الاثنين، أغسطس 04، 2008

بَائِعُ الْلَيْمُون

محمـد محمد علي جنيـدي

ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ خَرَجْتُ
أشْتَرِي الْلَيْمُونَ تُهْتُ
أيْنَ تَمْضِي يَا جُنَيْدِي
هَلْ أنَا حَقّاً كَبَرْتُ؟!
كَانَ شُرْطِيُّ الْمُرُورِ
تَائِهاً مِثْلِي فَقُلْتُ
رُبَّمَا حَرُّ الظَّهِيرَة
قَدْ كَوَاهُ، وَاكْتَوَيْتُ
ثُمَّ أبْصَرْتُ فَتَاةً
أوْقَفَتْنِي فَاسْتَجَبْتُ
الْجَمَالُ لا يُبَارَى
فاسْتَحَيْتُ
سَاءَلَتْنِي عَنْ طَرِيقٍ
عَنْ جَنُوبٍ عَنْ شَمَالٍ
ثُمَّ قَالَتْ لِي صَدِيقِي
قَدْ فَقَدْتُ كُلَّ مَالِي
فَاسْتَبَاحَتْنِي الرُّجُولَة
وَاسْتَفَزَّتْنِي الْمُرُوءة
ثُمَّ أخْرَجْتُ النُّقُودَ
وَدَعَتْ لِي اللهَ جَهْراً
عَلَّ مَالِي أنْ يَزِيدَ
هَاهُنَا أدْرَكْتُ أنِّي
كُنْتُ قَدْ أشْعَلْتُ ذِهْنِي
فِي سَخَافَاتِ الْحَيَاةِ
مِنْ هُنَا طَارَتْ رِكَابِي
وَالْكَرِيمُ قَدْ أتَى بِي
صَوْبَ آذَانِ الصَّلاةِ
صَوبَ آذَانِ الصَّلاةِ
بَالُنَا يَلْقَى أمَانا
صَوْبَ بَيْتِ اللهِ دِينِي
يَرْوِنِي صَفْوَ حَيَاتِي
فَتَوَضَّأْتُ رَشِيقا
عَلَّ قَلْبِي أنْ يَفِيقَ
أحْتَوِيهِ أيْنَ كَانَ
ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاتِي
وَاخْتَتَمْتُ بِالصَّلاةِ
لِأَبِي الزَّهْرَاءِ طَهَ
لِأَبِي الزَّهْرَاءِ طَهَ
تُبْصِرُ النَّفْسُ رِضَاهَا
وَانْطَلَقْتُ مِنْ مَكَانِي
حَامِلاً فَيْضَ حَنَانِي
ثُمَّ أسْرَعْتُ الْمَسِيرَ
وَبَدَا السُّوقُ كَبِيرا
وَاهْتَدَيْتُ لِلْمَكَانِ
بَعْدَ حِينٍ مِنْ زَمَانِي
بَائِعُ الْلَيْمُونِ ثَاوٍ
مِنْ هُمُومِ الْعَيْشِ خَاوٍ
ذَاكِرٌ اللهَ رَبِّي
يَرْتَدِي ثَوْباً قَدِيماً
مُشْرِقُ الْوَجْهِ كَرِيمٌ
كَاشِفٌ أنْوَارَ قَلْبِ
بِالضَّجِيجِ لا يُبَالِي

طَيِّبٌ فِي كُلِّ حَالِ
آمِنٌ مِنْ كُلِّ ذَنْبِ
الصَّفَاءُ يَحْتَوِيهِ
مَنْ يَرَاهُ يَرْتَضِيهِ
صَاحِباً فِي صِدْقِ حُبِّ
فَتَقَدَّمْتُ وَهِمْتُ
وَجَلَسْتُ وَانْتَقَيْتُ
ثُلَّةَ الْلَيْمُونِ وَرْدَا
بَيْدَ أنِّي
قَدْ تَذَكَّرْتُ بِأنِّي
قَدْ وَهَبْتُ
كُلَّ مَالِي لِلْفَتَاةِ
وَنَسِيتُ
وَانْتَبَهْتُ
أيْنَ أنْتَ يَا وَقَارِي
وَأنَا أُبْدِي اعْتِذَارِي؟!
قُلْتُ يَا عَمُّ سَلاماً
فِي حَيَاءٍ ومَرَارِ
وَرَدَدْتُ الْبَيْعَ رَدّاً
ثُمَّ أنْهَيْتُ الْكَلامَ
قَالَ لِي بُورِكْتَ وِدّاً
يَا بُنِيَّ الْأمْرُ سَهْلٌ
إنْ أرَاكُمْ ذَاكَ حَفْلٌ
يُرْضِنِي لَيْلِي نَهَارِي
قُلْتُ بِاللهِ عَلَيْكُمْ
اُدْعُ لِي، إنِّي إلَيْكُمْ
قادمٌ مِنْ بَوْحِ شَوْقِي
فَدَعَا لِي ثُمَّ عُدْتُ
بِالْأمَانِ قَدْ ظَفَرْتُ
حَامِْلاً أزْهَارَ ذَوْقِ

ليست هناك تعليقات: