الخميس، أكتوبر 02، 2008

إياد الآلوسي ... شعائر في هيكل اللون



لمياء الآلوسي

بطاقته الشخصية تشير الى أنه أخ لي !
ولكن مهلاً ...
المجتمعات الإنسانية وهي تتكون تأريخياً كانت حين تلتفت الى الوراء لا تجد لها غير رابطة الدم بؤرة أولية امتدت قليلاً قليلاً كمن يلقي بحجرٍ في ماء ساكن فتتسع الدوائر بتتابع شيِّقٍ ملغز ومع هذا كثير الإيحاء حافل بالدلالات , ولكن مع مرور القرون والأحقاب وتجذر الحياة وتشعُّب اتجاهاتها ومقاصدها تبلورت روابط جمة منها الرابطة الوجدانية الروحية فكان الفن واحداً من أرقى هذه الروابط .

إياد الآلوسي
فنان تشكيلي ،
بكالوريوس فنون جامعة بغداد أكاديمية الفنون الجميلة فرع سيراميك عام 1971
درس الفن على يد الرواد الأوائل الأساتذة فايق حسن والفنان فرج عبو , إسماعيل الشيخلي , محمد غني حكمت ، محمد الحسني ، إسماعيل فتاح الترك ، فالنتنوس كارالمبوس والفنان سعد شاكر
في البدء تأثر بالعديد من المدارس الفنية وكان للفنان فايق حسن والفنان فالنتنوس والفنان غني حكمت الأثر الكبير في تكوين شخصيته الفنية .
عضو جمعية الفنانين التشكيلين العراقية
عضو جمعية الخطاطين العراقيين
عضو نقابة الفنانين العراقية
نقيب فناني محافظة صلاح الدين
إجتاز دورة تدريبية لمدة سنة في براغ لإدارة معامل السيراميك
إجتاز دورة تدريبية في - استكو اون ترنت - في لندن لإنتاج أنواع الخزف والسيراميك
إجتاز دورة الكوادر الفنية في بغداد
مارس تدريس الفن والخط العربي في مدارس ومعاهد معلمي ومعلمات وزارة التربية
كُرِّم أكثر من مرة
أقام 14 معرضاً شخصياً للفن التشكيلي في بغداد المركز والعديد من المحافظات
إشترك في مختلف المعارض المقامة في العراق وعلى مدى 35 سنة
يعتبر الفن هاجسه العذب الذي يتمكن من خلاله التعبير عن أحاسيسه وآلامه وآماله
بدأ في المدرسة الواقعية والإنطباعية وانتقل إلى الإسلوب التعبيري الرمزي .. لمنحه الأفقَ الأوسع في التعبير عن هموم الفنان
أما في أعمال الخزف فلقد امتلك لنفسه خطاً خاصاً وأسلوباً حاول من خلاله الإبتعاد عن التقليدية في أعماله الكثيرة من خلال اللون أو الخزف
زامل الفنان شكري الطيار وفيصل لعيبي وراجحة الغرنوي وسلمى العلاق ورجاء محمد علي ومخلد المختار

***** *****

في ذلك البيت المهجور كطلسم تنوء به الريح
فتثير حكايات لانهاية لها بغرفه الواسعة العارية وباحته المترامية
وضع ومنذ زمن أدواته وأصباغه وفرشاته وكرسياً بمسند خشبي يثبِّت عليه لوحته . في غرفة واسعة , نوافذها مشرعة عالية بلا ستائر تستقبل الشمس مطلة على الشارع القريب وعندما تهفو أفكاره وتتبعثر يترك كل شيء وينزل مسرعاً إلى السرداب الكبير بأعمدته الرخامية العريضة وجدرانه التي تمازجت عليها الألوان حتى غدت لوحات تجريدية , وتناثرت في الزوايا بعض الأجهزة الرياضية التي كان يلهبُ أفكارَهُ في التمرين عليها .
في أصيل ذلك اليوم أعلن بعض الصبية بأصوات مرعوبة أنَّ هناك في ذلك البيت المهجور ملاكاً صالحاً يرتدي ملابس بيضاء ويعطي ظهره للشارع ويتوجه إلى القبلة للصلاة .
تناثرت الحكاية بين أطراف المدينة الصغيرة فتجمع الأطفال والنساء والشباب من كل مكان , الكل يستبشر خائفاً بمقدم هذا الملاك الأبيض
إستمر الوقت وهذا الملاك لا يني يصلي والحشد يكبر
وبغتة وسط دهشة الجميع ظهر إياد منهمكاً برفع الستارة البيضاء التي وضعها على لوحته وقد أثارته تلك الجلبة والحشد الذي بدا مكوماً عند الباب الخارجي الواطئ , التفت إليهم فازدادت دهشتهم بين مصدق ومكذب .
إنفض الحشد يائساً خائباً فالكل كان يتمنى لو أن الملاك كان حقيقة إذن لسعدت لياليهم بحكايات لانهاية لها !
كان لازال طالباً في الثانوية ومنذ ذلك الحين .. تعلم أن يسدل ستائر على أي مكان يدخله .

*****
*****

كنا مأخوذين معه في ذلك التوق الجميل ، لأي شيء ستؤول أعماله ، مباركاً من الوالد الذي كان يحوم حوله صامتاً لا يعرف كيف ينهاه ولماذا .
لقد حوّل الفناء الخلفي للدار إلى ورشة عمل لبناء تلك الكورة مستعيناً بما درسه عمن بارك الطين بالنار وجعله يبقى آلاف السنين ، وتحت شجرة الليمون الوارفة كان يقضي الوقت في عمله صامتا بعض الوقت ، أو مستنطقاً أوتار عوده ،
وفجأة وبعد أن أكمل بنائها .. وفي ظهيرة ذلك اليوم التموزي الحار سمعنا صوته ممزوجا بصرخات الجيران .
كانت النار تلتهم الفناء الخلفي وشجرة الليمون الخضراء ، وإياد يقف على الجدار يحاول زحزحة مستودع النفط الممتد إلى الكورة المستعرة لكن النيران كانت قد وصلت إلى قدميه فرمى بالمستودع إلى النار فالتهبت الدنيا وما فيها !
قال وهو يداوي حروقه : هناك غلط في البناء
بعد أيام عاد إلى بناء الكورة من جديد لكنه فشل هذه المرة
وبعد محاولات عدة نجح أخيراً في بنائها وكان أن سافر من الفجر إلى بغداد ليعود ومعه أساتذته
الفنان فالنتانوس كارالامبوس قبرصي من أصل يوناني ومصمم لجداريه مطار هيثرو في لندن وكان أستاذاً للفن في أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد
الفنان سعد شاكر أستاذ الفن الفخاري والتزجيج في نفس الأكاديمية
الفنان الدكتور تركي حسين أستاذ الفن في الأكاديمية حاليا
والأديب الفنان شكري الطيار
لكي يروا الكورة البدائية وليباركوا نتاجاته الأولى في السيراميك
ومنذ ذلك الحين أصبح البيت معرضه الشخصي الزاخر بكل أعماله الفخارية وأعمال السيراميك
كان مثلاً يضع تماثيله لنساء في شتى الأوضاع على مرأى الضيوف فلم يكن أمام الوالد إلا أن يسدل عليها ستاراً كلما دخل علينا ضيفٌ ممن لا يدركون عميقاً مغزى الفن ورسالة الجمال
حتى أن أحدهم قال له بعد أن تلفت في البيت :
- لقد عدتَ ببيتك إلى عهد الأصنام يا رجل !
وكان كثيراً ما يصمت أمام الإنتقادات ويزيد من توزيع لوحات إياد بمنتهى الزهو على جدران البيت ...


البسملة جدارية 105× 105 سم

1988




110 سم × 90
لوحة زيتية 1989




شكل طوطمي
عرض 25 سم × 15 سم




تكوين مائي
20سم ×40 سم


موضوع مائي
45 سم × 35 سم



موضوع مائي
45 سم × 30 سم

ليست هناك تعليقات: