الجمعة، أغسطس 08، 2008

كأنــي أنــا الــذي قَتلــتُ



جهاد الزين
قصيدة مهداة إلى جوزيف سماحة
عانبت؟ مثواك؟ لو خمّرتهُ اختمرا
فارْفعْ كؤوسك معصوماً ومنتشرا
ألْمُؤْمنوكَ على كفارةٍ رقصوا
ومَنْ تغاوى على ايقاعهم عَبَرا

كلُّ المعاصي اذا راودْتَها نبُلتْ
وانتَ بعضُكَ، جُلّ البعضُ، لو كفرا

أقصيتَ روحَك عنّا فانكفأتَ بنا
عنا... كأنكَ فينا هوّةٌ وذُرى
وأنتَ، أَعرفُ، ما جالتْ عليك سدىً
تلك المراراتُ اذ روَّضتَها سَمَرا
اَلدابكون كسرتَ الآن ضرْبَتَهُمْ
فلوَّحوكَ على راحاتهمْ قمرا..
**
أبا الغوايات حدِّثنا عن العطش الـ
يوميِّ، محبرةِ الأوهام... ماذا ترى؟

هل الهوامشُ فوق النصِّ تدحضنا
أمِ المتونُ تهاوتْ تحتَ ما اسْتترا؟

واسألْ سؤالكَ كيفَ الحرفُ نَشْذرُهُ
وكيف لوْ قَطَّعَ النَصّاصُ ما انْجسرا

رميتُ في الأُفق المسموم شهوتَنا
فما تماهتْ خطاباً منكَ او شرَرا

وحِرْتُ صمتكَ لم أخرقْ متاهتَهُ
وما أضفتُ الى غاباتهِ شجرا
كلُّ الرسائل بعد الموت ميتةٌ
فهلْ عليكَ سوى أَنْ تُرسلَ المطرا
او تُشعلَ الحطبَ الميؤوسَ في امْرأةٍ
لكيْ تَردّ اليك النارَ والخطرا
**


توتَّرَ العَصَبُ الجيليُّ وانفجرتْ
بين الشرايين أفكارٌ لهُنّ سُرى
الآن أكتبُ جرحاً لن تُنازفَهُ
وأُكْمِلُ النَّسَقَ الهَوّامَ مُسْتعِرا
كان النزيفَ الذي روّى تلهفَنا
لكل أرضٍ وعَشّبَ وعيَنا الخَثِرا

هذي الحناجرُ ما راحتْ تُهاتِفنا
حتى أقمنا على ضوضائها حَجَرا
فكيف نَجرؤُ ان نبني صلابتهُ
على هتافٍ ولا نَجنيكَ مُحتضرا!
أبا الغوايات اذ تنهار هدنتنا
وأستعيدك في بيروت معتَمِرا

أبعدتُ رأسك عن صدري كأني أنا الْـ
لذي قَتلتُ... فلنْ أرضاك مُندثِرا
**
أبا الغوايات في هذا الحُطام الاخيـ...
ر غَوىً أخيرُ عَرى والغاوياتُ عُرى
حَدِّقْ بجرحك نحوي لنْ تجدْ شبحاً
على حصانٍ هزيلٍ او تجدْ وَطرا
أصارعُ الرِّيَبَ الحُبلى فتصرعني
وتستزيد مناحاتي دماً وعِرا
وكنتُ ـ قبلُ ـ متى ريمُ المساء رَنَتْ
أجاهر الريمَ بالصمت الذي اخْتمرا
... والناطحاتِ وأهلِ البوحِ في مدنٍ
رقصتُ فيها شغوفاً حالماً جَسِرا

فباغتتني على الايام عاتيةٌ
وشُلَّ زنديَ عن تلويحهِ نَضِرا

أومى بباريسَ بين الواجهات أسىً
لِجوخِ جرحيَ في لندنَّ معتذرا

هذا الضبابُ ولا قطنٌ يُضمِّدُهُ...
تلك المصابيحُ... والشالُ الذي انْحسرا

تَمَلّكَتْني أناقاتٌ... وقدْ عَبَرتْ
تُعانقُ النهرَ والجسرين والقدَرا

في دغشة البوح أوجاعٌ مثلّجةٌ
على الضفاف... وفي القيعان ما جَمُرا
**
وقفتُ في المدن البلهاء أسألني
كمِ السلامُ وضيعٌ والسماء ثَرى

ضاق الخناقُ... فمشنوقاً أرى الوتَدَ الْـ
يَلفّ قلبيَ لا عنقي ولستُ أُرى


عن السفير

ليست هناك تعليقات: