الجمعة، أكتوبر 10، 2008

مكانك عد

سيمون عيلوطي

كانت برامجنا الثقافية من مسرح وغناء وموسيقى وندوات أدبية ، ألخ تعاني من عدم إقبال الجمهور عليها ، وتقتصرعلى المهتمين والمعنيين ، وكنت أرى أن أحد أسباب ذلك يعود إلى عدم وجود وكالة أنباء تعنى بالآداب والفنون لترويج هذه الفعاليات ، واليوم في عصر الإنترنت ، أصبح مطلوباً وضرورياً الترويج إعلامياً للنشاطات والبرامج الفنية – الثقافية على أنواعها ، وأقيمت لهذا الغرض وكالات تسويق تستخدم مختلف الوسائل الحديثة ، مثل : إرسال برقيَّات إعلانية بواسطة الهاتف النقال ، وعبر البريد الألكتروني ، وملصقات تلصق على الحافلات وعلى بعض المواد الإستهلاكية في"السوبر ماركت" ، بالإضافة إلى النشر في الوسائل التقليدية التي نعرفها، والمسوَّقون متخصِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّصون كل في مجال..فمن يتخصَّّّّّّّّّّّّّّص في المسرح يعرف ماذا يجب أن يقول وكيف يروِّج لهذه المسرحية أو تلك ... وهكذا..، ونراهم لا يبخلون في شكل وطريقة عرض المادة الإعلانية من النواحي الفنية والمادية ، ووجدوا أن طريقة هذا التوجُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّه مثمرة إلى درجة أن إقبال الجمهور على مختلف الفعاليات الفنية، وكذلك على اقتناء الكتب "المروَّج لها" تضاعف عشرات المرَّات ، وعاد بالفائدة المرجوَّّّّّّّة .
وكم سررت عندما أقيمت عندنا وكالة أنباء للشؤون الفنية والثقافية علَّها تسير في الإتَّجاه الذي سارت عليه شبيهاتها في العالم العربي ، ولكن ، ومن خلال متابعتي لعمل هذه الوكالة ، وطريقة عرضها وتسويقها ، وجدت أنها تعاني من عدَّّّّّّّة نواقص ، أهمها غياب التخصص في المادة الفنية المنوي تسويقها ، ثم المبالغة والتضخيم والتهويل "لديسك" غنائي مثلاً ، ما زال صاحبة يحبو نحو عالم الغناء ، وما زال "ينشَّّّّّّّّز" ويتلعثم إن صحَّ التَّّّّّّّّّّّّّّّعبير في دوزنة العود ، فتجعله يقف إلى جانب كبار المطربين والموسيقيين في العالم العربي ، وأحياناً تشعرك بأنه أكبر من عبد الوهاب ووديع الصافي ، وهذا ينطبق أيضاً على تسويق هذه الوكالة للمسرح وغيره .

نعلم أن الفرق الفنية والمسارح التي تروج لها "وكالتنا" تتلقَّى دعماً سخياً من وزارة الثقافة والرياضة والفنون، وبعضها يتلقَّى دعماً من الإتحاد الأوروبي ، وإذا كانت وكالة الأنباء هذه تتقاضى أجراً مقابل عملها ، وهذا حقها الطبيعي ، من حقِّنا أن نتساءل هنا : لماذا تتم صياغة الإعلان بطريقة خبر ..؟ وليس بطريقة إعلان مدفوع الأجر ؟؟! . وإذا كانت هذه الوكالة تقوم بعملها تطوُّّّّّّّّّّّّّّّّّعاً ، يجب أن تعمل على أن تتقاضى أجراً وتدفع ما يلزم من أجل النشر ، حينها تتمكَّن من أن تأتي بمتخصِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّصين ويصبح عملها مهنيَّّّّّا قادراً على جذب الجمهور .. بعيداً عن المبالغات التي تسئ في كل الإتِّجاهات، وهذا ما لا نريد، وبدون أن يتحقَّق ذلك يبقى وضعنا الفني الثقافي، من حيث الإقبال الجماهيري .. مكانك عُدْ .

الناصرة

ليست هناك تعليقات: