إيلاف
سلوى اللوباني
سلوى اللوباني من القاهرة: الاسئلة في حياتنا لا تنتهي وهي غالباً دون إجابات.. البعض يبحث بإلحاح عن إجابة والبعض الاخر يرى انه لا جدوى من البحث عن إجابة.. استمتعت بإجراء هذا الاستطلاع الذي يدور حول أسئلة الحياة فالانسان في كل مكان في حركة دائمة لا تنتهي أبدا، لذلك يجد نفسه في سلسلة لا متناهية من التساؤلات في الحياة وعن الحياة، تساؤلات قد تقلق ماضيه وحاضره أو مستقبله. أسئلة الحياة كثيرة.. فقد يكون طرح الاسئلة نوعا من محاكاة الذات لا جلدها.. فهي نوع من محاسبة النفس ماذا فعلت وماذا يمكن أن افعل؟ بنظري الشخصي أن طرح الاسئلة على أنفسنا يساعد في تطوير نظرتنا الى الاشياء من حولنا، وتطور نوعية هذه الاسئلة مع الوقت يمدنا بقوة روحية وأخلاقية تشحننا بالقوة والطاقة والشجاعة حتى نتمكن من فهم أوضاعنا أو للتحلي بفكر جديد.
مشاركة..واعتذار
توجهت ايلاف للعديد من الشخصيات الاعلامية والثقافية العربية للمشاركة في الاستطلاع لمعرفة السؤال الذي يطرحه كل شخص على نفسه أو على من حوله ويسعى الى اجابة عنه.. سؤال قد يكون حول معنى الحياة أو الوجود.. أو سؤال عام يرتبط بقضية معينة عربية أو دولية. ويجب أن اشير هنا الى انني لم اكن متوقعة ردود فعل المشاركين أو أسباب من اعتذر عن المشاركة.. كانت إجابات المشاركين (17) متنوعة ومؤثرة.. منهم من طرح تساؤلات وجودية بحتة.. وبالمقابل اعتبر البعض أن طرح الاسئلة الوجودية خاص بمرحلة الصبا والمراهقة لذلك توقف عن طرح مثل هذه الاسئلة.. وهناك من اعتبر ان ايمانه بالله تعالى يغنيه عن طرح الاسئلة الوجودية. أسئلة عديدة دارت حول معنى السعادة.. وما وراء الموت؟ وبعض الاسئلة كانت خاصة بمجال معين مثل ماذا لو لم أكن صحافيا؟ وما جدوى الكتابة؟ كما تم طرح سؤال ماذا بعد انتهاء زمن البترول؟ وماذا لو كنت امرأة وليس رجلا؟ أما السؤال الذي تكرر كان يدور حول وجود الصراع في العالم: لماذا العالم متخم بالشرور؟ لماذا يوجد أعداء لنا؟ لماذا صراع الاديان السماوية وهي تعبد الها واحدا؟ لماذا كراهية الانسان لاخيه الانسان؟ ماذا لو لم أولد في هذا العصر الذي رغم تقنياته الا انه اكثر العصور ظلما وظلاما؟ ولماذا نحن العرب في هذا الوضع؟ وماذا لو شاهدنا في المستقبل مصلا يحقن به الاطفال عند الولادة يقي شر الكراهية؟ واللافت للانتباه هنا أن عدد من اعتذر عن المشاركة بالاستطلاع من أصل 50 شخصية كان من جانب السيدات أكثر من الرجال.. اعتبرن أن هذا الاستطلاع نوع من التدخل في حياتهن الخاصة فنحن في مجتمع ذكوري قد لا يقبل تساؤلاتهن حول الحياة. أما بالنسبة إلى بعض أسباب عدم المشاركة بشكل عام فهناك من ذهب بعيداً بخياله متسائلا لماذا وقع عليه الاختيار للمشاركة بهذا الاستطلاع؟ لماذا تريد ايلاف معرفة فكره هو بالذات؟ ومن المفارقات الطريفة أن البعض اعتذر تجنبا لتعليقات قراء ايلاف على تساؤلاتهم!!
شارك في الاستطلاع من تونس الاعلامي غسان بن جدو، ومن العراق الكاتب والباحث د. سيار الجميل، ومن الاردن استاذ الادب المقارن أحمد زلط، والخبير الاعلامي صالح زيتون، والاعلامي لطفي الزعبي، والكاتبة ربيعة الناصر. وشارك من السعودية الكاتب نبيل المعجل والاعلامية هالة الناصر. ومن مصر الكاتب ناصر عراق، والروائي محمد العشري، والكاتب سامي البحيري. والشاعر شوقي مسلماني من سوريا. والاعلامية سعدية مفرح من الكويت. ومن المغرب الناقد والكاتب د. عبد المالك اشهبون. ومن ليبيا الكاتب والباحث د. احمد ابراهيم الفقيه. ومن الجزائر الكاتب د. سفيان زدادقة والكاتبة فضيلة الفاروق.
غسان بن جدو..لماذا نحن العرب في هذا الوضع؟
لست مهموما بوجودي ولا فلسفته، ولست قلقا أو لا أقلق عموما على كينونة حياتي ودوري فيها أنا مرتاح فلسفيا ووجوديا، يساعدني في ذلك ايماني بالله وقناعتي بإنسانيتي، لكن ما يحرك نفسي يوميا بسؤال لا بهم، بمراجعة لا بأرق، بمحاكاة مع الذات لا بجلدها، هو: ما فعلته وما هو مطلوب أن أفعله وما هو ممكن أن أفعله. هو عنوان يومي بالفعل أراجعه كل ليلة ..لم تعد مراجعتي مجرد عادة مألوفة، إنها باتت لازمة حياة لي، لكن أمرا آخر لا أخفي بأنه يحيرني باستمرار وأحاول أن أبحث له عن إجابات: حيرتي من هذا التعصب الطائفي والمذهبي الذي يلتهم أي منطق، ويعصر أي فكر، ويطحن التسامح ويهذي بالانفعال ويتاجر بالغريزة. ولماذا نحن العرب في هذا الوضع؟ لماذا نلهث وراء حرية مسلوبة من رجل البوليس وحاكم قاهر؟ لماذا تتجمد تنميتنا وتنهض في جوارنا الجغرافي غير العربي؟ لماذا استطاعت اسرائيل، ولا تزال، أن تهين الأمة العربية بهذا الشكل باحتلال أرض وتشريد شعب وانتهاك مقدس؟ لماذا بحثنا العلمي في الدرك الأسفل من الاهتمام،، ومستوى تعليمنا يتدهور، وخطابنا الديني يتجه نحو الانغلاق والتطرف،، وقيمة الانسان كإنسان في بلادنا مهروسة؟ قد تبدو تساؤلاتي هذه سياسية بامتياز،، لكنها بالنسبة لي ليست كذلك: إنها تعبير عن حيرة عقلانية وذهنية حيرة باتت الدفع الاساسي لمراجعتي كل ليلة: ماذا فعلت، وما المطلوب فعله، وما الممكن فعله قبل أن أخلد الى النوم قائلا: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري اليك، رغبة ورهبة اليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك،آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت.
سيار الجميل..هل سيتمكن الابناء العرب من ازالة اي ترسبات من القبح؟
إن الحاجة باتت ماسة في ان نرّسخ ثقافة الاعتناء والتفكير معا في الاجساد، فهي مهملة ومحتقرة في مجتمعاتنا التي عاشت شديدة العداء للاجساد، فهي مكبوتة عنها، وهي مطلوبة لها، وسريعة في تصفياتها والعبث باجزائها .. بل وان هناك بشرا لا يهتم حتى بجسده او نظافته مقارنة بالقطط التي تصرف الساعات الطوال لتنظيف اجسادها . ان علاقة كل انسان بجسده ينبغي ان تأخذ لها فلسفة جديدة عبر المظاهر الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية الحديثة، وبوعي لجماليات الجسد . هنا لابد ان تتماثل الاجساد العربية مع الطبيعة وتتحد معها وفيها، ليس فقط في قيمتها ولكن ـ أيضا ـ في صفاتها ووظائفها . فهل سيتمكن الابناء العرب من ازالة أي ترسبات من القبح، لكي يبدوا متناغمين مع كل هذا العالم ويخلقوا الانسجام الرائع بين الطبيعة والجسد، وبين الكون والحياة .. نتمنى حدوث ذلك في يوم من الايام لأناس عليهم ان يغتسلوا كل يوم وان يصادقوا اجسادهم دوما ويمارسوا ما تحتاجه انسجتها من رياضة، فالكسل عدوها، وان تتمتع الاجساد بكل ما هو عطر ورائع، كما هو المحافظة على النفس .. انها صدقا اشياء جميلة للعالم.
أحمد زلط..لماذا يوجد منغصات في هذه الحياة؟
السؤال الملح علي دائماً لماذا هذه الحياة فيها من المآسي الشيء الكثير؟ لماذا يفقد والد ابنه؟ ولماذا ولد يفقد أباه؟ لماذا يفقد شعب وطنه؟ لماذا لا يعم السلام العالم كله؟ ولا يوجد منغصات في هذه الحياة؟ لماذا يعاني الفقراء في هذه الحياة بحيث لا يملكون قوت يومهم، وفي المقابل هناك حفنة متخمة؟ لماذا لا يتساوى الناس فيما يملكون؟ ولماذا لا يشعر المواطن العربي بقيمته وإنسانيته؟
سامي البحيري..هل سنكتشف مصل يقي شر الكراهية؟
التساؤلات لا تنتهي في حياتي، وإذا توقفت عن التساؤل فإن هذا يعني أنني أصبحت في رحمة الله، أكثر ما يقلقني في حياتي حاليا هو مستقبل بناتي أتمنى أن يكنّ بصحة جيدة ويتمكنّ من العناية بأنفسهن في صراع الحياة من دون الحاجة إلى أي رجل أيا كان.وأفكر كثيرا في الشيخوخة وهل سوف أتمكن من العيش في المستقبل بصحة جيدة، وأشد ما يرعبني هو مرض السرطان اللعين، حتى أننا في مصر من شدة خوفنا منه كنا نطلق عليه:"والعياذ بالله المرض الخبيث"، ولقد فقدت عددا من أفراد أسرتي وأصدقائي المقربين بسبب هذا المرض اللعين. هذا على المستوى الشخصى، أما على المستوى العام فيزعجني جدا كراهية الإنسان لأخيه الإنسان وأتساءل هل نشاهد في المستقبل مصلا مثل مصل شلل الأطفال يحقن به الأطفال عند الولادة لكي يقيهم شر الكراهية، تخيلوا لو إختفت الكراهية من حياتنا ويرتقى الإنسان بالحب وحده ويسمو ويحلق في فضاء المستقبل. أؤمن جدا بمستقبل العلم وبمقدرته على حل المشاكل المعاصرة مثل مشاكل البيئة والفقر والإنفجار السكاني في البلاد الفقيرة وتزايد الهوة بين الأغنياء والفقراء سواء على مستوى المجتمع الواحد أو على مستوى دول العالم. أما على مستوى دولنا العربية فأنا شديد التشاؤم وأرى أننا ما زلنا نمر بفترة تشابه الفترة السوداء في تاريخ أوروبا وهي فترة القرون الوسطى، نحن لا نقرأ التاريخ، والقلة التي تقرأ لا تفهم، وقلة القلة التي تفهم ما تقرأ يتم تكفيرها والمطالبة برأسها، ومايزعجنى أن فترة القرون الوسطى العربية الحالية قد تستغرق قرونا أيضا مثلما حدث في أوروبا، ورغم كل شيء فأنني أحمد الله على أنني واسرتي ما زلنا بصحة جيدة ونستمتع بحياتنا القصيرة جدا!!
نبيل المعجل..لماذا صراع الاديان السماوية وهي تعبد اله واحدا؟
لن أذكر هنا الهموم اليومية فهي لا تنتهي جميع الأسئلة التي تدور في مخيلتي دائما ما تكون مصحوبة بالتوتر والقلق وأحيانا قليلة بصفاء ذهن على المستوى العائلي دائما ما أسأل نفسي هذا السؤال: كيف سيكون حالي وحال أسرتي بعد عشر سنوات من الآن؟ أسبح مع تساؤلات إستراتيجية ومفصلية عن مستواهم التعليمي؟ وكيف ستكون حالتهم الصحية؟ ما هي توجهاتهم الفكرية والتي أحاول جاهدا أن أكون حياديا بغض النظر عن اختلافها مع توجهاتي الفكرية. اما على المستوى الشخصي تتسرب بعض التساؤلات الفلسفية والتي أطرحها على نفسي عن مدى أحقيتي بالنعم التي أنعمت بها ... وأكون قاسيا على نفسي عندما أتأكد من أنني خذلت أحدا ما أو لم أوفق في أمر ما. سؤال يثيرني ولا أستطيع الإجابة عنه ألا وهو صراع الثقافات وبالتحديد صراع الأديان السماوية. جميع هذه الأديان تعبد إله واحدا وتتحدث عن الجنة ونعيمها والنار وجحيمها وتدعي (وهذا صحيح من الناحية النظرية) أنها تقف موقف الرافض للعنف والقتل ولكن لا نجد هذا مترجما من الناحية العملية...فالكل يقتل ويقاتل من أجل الله .... والله بريء من أفعالهم جميعا.
صالح زيتون.. ماذا لو لم اكن فلسطينيا يعاني كل لحظة من مظلومية القضية؟
منذ تفتح الوعي عندي في بواكير العمر والسؤال الملح في عقلي هو سؤال الوجود..ترى لماذا اتينا والى اين المسير والمسار والى متى وكيف؟؟ اسئلة حائرة لم تجد لها اجابة شافية وافية حتى الان مع انصرام عقود من العمر يفترض ان المعرفة أسعفتها بالعثور على الجواب للسؤال الحائر بل سلسلة الاسئلة المتوالدة عن سؤال الوجود. ولعله من الجدير هنا الاعتراف ان جرعة الايمان التي تشربتها من والدي رحمه الله الذي له الفضل الاول في فض بكارة الوعي عندي، ودراساتي اللاحقة التي تراوحت بين الاكاديمي والمعرفي والايماني، كان لها الفضل في امساكي بطرف الخيط. ولست صوفيا لاجنح الى التفسيرات الميتافيزيقة التي تهيم بالسائل في عوالم ليست محسوسة، ولست ايضا علمانيا لالغي دور الروح في تحديد المسار والهوية معتمدا على الشواهد المادية التي لا تخلق وحدها مبررات الوجود، وايضا لست بالسلفي الذي لا يرى في الامور الا جانبا واحدا قابلا للصواب وما عداه باطل. ولكنني انسان واقعي يتعامل بالمعرفة ويتوق الى المزيد منها ورغم علم العالمين فلا زلنا بحاجة الى مزيد من العلم الذي ينير لنا وامامنا مسارب الطريق المظلمة، واحسب ان الغيب ينطوي على المزيد من الظلمة والغموض قبل ان ندرك الحقيقة الكبرى وهو ما يزيد من صعوبة الاجابة..وانا الان وقد قاربت من خريف العمر ، لا ارى مبررا لوجودي سوى الدور الذي اناطته العناية الالهية بي كي اقوم به في زمني: متعلما وعاملا وزوجا وابا، وهو دور لا شك مهم مثل دور الاخرين بملايينهم، وليس لانني متميز عنهم، من منطلق ان الخالق حين برى هذا الكون كان يهندس تفاصيله بدقائقه الدقيقة والصغيرة والتي هي ليست قصرا على الانسان،بل تنسحب على كل ما يحيط بنا من كائنات وجماد..ولكنني كاعلامي وكفلسطيني لي اسئلتي المتفرعة عن هذا الوجود، واتساءل ماذا لو لم اكن صحافيا، وكنت حمالا في ميناء نيويورك،او قبطانا لسفينة هائمة في المحيطات، او كنت منبوذا في شوارع بومباي، او عامل منجم في الصين او تاجرا يجوب العالم بلا هوية؟ ماذا لو كنت امرأة وليس رجلا؟ ما لو لم اكن فلسطينيا يعاني كل لحظة ونفس من مظلومية القضية والشعب؟ ماذا لو لم اولد في هذا العصر الذي هو رغم تقنياته ووسائل الرفاهية فيه، الا انه اكثر العصور ظلما وظلاما في تاريخ البشرية، بدليل الكوارث الكبرى التي هي من صنع جبروت الانسان وعلى رأسها الحروب. اخلص بعد هذا كله لابرر للخالق سبحانه وتعالى حكمته في خلقنا جميعا: بهذا الشكل، وبهذا الوضع، وبهذا الدور، وبهذا المصير، وتلك حكمة بالغة،تعالى الله عما يصفون.
ربيعة الناصر..متى سننظر الى عمل المرأة كأم بإجلال؟
أسئلة الحياة كثيرة جدا.. طرقت بابا ازدحمت خلفه شتى (السؤالات) ولكن إلى أين نحن نسير وما الذي قدمناه لهذه الحياة وهل حقا كل من عاش سيترك وراءه أثرا؟ وهل نحن نعمل كي نترك لمن بعدنا أثرا استحققناه لتحملنا العيش في هذه الحياة؟ ربما كلنا نتمنى ذلك. اما سؤالي فهو كيف سيكون شكل الحياة من غير عمل؟؟؟ دوما أسأل حالي هذا السؤال..وأستغرب حين أرى بعض الناس وربما معظمهم ممن هم في المرحلة نفسها (بداية العقد السابع) من العمر، يقضون حياتهم التي لا يعرفون متى ستنتهي من غير عمل... ربما في مرحلة اكتظت الحياة عندي بشتى الأعمال، ما بين وظيفة يومية ورعاية بيت وأطفال عدا عن متطلبات الحياة الاجتماعية.. كنت أغبط من النساء من لا يضطرها العمل إلى الخروج من بيتها كل صباح...وقد أجد الآن وبعين من خبرت الحياة، أنني كنت محقة في أمنيتي تلك، خاصة وأنا أرقب الأطفال والأمهات وحجم المسؤوليات التي لا تقل أهميتها عن العمل في مجالات الحياة الأخرى.. وألتقي عددا لا بأس به من الأمهات الصغيرات(ابنتي واحدة منهن) من الذين عشن تجربة عمل الأم، يتخلين برضا عن العمل خارج البيت كي لا يفوتن فرصة الاستمتاع بطفولة صغارهن وفي الوقت نفسه ليبقين بالقرب من أطفالهن لمتابعة نموهم وتطورهم، والأهم من ذلك النظر إلى أمومتهن بكل إكبار وتقدير.. وكم يشعرني ذلك في بعض الأحيان بحجم التقصير للدور العظيم الذي أوكلني به أطفالي حين أصبحت أما لهم.. أعرف أن هناك من النساء سوف يستنكرن أن ألومني على ترك أطفالي من أجل الخروج للعمل.. إنما هو السؤال الأصعب والذي أحار في الإجابة عليه، حين يلقى علي من أم شابة.. المفارقة في أنني الآن لا أتصور حياتي من غير عمل..ً.لدرجة أنني أحيانا أتمنى لو أن في اليوم أكثر من 24 ساعة.. الطريف في الأعمال التي عملت وما زلت أعمل بها، أنني لم أتقدم بطلب وظيفة إلا مرة واحدة في كل رحلتي بالحياة.. يوم بدأت عملي كمعلمة، أما الأعمال اللاحقة والتي كلفت بها(بعد أن شب الصغار عن الطوق وبات لكل واحد منهم عالمه الخاص) فلم أخطط أو أسعى لها.. هل أنا أهذي؟ ربما.. إنه سؤال من شقين.. كيف هو طعم الحياة من غير عمل؟ أزعم أني لم أتذوقه منذ بلغت سن الرشد حسب القوانين المرعية (الثامنة عشرة) ومتى سننظر إلى عمل المرأة كأم وربة أسرة بإجلال ومهنية؟
لطفي الزعبي..كيف نجد السعادة؟
دائما وابدا اشعر ان هذه الحياة وجدت كي نكملها في مرحلة اخرى هي الحياة الاخره اؤمن ان هناك ربا خلف كل هذا الكون العظيم وان العبث ليس له مجال في حياتنا ولا يمكن ان تكون الطبيعة سبب كل هذا التنظيم الذي اوجده الله عز وجل ،لكنني احزن على اولئك الذي يبتعدون عن ربهم ويلتهون ويلهثون خلف الحياة الدنيا دون اعطاء الروح لديهم جانبا من التغذية كما يفرطون بتغذية الجسد، اجد نفسي مرتاحا جدا عندما اساعد الاخرين استمتع بالوقوف الى جانبهم، اما السؤال الذي اطرحه لماذ يحارب الناجح في عمله من كل من حوله،لماذا كلما حصلت على شهادة اعلى زاد اعداؤك، كيف نجد السعاده، كنت اعتقد انني لو املك مالا كثيرا لأصبحت سعيدا فوجدت ذلك كذبة كبيرة، امتلكت المال وخزنت الملايين لكنني لم اصبح سعيدا بسببها، بل السعادة تدخل نفسي من خلال الوقوف الى جانب يتيم،او مساعدة محتاج او الخلود مع نفسي في جنح الليل لقراءة القراءة كنت اجهل ذلك، لكنني اكتشفت ان السعاده بالقرب من الله وتغذية الروح بدل الجسد وقراءة القرآن.
د . سفيان زدادقة..ماذا يوجد وراء الموت؟
لا شك أن السؤال الذي يلح دائما هو سؤال الموت والحياة. فماذا يوجد وراء الموت؟ وما حقيقة الروح؟ وهل هي خالدة؟ ما علاقتنا بأجسادنا؟ وهل هناك فعلا عالم ماورائي بانتظارنا أم هو الخواء والعدم؟ لم وجدت الأديان؟ وهل هي حقيقية؟ لماذا توقفت السماء عن إرسال الأنبياء على الرغم من شدة حاجتنا إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى بما لا يقاس؟ لماذا العالم متخم بالشرور إلى هذا الحد؟هل فعلا نحن كائنات متطورة أم أن تطورنا بدأ يأخذ سمت النهاية والانقراض؟ كيف سيكون إنسان الغد؟
هالة الناصر..من هم الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا؟
أختى العزيزة السؤال الذي دائماً تؤرقني الإجابة عليه مضمون الفكرة في آية سورة الكهف 102 (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) فهذه مخاوفي التي ينطوي عليها سؤالي لنفسي دائماً والتي لم اجد الاجابة عليها حتى الآن.
شوقي مسلماني..ما لا افهمه هذا الغرام باللئام؟
أفهم أن يصمتَ مثقّفٌ طليعيٌّ (لا شأن بالمثقّف الدجّال، يذرف دموعاً من أجل البؤساء من ناحية ويطعن بخناجرِ اللصوص من ناحية ثانية) أفهمُ أن ينكسِر مثقّفُ رايةِ التقدّم (لا شأن بالمثقّف يرفع رايةَ المستقبلِ السلفي) أفهمُ يأسَ مثقّفٍ أدمتْه الآمالُ المحطّمة (لا شأن بالمثقّف تشمّ في مجالسه وكتاباته "كيروسين") ما لا أفهمه أن ينقلب الملح سمّاً زعافاً، هذا الغرام باللئام، كيف حبّ الحياة ذلاً يغدو وتمسّحاً. لا أزال أقرأ المثقّفين الشرفاء يتجرّأون على الإمبرياليّة.
احمد الفقيه..ما هو جدوى الكتابة؟
اعتقد انها اسئلة وليس سؤالا واحدا الذي يمكن لكاتب مثلي ان يطرحه على نفسه لان طريق الكتابة طريق مليء بالمزالق والمنعطفات الخطرة ومحاسبة النفس وسؤالها عن الخطأ والصواب فيما كتب وفيما ناصر او هاجم. اما السؤال الاكبر الذي اعتقد ان كل كاتب عربي لابد وان يكون قد راوده خاصة اذا كان مثلي اضاع عقودا كثيرة من عمره في هذا الطريق وهو عن جدوى الكتابة، خاصة وان امورا كثيرة في العالم العربي تتراجع بدلا من ان تتقدم لابد ان يسأل نفسه عن جدوى الكتابة وهو يرى ركام الفرص الضائعة والاحلام المجهضة والمشاريع التي تكسرت وتحطمت وتحولت الى شظايا بسبب جيوب التخلف وعوامل القهر والكبت وغياب الحريات . سؤال لا يقتصر على من جاء للكاتبة مملوءا بهاجس التغيير يسوقه احساس قوي بالمسؤولية وانما ايضا لمن جاء للكتابة باحثا عن فرصة في حياة افضل وتحسين مستواه المعيشي وتحقيق احلامه في بناء حياة هانئة فيها نجاح ورخاء ومتعة فوجد ان طريق الكتابة ليس هو الاختيار الذي يوصله الى هذا الهناء وقد يصل قبله لجني الارباح وتحقيق المستوى المعيشي المتطور المرفه من اختار من اقرانه طريق بيع الكنادر او بيع الجوارب اوبيع البطاطس اما الانشغال بالادب والفكر والثقافة فانه طريق الى العناء والكدح واقامة دائمة في مناطق العوز والفقر شخصيا ارى ان ما اصبته من نجاح على مستوى الانجاز الادبي يجعلني راضيا على المستوى الشخصي ولكنني طبعا ارى حالات كثيرة خاصة لكتاب لم تكن مواهبهم في مستوى طموحهم فان حجم المعاناة والاحساس بالخيبة كان كبيرا الى حد القذف بهم في مهاوي الغربة النفسية وامراض العزلة والكآبة.
ناصر عراق..كيف اتمكن من تطوير امكاناتي ومهاراتي؟
في ظني أن أسئلة الوجود وما معنى الحياة وما شابه تلح على الانسان وهو في مطلع الصبا والشباب حين تضغط عليه الحياة بأسئلة كثيرة لا تسمح له خبرته الحياتية المحدودة او ثقافته القليلة بحكم السن الصغيرة في التوصل إلى إجابات تشفي غليله أو ردود يطمئن اليها . بالنسبة الي فقد تجاوزت هذه الأسئلة الوجودية اذا جاز القول واصبح همي او همومي (الفكرية) منحصرة في ابداعي وعملي وكيف اتمكن من تطوير امكاناتي ومهاراتي سواء في عملي الروائي حيث اشتغل الان على رواية جديدة بعد ان اصدرت روايتين كان لهما صدى طيب عند القراء والنقاد كما اظن كذلك اسعى جاهدا مع زملائي ان نطور مجلة دبي الثقافية بصورة اكبر خاصة ان رئيس التحرير الاستاذ سيف المري حريص على ان تتبوأ دبي الثقافية المكانة التي تليق بها. يبقى ايضا الاهتمام الدائم بأحوال بلدي مصر والبلد الكريم الذي اعيش فيه وهو الامارات فضلا عن انشغالي المستمر بقضايا أمتنا العربية .اما ابنائي فهم الهدف والامل , والمتعة والقلق واتمنى ان اوفر لهم حياة ارق واجمل في عالم اكثر حرية وعدلا وانصافا.
محمد العشري..ماذا بعد انتهاء زمن البترول؟
ماذا بعد انتهاء زمن البترول؟! سؤال شغلني كثيراً ولا زال. ربما يعود ذلك التساؤل إلى دراستي العلمية، وعملي الجيولوجي في مجال البحث والتنقيب عن البترول، وإيماني بأن الكثير من المخترعات والاكتشافات يمكن الوصول إليها بالخيال من خلال الأعمال الأدبية، ويأتي دور العلم بعد ذلك في تحقيقها. هذا ما حاولت الإجابة عنه في روايتي "هالة النور" بالكتابة السردية التي تستند إلى خلفيتين علميتين، الأولى: استشراف المستقبل، نظرية علمية جديدة لا ننتبه لها، تعني بالبحث عن مصدر بديل للطاقة، بعد انتهاء زمن البترول، لأن قيام وانهيار الحضارات الكبرى كان في الأساس مصدره أزمة في موارد الطاقة، وجدت أن الحل بسيط جداً، وهو الرمل النقي، بتفاعله مع هيدروجين الهواء الجوي، ينتج منه طاقة كهربائية عالية، تحتاج إلى محركات بسيطة من نوع خاص، لتحويلها إلى طاقة حركة. بعيداً من المصطلحات والتسميات العلمية، اكتشفت أن النظرية صحيحة لكنها تحتاج إلى من يساندها ويدعمها ويدفعها للتحقق. الخلفية الثانية تقوم على استكشاف الفضاء، حيث أنني كتبت عن كوكب جديد "عاشر" يضاف للمجموعة الشمسية المعروفة، أسميته كوكب "العاشر" (ما اكتشفته الرواية المنشورة في عام 2002، تحقق علمياً بعد ذلك في عام 2005 وأعلن العلماء وجود كوكب (SEDNA يقوم سكانه – في الرواية - بنقل الرمال الموجودة على الأرض إلى كوكبهم للحصول منه على الطاقة. الرواية ليست خالصة لروايات الخيال العلمي لكنها كما وصفها أحد النقاد "خلطة" روائية تنهل أيضاً من الواقع، وتنبه إلى خطر أزمة البطالة بين الشباب، وعمل مندوبي المبيعات، والفساد الإداري، وترصد ممارسات جنسية تتم في الخفاء، وتصريحات المسؤولين المضللة لحل أزمة العمل.
سعدية مفرح.. اسئلتي لا تنتهي
كل موقف في حياتي عبارة عن سؤال، وأسئلتي لا تنتهي، وهي غالبا من دون اجابات، وربما لا تهمني الاجابات بقدر ما يهمني أن يكون السؤال، فالسؤال هو بوابة المعرفة وهو أول خطوة في طريق الحقيقة. لا أسأل أسئلة وجودية كبرى، فقد تركت هذا النوع من الاسئلة منذ أن غادرت مرحلة المراهقة، ولأنني اكتشفت ان باستطاعتي خلق أجوبتها بنفسي دون الحاجة الى البحث عنها ....ولا يهم كثيرا ان كانت اجاباتي المختلقة حقيقية أم لا، ما يهمني هو قدرتي على خلق اجوبة توازي قدرتي على خلق الاسئلة. أحيانا أشعر باللاجدوى من طرح الاسئلة، وأحيانا أشعر باللاجدوى من البحث عن أجوبة لكنني في كل الحالات أظل أعيش ذلك الشغف المهيمن في محيط السؤال.
فضيلة الفاروق..لا استطيع طرح اسئلتي بصوت عال
ما هذا سلوى؟ أصعب استطلاع صادفني في حياتي، الاسئلة التي اطرحها على نفسي كثيرة ولكنها لا تطرح بصوت عال ولا في الملأ. نحن مجتمع غبي ولا يقبل الاسئلة وبعض الاسئلة قد تثير غبيا من هؤلاء فيطعنك بخنجر ليدخل الجنة، باب جنتنا مضرج بالدماء يا سلوى.
د. عبد المالك أشهبون..سؤال الحياة هو سؤال الاسئلة
من المؤكد أن سؤال الحياة كان وما يزال سؤال الأسئلة على الدوام، لأنه يرتبط بالماضي القريب أو البعيد، وبالحاضر السعيد أو العنيد، ويتعلق باستشراف سؤال الحياة في المستقبل بكل آلامها وآمالها...في كنف هذه الأسئلة الشائكة والملغزة، يعيش الإنسان القلق حالة وعي شقي بما يحيطه من ملابسات وغموض ومفارقات، فإذا الهموم الكبرى المشتركة تتداخل فيها الأحداث المتناقضة، والتداعيات العطشى إلى محاولات إجابة مستفيضة دون جدوى، مقابل الوعي الشقي نجد أصحاب الوعي السعيد الذين اطمأنوا إلى واقع الحال ورضوا به ورضوا عنه، واستكانوا إلى الأجوبة الجاهزة التي غدت نواميس قارة في حياتهم، وسلوكياتهم لا يحيدون عنها قيد أنملة...لذلك يكون الإنسان الشقي بطبعه على موعد دائم واستثنائي مع حالة استعادة هذه الأسئلة التي تغدو بمرور الأيام، وساوس وهواجس تستبد به كما المرض، بأعراضه المختلفة التي تدعوه باستمرار لا ليعالج الداء؛ لأنه أبعد ما يكون من ذلك، بل لتحسس عمق جراحاته، ومدى غور آلامه، دون أن ينسى في زحمة أتراحه، لحظات الفرح القليلة في حياته، بحكم حجم الكوارث والمصائب والأهوال التي تحيط به من هنا وهناك، وتحط بثقلها الوازن على كلكله الصغير في كل آن وحين...من هنا يجد الفرد منا نفسه أحيانا في حالة من التمرد والغضب والعصيان، وأحيانا أخرى يهادن ويصالح، وأخرى يعتزل ويبتعد ويترك لنفسه فضاء من الحرية، ثم يطوقها ليظل ممسكاً بالخطوط الكبرى التي ترسم خارطة الطريق في حياته، حتى لا يتيه أو يضيع في شعاب ومفاوز المجتمعات المعاصرة التي تصر على ترسيخ قوانين الاستهلاك الرخيص، وتسيد مبدأ تسليع القيم الإنسانية النبيلة والخالدة من مثل قيم: الحب والجمال والسلام والتسامح.
salwalubani@hotmail.com
الجمعة، أكتوبر 10، 2008
أسئلة لا تنتهي.. وغالبا دون إجابة
Labels:
شوقي مسلماني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق