زياد جيوسي
أدين لمركز رؤى للفنون أنه يتيح لي أثناء زياراتي إلى عمّان بعد غياب طويل، الإطلالة على أعمال متميزة في أشكال مختلفة من الفنون، مما يتيح لذائقتي الفنية أن تتذوق وتتعرف على أشكال جديدة ومختلفة من الفن، ففي يوم الأحد العاشر من آب كنت مدعوا لافتتاح معرض فنانة من بيت لحم ومقيمة في براغ تدعى سمر حزبون، فمنحت روحي فرصة لتذوق فنا جديدا وجميلا، فالعدسة من خلال عين الفنان يمكن أن تمثل إبداعا خاصا ومتميزا.
وحقيقة حين تجولت في المعرض دهشت من تقنيات استخدمتها الفنانة في صورها الفوتوغرافية، مما دعاني لتأمل اللوحات لثلاث مرات بدهشة، وأن أعود مرة أخرى للمعرض في يوم آخر، ويوم الافتتاح ظننت أني أقف أمام لوحات لفنانة متمرسة منذ عمر طويل، في عالم فن التصوير الفوتوغرافي متملكة من العدسة، حتى جرى تعريفي على الفنانة لأجد نفسي أمام شابة لم تتجاوز الثالثة والعشرون من عمرها، تحمل ملامحها براءة طفولية تعطيها أقل من عمرها بسنوات، فكانت مفاجئة لي أن تحمل هذه الشابة الصغيرة هذه القدرة على الإبداع في روحها، وتعكسها من خلال العدسة في لوحات جميلة، الكثير منها يحمل مفاهيم وأفكار عبرت عنها بتقنيات متميزة.
الفنانة استخدمت عدة أساليب في لوحاتها البالغة إحدى وثلاثون لوحة يمكن أن نلخصها بما يلي:
الأولى: استخدام التصوير بالأسود والأبيض مما أتاح منح جماليات خاصة من خلال تناقض اللونين، وهذا ظهر في أربعة وعشرون لوحة.
الثانية: استخدام أجزاء من الجسد البشري الأنثوي لمنح دلالات خاصة تريد أن توصل فكرتها الفنانة، وهي تركز بشكل خاص في العديد من اللوحات على الشفاه فنجد أن استخدام الشفاه كنقطة تركيز أساسية كان في ثمانية من اللوحات، بينما استخدمت الوجنات والوجه في تسعة لوحات، واستخدمت الرقبة في لوحة واحدة، الصدر في لوحتين، والأقدام في ثلاث لوحات، واليد في خمسة لوحات، العين في لوحة واحدة، بينما خلت لوحتين من استخدام أجزاء من الجسد كوسيلة للتعبير.
الثالثة: استخدام إضافات بسيطة مع الأجزاء المصورة حتى توصل الفكرة والدلالة، فنجدها تستخدم البذور في بعض اللوحات، إضافة لبعض قضايا الزينة النسوية في لوحات أخرى، واستخدام الزجاج المكسور والبلورات الصخرية والزجاجية والحصى والرمل وملاعق الطعام في جوانب أخرى.
الرابعة: استخدام الأصبغة على الجسد بألوان مختلفة حتى تعطي الدلالة للفكرة المستخدمة، وظهر تأثير ذلك من خلال عدة لوحات سآتي إليها لاحقا.
الخامسة: اعتماد الفنانة على نفسها بتجهيز الإطار العام للصورة ثم التقاط اللقطة، حتى حين تستخدم بعض أجزاء جسدها فهي تلتقط الصورة بنفسها بدون الاعتماد إطلاقا على شخص آخر، مما يعطي انطباعا عن حجم الجهد المبذول والروح التي جهزت المشهد والعين الفنية في التقاط اللوحة.
حين نقرأ اللوحات من خلال الدلالات التي تحملها نرى أنفسنا أمام مجموعة من الأفكار التي أرادت الفنانة إيصالها لنا، وقد يكون ما قرأته في لوحاتها انطباع شخصي خاص، ولكني حقيقة لم أجد فيما شاهدت وتأملت أن الفنانة قدمت فنا من أجل الفن فقط، لكنها زرعت في ثنايا لوحاتها أفكارا مختلفة، فلم تأتي اللوحات عبثية وفارغة، فهي تحمل دلالات مختلفة، وبغض النظر أن الفنانة التي تعود بولادتها وأصولها إلى بيت لحم في فلسطين، وأنها تقيم في براغ بشكل دائم منذ كان عمرها عشرة سنوات، مما يعطي الانطباع أنها تأثرت بمدارس فنية غربية، إلا أن قراءة اللوحات تعطي الكثير من المفاهيم، ومع أني وجدت في اللوحات تأثرا بمدارس غربية، إلا أني وجدت في معظم اللوحات فكرة وهدفا.
ليس من السهل بهذه العجالة تقديم قراءة مفصلة لكل لوحة بحد ذاتها، وحقيقة يمكن أن تشكل كل مجموعة من اللوحات مادة لدراسة متعمقة، فكل مجموعة يمكن أن تعطي دلالات بأشكال مختلفة، فهناك لوحات تتحدث عن الحياة وبدئها ونموها، ولوحات أخرى تشير للزيف الذي بدأ يسود على الواقع، ولوحات تعيد الأصل للطبيعة ببساطتها، وأخرى تدعو للتصالح مع النفس والبحث عن السلام معها.
وكنماذج نجد في أربعة من لوحاتها الفنية يدا تمسك بيضة في البداية، وفي الثانية تطبق عليها، وفي الثالثة تكسرها، وفي الرابعة تستلقي اليد نائمة وبجوارها قشور البيضة وسائلها يتجمع على اليد، فهل يمكن أن نجد دلالة غير الإشارة على بدء الحياة وتخلقها وولادتها، ومن ثم راحة الأم وهي تستلقي بعد العناء والتعب وبجوارها وليدها، وفي لوحة أخرى نجد قدما تلامس الأرض وقد أضيفت لها أصباغ جعلتها تظهر متغضنة وكأن عمرها ألف عام، وبين الأصابع وعلى الأرض نجد بذورا، فتعطي دلالة ومعنى أن الحياة تبدأ بالبذرة لتنمو وتكبر وتتولد منها بذور جديدة تحي حياة من جديد، إنها استمرارية الحياة وتخلقها، وفي لوحة ملونة أخرى نجد جانبا من صدر أنثوي قد صبغ باللون الذهبي وكأنه اشراقة شمس، ويدان تشكلان قاعدة له بشكل يوحي فورا بعملية الرضاعة لوليد، فهل من تعبير غير الأمومة يقفز للذهن فورا، واستخدام اللون الذهبي المائل للحمرة يوحي بمشهد اشراقة الشمس وبدء الحياة، كما هي عملية إرضاع الأم لوليدها بدء لحياة جديدة، وفي لوحة أخرى تتابع القدم خلف القدم إلى عتمة المجهول، وفي لوحة أخرى نجد الأصابع تحفر الأمل بالجدار الصلب، بينما أعطت العديد من اللوحات انطباعات مختلفة حول تحول الحياة إلى قشور واهتمام فقط بالمظاهر، بدلا من عمق وجوهر الحياة وحقيقتها وبساطتها.
ونهاية أجد أن الفنانة الشابة سمر حزبون، قد تمكنت من أن تقدم عملا مميزا من خلال معرضها الجميل، حمل جماليات متميزة وأهدافا أجمل، ويمكن أن تشكل مستقبلا من خلال هذه القدرات التي أوحت بها لوحاتها، ظاهرة فنية متميزة باستخدام العدسة، تضعها في مصاف فنانين متمرسين في عالم التصوير الفوتوغرافي.
أدين لمركز رؤى للفنون أنه يتيح لي أثناء زياراتي إلى عمّان بعد غياب طويل، الإطلالة على أعمال متميزة في أشكال مختلفة من الفنون، مما يتيح لذائقتي الفنية أن تتذوق وتتعرف على أشكال جديدة ومختلفة من الفن، ففي يوم الأحد العاشر من آب كنت مدعوا لافتتاح معرض فنانة من بيت لحم ومقيمة في براغ تدعى سمر حزبون، فمنحت روحي فرصة لتذوق فنا جديدا وجميلا، فالعدسة من خلال عين الفنان يمكن أن تمثل إبداعا خاصا ومتميزا.
وحقيقة حين تجولت في المعرض دهشت من تقنيات استخدمتها الفنانة في صورها الفوتوغرافية، مما دعاني لتأمل اللوحات لثلاث مرات بدهشة، وأن أعود مرة أخرى للمعرض في يوم آخر، ويوم الافتتاح ظننت أني أقف أمام لوحات لفنانة متمرسة منذ عمر طويل، في عالم فن التصوير الفوتوغرافي متملكة من العدسة، حتى جرى تعريفي على الفنانة لأجد نفسي أمام شابة لم تتجاوز الثالثة والعشرون من عمرها، تحمل ملامحها براءة طفولية تعطيها أقل من عمرها بسنوات، فكانت مفاجئة لي أن تحمل هذه الشابة الصغيرة هذه القدرة على الإبداع في روحها، وتعكسها من خلال العدسة في لوحات جميلة، الكثير منها يحمل مفاهيم وأفكار عبرت عنها بتقنيات متميزة.
الفنانة استخدمت عدة أساليب في لوحاتها البالغة إحدى وثلاثون لوحة يمكن أن نلخصها بما يلي:
الأولى: استخدام التصوير بالأسود والأبيض مما أتاح منح جماليات خاصة من خلال تناقض اللونين، وهذا ظهر في أربعة وعشرون لوحة.
الثانية: استخدام أجزاء من الجسد البشري الأنثوي لمنح دلالات خاصة تريد أن توصل فكرتها الفنانة، وهي تركز بشكل خاص في العديد من اللوحات على الشفاه فنجد أن استخدام الشفاه كنقطة تركيز أساسية كان في ثمانية من اللوحات، بينما استخدمت الوجنات والوجه في تسعة لوحات، واستخدمت الرقبة في لوحة واحدة، الصدر في لوحتين، والأقدام في ثلاث لوحات، واليد في خمسة لوحات، العين في لوحة واحدة، بينما خلت لوحتين من استخدام أجزاء من الجسد كوسيلة للتعبير.
الثالثة: استخدام إضافات بسيطة مع الأجزاء المصورة حتى توصل الفكرة والدلالة، فنجدها تستخدم البذور في بعض اللوحات، إضافة لبعض قضايا الزينة النسوية في لوحات أخرى، واستخدام الزجاج المكسور والبلورات الصخرية والزجاجية والحصى والرمل وملاعق الطعام في جوانب أخرى.
الرابعة: استخدام الأصبغة على الجسد بألوان مختلفة حتى تعطي الدلالة للفكرة المستخدمة، وظهر تأثير ذلك من خلال عدة لوحات سآتي إليها لاحقا.
الخامسة: اعتماد الفنانة على نفسها بتجهيز الإطار العام للصورة ثم التقاط اللقطة، حتى حين تستخدم بعض أجزاء جسدها فهي تلتقط الصورة بنفسها بدون الاعتماد إطلاقا على شخص آخر، مما يعطي انطباعا عن حجم الجهد المبذول والروح التي جهزت المشهد والعين الفنية في التقاط اللوحة.
حين نقرأ اللوحات من خلال الدلالات التي تحملها نرى أنفسنا أمام مجموعة من الأفكار التي أرادت الفنانة إيصالها لنا، وقد يكون ما قرأته في لوحاتها انطباع شخصي خاص، ولكني حقيقة لم أجد فيما شاهدت وتأملت أن الفنانة قدمت فنا من أجل الفن فقط، لكنها زرعت في ثنايا لوحاتها أفكارا مختلفة، فلم تأتي اللوحات عبثية وفارغة، فهي تحمل دلالات مختلفة، وبغض النظر أن الفنانة التي تعود بولادتها وأصولها إلى بيت لحم في فلسطين، وأنها تقيم في براغ بشكل دائم منذ كان عمرها عشرة سنوات، مما يعطي الانطباع أنها تأثرت بمدارس فنية غربية، إلا أن قراءة اللوحات تعطي الكثير من المفاهيم، ومع أني وجدت في اللوحات تأثرا بمدارس غربية، إلا أني وجدت في معظم اللوحات فكرة وهدفا.
ليس من السهل بهذه العجالة تقديم قراءة مفصلة لكل لوحة بحد ذاتها، وحقيقة يمكن أن تشكل كل مجموعة من اللوحات مادة لدراسة متعمقة، فكل مجموعة يمكن أن تعطي دلالات بأشكال مختلفة، فهناك لوحات تتحدث عن الحياة وبدئها ونموها، ولوحات أخرى تشير للزيف الذي بدأ يسود على الواقع، ولوحات تعيد الأصل للطبيعة ببساطتها، وأخرى تدعو للتصالح مع النفس والبحث عن السلام معها.
وكنماذج نجد في أربعة من لوحاتها الفنية يدا تمسك بيضة في البداية، وفي الثانية تطبق عليها، وفي الثالثة تكسرها، وفي الرابعة تستلقي اليد نائمة وبجوارها قشور البيضة وسائلها يتجمع على اليد، فهل يمكن أن نجد دلالة غير الإشارة على بدء الحياة وتخلقها وولادتها، ومن ثم راحة الأم وهي تستلقي بعد العناء والتعب وبجوارها وليدها، وفي لوحة أخرى نجد قدما تلامس الأرض وقد أضيفت لها أصباغ جعلتها تظهر متغضنة وكأن عمرها ألف عام، وبين الأصابع وعلى الأرض نجد بذورا، فتعطي دلالة ومعنى أن الحياة تبدأ بالبذرة لتنمو وتكبر وتتولد منها بذور جديدة تحي حياة من جديد، إنها استمرارية الحياة وتخلقها، وفي لوحة ملونة أخرى نجد جانبا من صدر أنثوي قد صبغ باللون الذهبي وكأنه اشراقة شمس، ويدان تشكلان قاعدة له بشكل يوحي فورا بعملية الرضاعة لوليد، فهل من تعبير غير الأمومة يقفز للذهن فورا، واستخدام اللون الذهبي المائل للحمرة يوحي بمشهد اشراقة الشمس وبدء الحياة، كما هي عملية إرضاع الأم لوليدها بدء لحياة جديدة، وفي لوحة أخرى تتابع القدم خلف القدم إلى عتمة المجهول، وفي لوحة أخرى نجد الأصابع تحفر الأمل بالجدار الصلب، بينما أعطت العديد من اللوحات انطباعات مختلفة حول تحول الحياة إلى قشور واهتمام فقط بالمظاهر، بدلا من عمق وجوهر الحياة وحقيقتها وبساطتها.
ونهاية أجد أن الفنانة الشابة سمر حزبون، قد تمكنت من أن تقدم عملا مميزا من خلال معرضها الجميل، حمل جماليات متميزة وأهدافا أجمل، ويمكن أن تشكل مستقبلا من خلال هذه القدرات التي أوحت بها لوحاتها، ظاهرة فنية متميزة باستخدام العدسة، تضعها في مصاف فنانين متمرسين في عالم التصوير الفوتوغرافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق