الأربعاء، أغسطس 27، 2008

لنعش مع المعجزات وبدونها

عـادل عطيــة

هناك اناس شفوا من أمراض مختلفة بطريقة عجائبية ،
واناس لم يشفوا رغم الصلوات المتكررة التى رفعت لاجلهم !
ونتساءل :
كيف باستطاعتنا أن نعيش بثقة فى عالم يختبر فيه بعض الناس حصول المعجزات ،
فيما تغيب بركة هذه المعجزات عن اناس آخرين هم بأمس الحاجة إليها ؟!
وكيف بامكاننا أن نبتهج بصدق واخلاص مع الذين نالوا الشفاء ،
من دون أن نزيد من مشاعر الاحباط واليأس عند الذين لم تحصل معجزات فى حياتهم ؟!
**
يتوهج سؤال من حياة بولس الطرسوسى ،
حاملاً معه الاجابة ،
وحاملاً معه ضوءاً نحو اجابات اخرى :
كيف كان باستطاعة بولس أن يظل على ثقة بالمسيح ،
على الرغم من اختباره لمعجزات كثيرة أحياناً،
وغيابها احياناً أخرى ؟!
السبب أنه :
كان يعلم أن يسوع شفاه من أعظم مرض اعتراه : مرض الخطية
وأن الفداء أهم
ووجود اسمه فى سفر الحياة أعظم
ان الوثوق بمعجزة الحصول على الغفران والخلاص بواسطة المسيح ،
هى الخطوة الاساسية ،
لنتعلم كيف نعيش مع معجزات ، وبدونها فى حياتنا
فعندما يصبح قلبنا محوراً لاعظم معجزة على الاطلاق : معجزة الشفاء من الخطية
سيكون باستطاعتنا عندئذ أن نتحمل الاوقات العصيبة ،
عندما لا يستجيب الله بحكمته أن يصنع اية عجيبة فى حياتنا
وعندما نؤمن ونحن فى عمق المعاناة من المرض والالم ،
أن الله لم يتركنا ولن يتخلى عنا ،
وان الخلاص من الخطية لا يزال يحصل ،
عندئذ يأتى السلام الفكرى الذى يساعدنا على الاستمرار بالايمان بمحبة الله ،
ومع هذا السلام فان الله يستطيع أن يمنحنا نعمة الصبر ،
والقوة اللازمة لاحتمال الالم الجسدى ،
الذى لم يسمح بأن يرفعه عنا حسب مشيئته ،
قائلاً لنا ، كما قال لبولس :
" تكفيك نعمتى "
ان هذا السلام الفكرى ،
وهذه القوة العجيبة على الاحتمال ،
هما بحد ذاتهما : معجزتان
ولا يقلان أهمية من اية معجزة شفاء اخرى ؛
لانهما يشهدان بحضور الله العظيم فى حياتنا
**
ان الجواب على السؤال :
لماذا يشفى الله بعض الناس دون سواهم ؟!
يبقى عند الله القادر على كل شئ
لكن هذا الاله هو نفسه يعلن بطريقة واضحة وعلنية عن رغبته ،
فى ان تكون المعجزة العظمى تلك التى تتعلق بصحتنا الابدية فى محضره فى السماويات
وهذا لا يفترنا من أن نصلى له كل حين ،
طالبين منه أن يشفى امراضنا واسقامنا
ومع أن المعجزات قد لا تحصل فى معظم الاحيان
فلا نجعل الايمان ان يكون مشكلة فى حالة عدم شفائنا ،
بل لتكن ارادة الله ومشيئته
**
لنثق بالله دائماً ،
فهناك بركة من الله لكل واحد منا سواء عشنا مع معجزات ، أو بدونها
adelattiaeg@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: