د. حنان فاروق
يطالعني الحنين إليّ أبحث فيّ عن نفسي
أمر بموج خاطرتي ..أصب البحر في كأسي
وأهرب من جزيرة طيشي المجنون واليأس
إلى طوق وحيد لم يزل يحنو على رأسي
شققت خمارى المسدول فوق الحرف والكلمات
فأسفرت الوجوه تطل من بيني وبين شتات
تحاورني فتطلقني من الصحراء للواحات
فأقتبس اخضرار القلب علّي أبلغ الجنات
أنا عند اكتمال البدر أغرس فيّ أجنحتي
تحلق فى سماء الليل في الأعماق أوردتي
يخوّفني شروع الشمس في استكشاف أروقتي
فأفزع للركون إلى هوى أحضان قوقعتي
أسائل عمري المسجون بين الصبر والجدران
بداخل أضلعي ملك أم انى أسكن الشيطان؟
ألا ليت الذي يجرى بأوعية الدما طوفان
يصب البرد في روحي ويُسكن ثورة البركان
ظمئت ورحت التمس ارتواء النفس في حرفي
فأجهدني ارتجاف االحرف والحزن الذي يخفي
ورحت أهدهد الأيام عل سكونها يشفي
فلم تفلح محاولتي وألقت بي إلى ضعفي
أنوثة خطوتي ترتاح من تعبي ومن وهني
وتلبس ألف ألف قناع أحجية من الفتن
تمرد صمت ماردها على قيثارة الحَزَن
فهد قلاعه وبكى على الأنقاض والوطن..
وأهرب من تجاعيدي أدق على المدى المفتوح
فيفتح لى ذراعيه ويحتضن ارتعاش الروح
ومن بيني إلى بيني تجيء رسائلي وتروح
لتعلن رفض ذاكرتي تسلم حرفها المذبوح
يعنفني الخضوع إلى ارتحالي في مسافاتي
يعيرنى بأسفاري ويصرخ في صباحاتي
يشد الشمس من عينيّ حتى لا أرى الآتي
ويحبسني بسجن الخوف خوفاً من جدالاتي
ورغم تمرد الأحلام للأيام نستسلم
نوقع عقد بيع الروح للزمن الذي يختم
ونشهد رحلة الدنيا علينا قبل أن نقسم
بأنا لم نعد لخريطة الأفعال من يرسم
ومن حزن إلى حزن نبعثر عمرنا فيفوت
وننسى أن كل الحلم..كل الصبر سوف يموت
نعيش نصارع المجهول داخل عمرنا المكبوت
ونخشى نقطة الإنهاء آخر سطرنا المثبوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق