داهم شاعرنا : أحمد زرزور!
لم اختبر بعد شعور الذين تخطوا سن الستين ،
واستلموا فى يوم فرحهم ،
ورقة خلعهم ،
من التى عشقوها عشقاً حميماً مقدساً ،
عن غير رضاها ،
وبرسم الأوصياء !
ولكنى اختبرت شعوراً يوازيه :
شعور الذى يختفى استاذه العظيم من أمام سبورته اليومية !
لماذا لا نعتبر الفنان فوق العمر ،
كرجل الدين ،
فيظل فى منصبه مادام العطاء مستمراً تحت ثقل السنين ؟!..
فإن كان رجل الدين ،
يعدّ الإنسان إلى اللانهائية السماوية ،
فإن الفنان يعطى الإنسان الوعى ،
والتمسك بهذا الرجاء فى : عقله ، وقلبه ، ومشاعره !
إننى اشارك " قطر الندى " ،
دموعها النبيلة فى اسى الرحيل ،
فإنه يشق علينا أن نقول : وداعاً ..
لشاعرنا ،
الذى غيّبه التقاعد.
واشارك ذلك الذى حمل باقتدار أمانة رئاسة تحريرها ،
شعور من ينتزع من وطنه الحبيب ..
فـ " قطر الندى " ،
ليس مجرد اسم لمجلة للاطفال ،
بل اسم لحلم كبير من احلامه الفخمة التى تتحقق !
والهالة المنيرة التى وضعها :
بحب ، واخلاص ، وتفان ...
حول ايقونتها المعبّرة ،
ستظل ،
كما أراد :
الوجه التاريخى لملايين الأطفال الذين أحبهم ،
فأحبوه ..
فقد جعلهم دائماً يشعرون بأنهم أهم اشخاص فى العالم !
إن مجلة " قطر الندى " ،
لم تخسر شخصاً ،
بل قلباً ..
كقلب الأطفال ،
ينبض ببراءتهم ،
وينبض بحبهم للمستقبل الجميل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق