زياد جيوسي
المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة
بعدستي
صباح آخر من صباحات عمّان يحمل نسمات حارة تملأ الأجواء، أجلس لشرفتي الصغيرة حيث تتسلل من بين أوراق العنب نسمات أكثر لطفا من الجو الخارجي، أحتسي قهوتي بهدوء على نغمات وشدو أغنيات فيروزية، أحن معها لرام الله التي كان من المفترض أن أكون في أحضانها اليوم، لكن حدثا طارئا أجل من عودتي، حدث يحمل في ثناياه جمالا وفرصة للتذوق السينمائي، فمساء الأحد الماضي كنت على موعد مع افتتاح مهرجان "كارفان" السينما العربية الأوربية، والذي تشرف عليه "الرواد للصوتيات و المرئيات"، فقد بادرتني الصحفية المتميزة سميرة عوض بالاتصال لحضور المهرجان السينمائي وتقديم الأفلام الفلسطينية التي ستعرض فيه، فوافقت على التأخر في عمّان بعد تردد، وشعرت بعد ذلك بأني لو غادرت لفقدت فرصة طيبة من الجمال.
السينما كانت عشقا منذ الطفولة، وفي الحادية عشرة من صباح السبت كنت مدعوا لحضور المؤتمر الصُحفي لإعلان فعاليات المهرجان، في مركز الحسين للفنون في رأس العين، فأتيح لي أن أرى تغيرا هائلا في هذه المنطقة، فهنا لم يكن إلا نبعة الماء التي كانت تشكل الرافد الأساسي لسيل عمّان الذي جف مع الزمن، وكانت تحيط به بيوت طينية مختلفة كانت تشكل حي المهاجرين، إضافة للأشجار الضخمة، لكنه الآن أصبح مساحة مشغولة بمعمار جميل وحديث، يضم قاعة عمّان ومركز الحسين للفنون، ومساء الأحد كنت في رحاب الهيئة الملكية للأفلام في جبل عمان، لحضور حفل الاستقبال قبل عرض الفيلم الأول "في انتظار بازوليني" للمخرج المغربي داود أولاد سيد، والذي وُفقت إدارة المهرجان باختياره، وقفت من هناك أطل على عمان الشرقية وجبل الأشرفية الذي شهد بعض من طفولتي وصِباي، فاستعدت ذاكرة سكننا وأنا طفل لم يتجاوز السنوات الأربعة بالقرب من هذا المكان في شارع الملفوف وفي شارع خرفان، حين كانت عمّان اصغر بكثير حتى أنها لا تقارن بعمّان اليوم، وبدأت ذاكرتي تعمل بسرعة مستعيدة ذاكرة السينما منذ الطفولة، وشعرت بالفَخار أن يكون هناك الآن في عمّان الهوى مؤسسات تهتم بالسينما وتعمل على رعايتها، فأمانة عمان والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة من الداعمين لهذا المهرجان، إضافة للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وأعتقد أنه حين تكون صفة الملكية للهيئة، فهذا يعني اهتماما على أعلى المستويات بدأ يتجه للسينما.
ذاكرة السينما تمتد في عمّان إلى الطفولة، فأول دار عرض تمر كلمحات في ذاكرتي كانت في شارع مأدبا بعد قيادة البادية مقابل مخيم الوحدات، كان ذلك في أواخر خمسينات القرن الماضي، وكنت أتردد عليها برفقة خال لي يكبرني بالعمر، وإن كان اسمها قد ضاع مع طوال الفترة الزمنية، حتى كان الرحيل من عمّان إلى رام الله فتجددت علاقتي بدور العروض السينمائية، فرام الله كانت تضم دارين للعرض، سينما الجميل التي أصبحت الآن سينماتيك ومسرح القصبة، وسينما دنيا التي جرى هدم مبناها العريق منذ سنوات، ويتم الآن بناء مبنى تجاري ضخم يحمل نفس الاسم مكانها، وفي البيرة توأم رام الله السيامي، كانت تقع دار سينما الوليد، والتي اشترى مبناها أحد المستثمرين وبدأ خطواته لإحالتها إلى بناية تجارية ضخمة أيضا، وكنت في تلك الفترة أتردد على تلك الدور الثلاثة لحضور العروض السينمائية، وأذكر أن أول فيلم حضرته في سينما دنيا كان فيلم جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية، وفي سينما الجميل كان فيلم اسمه تفاحة آدم، وفي سينما الوليد كان فيلما عن هرقل البطل الأسطوري، وبقيت أتردد كلما توفر لي ثمن تذكرة على دور العرض هذه حتى هزيمة حرب 1967 ونزوحنا مكرهين من رام الله إلى عمّان، فبدأت كلما توفر لي ثمن بطاقة أحضر في دور العرض المختلفة في عمّان، فعرفت سينما الكواكب وسينما دنيا والحمراء في شارع الملك طلال، وسينما البتراء بالقرب منهما، وسينما فلسطين وسينما الحسين خلف البنك العربي في شارع الملك فيصل، وسينما عمّان في الشارع نفسه، وسينما زهران وسينما استوديو زهران في شارع الملك حسين، وسينما رغدان وسينما بسمان في شارع بسمان، وسينما الأردن في أعلى درج الأردن المتفرع عن شارع الأمير محمد، وسينما الخيام في طلوع البريد في شارع الخيام المتفرع عن شارع الأمير محمد، ولم تشذ عن قاعدة التواجد في قلب المدينة إلا سينما الرينبو، والتي تقع في شارع الرينبو المتفرع عن الدوار الأول في جبل عمّان، وكانت تعتبر بفترتنا أرقى دور العروض السينمائية، فهي السينما الوحيدة التي كانت تمنع تناول المأكولات والمشروبات أثناء العروض، وتتميز أيضا بفخامة تأثيثها، بينما في دور العرض الأخرى أذكر أن صوت تناول المكسرات وبذور البطيخ كان يشوش سماع صوت الممثلين، وكان الذهاب للسينما كأنه رحلة عائلية، فكنت أرى أسر بكامل أفرادها في العروض، فلم يكن هناك من وسائل متعة غير دور السينما.
رغم هذا العدد الكبير من دور العرض السينمائية في العاصمة عمّان وفي رام الله قبل الاحتلال، وبالتأكيد أنه كان هناك دور عرض أخرى في المدن والحواضر الأخرى، إلا أن ذاكرتي لم تحمل إلا تجربتين من أفلام ذات إخراج أردني، هما صراع في جرش للمخرج واصف الشيخ والذي جرى إخراجه عام 1957، وفيلم عاصفة على البتراء للمخرج فاروق عجرمه والذي أخرج العام 1965، مما يثير التساؤل عن أسباب تعثر صناعة السينما الأردنية في تلك الفترة، وجميل جدا حقيقة أن يتم تكريم هذين الفيلمين بحضور الممثلين، وتكريم فليمين أخريين هما الأفعى للمخرج جلال طعمة والذي أخرج عام 1970، وحكاية شرقية للمخرج نجدت انزور والذي أخرج عام 1991، مما يشكل تسليط الضوء على تجربة مهمة رغم تعثرها وعدم تواصلها ونموها.
كارفان السينما العربية الأوربية تجربة مهمة تستحق التواصل والمواصلة، فقد أتاحت لعشاق السينما أن يتابعوا أفلاما قد لا يتاح لهم حضورها بالتلفاز أو دور العرض، والدور الذي قامت به "الرواد للصوتيات والمرئيات" هام جديد في هذه المسيرة والتظاهرة السينمائية، فعدد الأفلام التي ستعرض عشرون فيلما، تتراوح في جنسيتها بين الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والمغرب وقطر والكويت، وبين فرنسا وبولندا وسويسرا، فحققت تنوعا مقبولا من حيث الجنسيات المشاركة، وتوازنا بين الأفلام الروائية والوثائقية، ولعل من المهم الإشارة أن العروض بغالبيتها في ساحات مفتوحة وليس في القاعات المغلقة، مما يحقق فكرة"الكارفان" ووصوله للجمهور العريض، وأتاحت لي الفرصة أن أقدم عرضا للأفلام السينمائية الفلسطينية للجمهور ووسائل الإعلام، ككاتب وناقد وعضو في جماعة السينما الفلسطينية، فالأفلام الفلسطينية في المهرجان ثلاثة هي: "خمس دقائق عن بيتي" للمخرجة ناهد عواد الذي سبق أن قدمت عنه دراسة نقدية، وفيلم "في ظل الغياب" للمخرج نصري حجاج الذي كتبت عنه أيضا، وفيلم "رنات العيدان" وهو فيلم فلسطيني سويسري مشترك من إخراج آن ماري هالر، وأتاح لي فرصة اللقاء مع عدد من المخرجين والمهتمين، فالتقيت المخرج داود أولاد سيد، والمخرج صلاح هاشم، والمخرج ماهر أبو سمرا وغسان شميط وغيرهم، وكانت فرصة طيبة اللقاء مع المبدعة سوسن دروزة ومع الناقدة والكاتبة السينمائية رانيا حداد التي جمعني وإياها عبر الشبكة العنكبوتية عشق الحرف وحب السينما، إضافة للقاء المخرجة الفلسطينية عزة الحسن مجددا في عمّان، بعد اللقاء الوحيد في رام الله أثناء عرض فيلمها "دايما اطلع بعيونهم"، مما يدفعني للأمل أن تمثل جهود "الرواد" لبنة هامة في نهضة السينما الأردنية، وأن تأخذ هذه السينما دورها بجوار شقيقاتها العربيات.
صباح أخر لعمّان، صباح شوق متجدد لرام الله، وحيدا أجلس في صومعتي العمّانية، مع فنجان قهوتي، أفتقد الكثير، أستذكر أحلاما ربما بعثرتها الرياح، أستمع لفيروز رفيقة وحدتي وفرحي وألمي وهي تشدو: "يا ربع لي في حماك الغَض عِشرة صبا، غنيت في واحتك الحان حب وصبا، بنطر ينسم علينا من رياضك صبا، بذكر ملاهيك يلي العِشب فيها وَرد، بذكر غدير الهوى بيفيض منه وَرد، يا سالب القلب اسمع ما نغني ورِد لعيوننا النوم، يلي القلب نحوك صبا".
صباحكم أجمل.
بعدستي
صباح آخر من صباحات عمّان يحمل نسمات حارة تملأ الأجواء، أجلس لشرفتي الصغيرة حيث تتسلل من بين أوراق العنب نسمات أكثر لطفا من الجو الخارجي، أحتسي قهوتي بهدوء على نغمات وشدو أغنيات فيروزية، أحن معها لرام الله التي كان من المفترض أن أكون في أحضانها اليوم، لكن حدثا طارئا أجل من عودتي، حدث يحمل في ثناياه جمالا وفرصة للتذوق السينمائي، فمساء الأحد الماضي كنت على موعد مع افتتاح مهرجان "كارفان" السينما العربية الأوربية، والذي تشرف عليه "الرواد للصوتيات و المرئيات"، فقد بادرتني الصحفية المتميزة سميرة عوض بالاتصال لحضور المهرجان السينمائي وتقديم الأفلام الفلسطينية التي ستعرض فيه، فوافقت على التأخر في عمّان بعد تردد، وشعرت بعد ذلك بأني لو غادرت لفقدت فرصة طيبة من الجمال.
السينما كانت عشقا منذ الطفولة، وفي الحادية عشرة من صباح السبت كنت مدعوا لحضور المؤتمر الصُحفي لإعلان فعاليات المهرجان، في مركز الحسين للفنون في رأس العين، فأتيح لي أن أرى تغيرا هائلا في هذه المنطقة، فهنا لم يكن إلا نبعة الماء التي كانت تشكل الرافد الأساسي لسيل عمّان الذي جف مع الزمن، وكانت تحيط به بيوت طينية مختلفة كانت تشكل حي المهاجرين، إضافة للأشجار الضخمة، لكنه الآن أصبح مساحة مشغولة بمعمار جميل وحديث، يضم قاعة عمّان ومركز الحسين للفنون، ومساء الأحد كنت في رحاب الهيئة الملكية للأفلام في جبل عمان، لحضور حفل الاستقبال قبل عرض الفيلم الأول "في انتظار بازوليني" للمخرج المغربي داود أولاد سيد، والذي وُفقت إدارة المهرجان باختياره، وقفت من هناك أطل على عمان الشرقية وجبل الأشرفية الذي شهد بعض من طفولتي وصِباي، فاستعدت ذاكرة سكننا وأنا طفل لم يتجاوز السنوات الأربعة بالقرب من هذا المكان في شارع الملفوف وفي شارع خرفان، حين كانت عمّان اصغر بكثير حتى أنها لا تقارن بعمّان اليوم، وبدأت ذاكرتي تعمل بسرعة مستعيدة ذاكرة السينما منذ الطفولة، وشعرت بالفَخار أن يكون هناك الآن في عمّان الهوى مؤسسات تهتم بالسينما وتعمل على رعايتها، فأمانة عمان والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة من الداعمين لهذا المهرجان، إضافة للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وأعتقد أنه حين تكون صفة الملكية للهيئة، فهذا يعني اهتماما على أعلى المستويات بدأ يتجه للسينما.
ذاكرة السينما تمتد في عمّان إلى الطفولة، فأول دار عرض تمر كلمحات في ذاكرتي كانت في شارع مأدبا بعد قيادة البادية مقابل مخيم الوحدات، كان ذلك في أواخر خمسينات القرن الماضي، وكنت أتردد عليها برفقة خال لي يكبرني بالعمر، وإن كان اسمها قد ضاع مع طوال الفترة الزمنية، حتى كان الرحيل من عمّان إلى رام الله فتجددت علاقتي بدور العروض السينمائية، فرام الله كانت تضم دارين للعرض، سينما الجميل التي أصبحت الآن سينماتيك ومسرح القصبة، وسينما دنيا التي جرى هدم مبناها العريق منذ سنوات، ويتم الآن بناء مبنى تجاري ضخم يحمل نفس الاسم مكانها، وفي البيرة توأم رام الله السيامي، كانت تقع دار سينما الوليد، والتي اشترى مبناها أحد المستثمرين وبدأ خطواته لإحالتها إلى بناية تجارية ضخمة أيضا، وكنت في تلك الفترة أتردد على تلك الدور الثلاثة لحضور العروض السينمائية، وأذكر أن أول فيلم حضرته في سينما دنيا كان فيلم جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية، وفي سينما الجميل كان فيلم اسمه تفاحة آدم، وفي سينما الوليد كان فيلما عن هرقل البطل الأسطوري، وبقيت أتردد كلما توفر لي ثمن تذكرة على دور العرض هذه حتى هزيمة حرب 1967 ونزوحنا مكرهين من رام الله إلى عمّان، فبدأت كلما توفر لي ثمن بطاقة أحضر في دور العرض المختلفة في عمّان، فعرفت سينما الكواكب وسينما دنيا والحمراء في شارع الملك طلال، وسينما البتراء بالقرب منهما، وسينما فلسطين وسينما الحسين خلف البنك العربي في شارع الملك فيصل، وسينما عمّان في الشارع نفسه، وسينما زهران وسينما استوديو زهران في شارع الملك حسين، وسينما رغدان وسينما بسمان في شارع بسمان، وسينما الأردن في أعلى درج الأردن المتفرع عن شارع الأمير محمد، وسينما الخيام في طلوع البريد في شارع الخيام المتفرع عن شارع الأمير محمد، ولم تشذ عن قاعدة التواجد في قلب المدينة إلا سينما الرينبو، والتي تقع في شارع الرينبو المتفرع عن الدوار الأول في جبل عمّان، وكانت تعتبر بفترتنا أرقى دور العروض السينمائية، فهي السينما الوحيدة التي كانت تمنع تناول المأكولات والمشروبات أثناء العروض، وتتميز أيضا بفخامة تأثيثها، بينما في دور العرض الأخرى أذكر أن صوت تناول المكسرات وبذور البطيخ كان يشوش سماع صوت الممثلين، وكان الذهاب للسينما كأنه رحلة عائلية، فكنت أرى أسر بكامل أفرادها في العروض، فلم يكن هناك من وسائل متعة غير دور السينما.
رغم هذا العدد الكبير من دور العرض السينمائية في العاصمة عمّان وفي رام الله قبل الاحتلال، وبالتأكيد أنه كان هناك دور عرض أخرى في المدن والحواضر الأخرى، إلا أن ذاكرتي لم تحمل إلا تجربتين من أفلام ذات إخراج أردني، هما صراع في جرش للمخرج واصف الشيخ والذي جرى إخراجه عام 1957، وفيلم عاصفة على البتراء للمخرج فاروق عجرمه والذي أخرج العام 1965، مما يثير التساؤل عن أسباب تعثر صناعة السينما الأردنية في تلك الفترة، وجميل جدا حقيقة أن يتم تكريم هذين الفيلمين بحضور الممثلين، وتكريم فليمين أخريين هما الأفعى للمخرج جلال طعمة والذي أخرج عام 1970، وحكاية شرقية للمخرج نجدت انزور والذي أخرج عام 1991، مما يشكل تسليط الضوء على تجربة مهمة رغم تعثرها وعدم تواصلها ونموها.
كارفان السينما العربية الأوربية تجربة مهمة تستحق التواصل والمواصلة، فقد أتاحت لعشاق السينما أن يتابعوا أفلاما قد لا يتاح لهم حضورها بالتلفاز أو دور العرض، والدور الذي قامت به "الرواد للصوتيات والمرئيات" هام جديد في هذه المسيرة والتظاهرة السينمائية، فعدد الأفلام التي ستعرض عشرون فيلما، تتراوح في جنسيتها بين الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والمغرب وقطر والكويت، وبين فرنسا وبولندا وسويسرا، فحققت تنوعا مقبولا من حيث الجنسيات المشاركة، وتوازنا بين الأفلام الروائية والوثائقية، ولعل من المهم الإشارة أن العروض بغالبيتها في ساحات مفتوحة وليس في القاعات المغلقة، مما يحقق فكرة"الكارفان" ووصوله للجمهور العريض، وأتاحت لي الفرصة أن أقدم عرضا للأفلام السينمائية الفلسطينية للجمهور ووسائل الإعلام، ككاتب وناقد وعضو في جماعة السينما الفلسطينية، فالأفلام الفلسطينية في المهرجان ثلاثة هي: "خمس دقائق عن بيتي" للمخرجة ناهد عواد الذي سبق أن قدمت عنه دراسة نقدية، وفيلم "في ظل الغياب" للمخرج نصري حجاج الذي كتبت عنه أيضا، وفيلم "رنات العيدان" وهو فيلم فلسطيني سويسري مشترك من إخراج آن ماري هالر، وأتاح لي فرصة اللقاء مع عدد من المخرجين والمهتمين، فالتقيت المخرج داود أولاد سيد، والمخرج صلاح هاشم، والمخرج ماهر أبو سمرا وغسان شميط وغيرهم، وكانت فرصة طيبة اللقاء مع المبدعة سوسن دروزة ومع الناقدة والكاتبة السينمائية رانيا حداد التي جمعني وإياها عبر الشبكة العنكبوتية عشق الحرف وحب السينما، إضافة للقاء المخرجة الفلسطينية عزة الحسن مجددا في عمّان، بعد اللقاء الوحيد في رام الله أثناء عرض فيلمها "دايما اطلع بعيونهم"، مما يدفعني للأمل أن تمثل جهود "الرواد" لبنة هامة في نهضة السينما الأردنية، وأن تأخذ هذه السينما دورها بجوار شقيقاتها العربيات.
صباح أخر لعمّان، صباح شوق متجدد لرام الله، وحيدا أجلس في صومعتي العمّانية، مع فنجان قهوتي، أفتقد الكثير، أستذكر أحلاما ربما بعثرتها الرياح، أستمع لفيروز رفيقة وحدتي وفرحي وألمي وهي تشدو: "يا ربع لي في حماك الغَض عِشرة صبا، غنيت في واحتك الحان حب وصبا، بنطر ينسم علينا من رياضك صبا، بذكر ملاهيك يلي العِشب فيها وَرد، بذكر غدير الهوى بيفيض منه وَرد، يا سالب القلب اسمع ما نغني ورِد لعيوننا النوم، يلي القلب نحوك صبا".
صباحكم أجمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق