أعمال تركيبية من الفوتوغراف تشارك باسم الأردن في بينالي القاهرة الدولي
شارك هاني الحوراني في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر، والذي افتتح قبل أيام، بعملين تركيبيين من الفوتوغراف، حملا عنواني: "أمريكا الأخرى" و "البتراء- جدل الإنسان والطبيعة". وقد عبر العملان عن رؤية الحوراني لموضوعة "الآخر"، الذي شكل محور أعمال البينالي، وذلك من خلال جداريتين ذات مقاييس كبيرة (280 (160 x سم، حيث الآخر هو انسان تارة أو الطبيعة في تارة أخرى.
لوحة فسيفسائية من الصور عن "الشارع الأمريكي"
في عمله الأول
"أمريكا الأخرى" استفاد هاني الحوراني من دعوته للمشاركة في مسيرة كبرى ضد الحرب الأمريكية على العراق، جرت في العاصمة الأمريكية واشنطن في آب 2006، حيث قام بالتقاط مئات الصور الفوتوغرافية للمشاركين في المسيرة، وجرى اختيار 71 صورة تعكس جوانب مختلفة من تلك التظاهرات من أجل التعرف على وجه آخر لأمريكا، وهو الوجه الذي طمسته سياسات البيت الأبيض في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان. تبدو الجدارية الضخمة كما لو أنها لوحة فسيفسائية من الصور الفوتوغرافية بحيث تشكل كل صورة (قياس 9 x13 سم) وحدة واحدة من حوالي اربعمائة (400) وحدة تكونت منها الجدارية. وتركزالجدارية على وجود رأي عام أمريكي آخر، يرى نفسه ضحية لهذه السياسات ويقف مواقف تضامنية من الشعب الفلسطيني والعراقي، ويعكس رؤية تقدمية وإنسانية مناهضة للحرب واطماع استراتيجية واقتصادية في المنطقة.
تتألف جدارية "أمريكا الأخرى" من عشرات المصفوفات من الصور التي تتراصف بأعداد كبيرة لتظهر الرؤية النقدية السياسية والاجتماعية لفئات متنوعه من المجتمع الأمريكي في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم. كما تعكس فهماً عميقاً للمصالح الطبقية التي توجه سياسات البيت الأبيض، في عهد الرئيس جورج بوش، اي مصالح احتكارات النفط والسلاح، والتي تحققها من خلال الادارة الأمريكية ومواقفها العدوانية والعسكرية.
عمل فني أم بيان سياسي؟
وفي هذا الصدد يفسر هاني الحوراني اختياره موضوعاً سياسياً بامتياز كأحد موضوعات مشاركته في بينالي القاهرة، فيقول: على عمله الأول "أمريكا الأخرى" بقوله: حينما كنت أشارك في المسيرة الأمريكية المناهضة للحرب على لبنان والعراق، لم يكن يدور في خلد هؤلاء المحتجين أن صوتهم سيرجح بعد عامين، ليصبح هو الصوت السائد في الولايات المتحدة. كانت القوى المؤيدة للسلام والتقدمية والنقابات العمالية والمثقفين في الولايات المتحدة مشتتة وتفتقر الى القيادة السياسية، وكان الحزب الديمقراطي في أسوأ أوضاعه. لكن هذا لم يمنع هؤلاء من التكاتف والعمل معاً من أجل تشكيل رأي عام مضاد للحرب ولسياسات بوش.
ويضيف الحوراني: خلال عامين فقط تمكن لهؤلاء المتظاهرين المناهضين لسياسات اليمين الأمريكي من اسقاط المرشحين الجمهوريين وإيصال باراك اوباما وأغلبية من الحزب الديمقراطي. ان هذه الجدارية هي تحية من العالم العربي الى أولئك الذين صنعوا التغيير في أمريكا، وهي تذكير لنا بأن التغيير ممكن في العالم العربي، حتى وإن كان أصعب مما هو في الولايات المتحدة . أن ما يبدو بعيد المنال الآن قد يصبح حقيقة في المستقبل القريب.
وحول الطابع السياسي لمشاركته في البينالي يقول الحوراني، ان الفن لم يعد يتجاهل قضايا الشعوب في ظل العولمة والظلم الاجتماعي والاعتداء على البيئة والحروب، ولذلك من الطبيعي أن يقدم الفن، وخاصة التصوير الفوتوغرافي شهادته في هذا المجال.
جدارية البتراء
وحول جدارية "البتراء - جدل الإنسان والطبيعة"، يصف الحوراني هذا العمل بقوله ان الصورة النمطية للبتراء، هو المعمار الفريد الذي خلفه أجدادنا الأنباط على سطوح الصخر الوردي في جنوب الأردن، ولقد أردت من هذا العمل أن أبرز الوجه الآخر للبتراء، أي عظمة الطبيعة ذاتها، من خلال ترصيف عشرات الصور التي تبرز التنوع الهائل لجمال السطوح الصخرية، والتي شكلت البيئة الحاضنة للعمائر والحضارة النبطية.
لقد عملنا في الأردن من قبل على ابراز جمال الخزنة والمعابد والمدرجات والمظاهر المعمارية المختلفة لحضارة الأنباط. لكن الجدارية تلفت الانتباه الى المحيط والبيئة التي تعامل معها الأنباط. أي "المادة الخام" التي أحاطت بهم، والتي تعاملوا معها وهم ينحتون مدينتهم الخالدة. وبكلمات أخرى فإن الجدارية تظهر ذلك الجانب من الحوار الذي أداره الأنباط مع بيئتهم الطبيعية. هنا "الآخر" ليس انسان آخر، انما هو الطبيعة او السطوح الصخرية التي تغلف المنطقة التي انبعثت منها حضارة الأنباط.
وتتألف جدارية البتراء ايضاً من 436 صورة تغطى ما مساحته 3 x 1,8 متر.
يذكر أن الأردن يشارك في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر من خلال تشكيليين اثنين هما محمد الجالوس وهاني الحوراني، وذلك من اصل 84 فناناً ينتمون الى 45 بلداً. ويعرض الحوراني أعماله الفوتوغرافية منذ عام 1996، حيث أقام 13 معرضاً شخصياً لأعماله في عمان والبتراء وقطر وسورية والسويد والولايات المتحدة ومصر.
وأعماله مقتناة من دارة الفنون والمتحف الوطني في الأردن، وفندق موفينبك العقبة. اضافة إلى عشرات المؤسسات والأفراد في العالم العربي والولايات المتحدة.
وهذا وتعرض جداريات هاني الحوراني في قاعة أفق 1، وهي أحدث وأضخم صالة عرض تابعة لوزارة الثقافة المصرية، إلى جانب جناح اسبانيا، البلد الضيف على بينالي القاهرة لهذا العام.
شارك هاني الحوراني في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر، والذي افتتح قبل أيام، بعملين تركيبيين من الفوتوغراف، حملا عنواني: "أمريكا الأخرى" و "البتراء- جدل الإنسان والطبيعة". وقد عبر العملان عن رؤية الحوراني لموضوعة "الآخر"، الذي شكل محور أعمال البينالي، وذلك من خلال جداريتين ذات مقاييس كبيرة (280 (160 x سم، حيث الآخر هو انسان تارة أو الطبيعة في تارة أخرى.
لوحة فسيفسائية من الصور عن "الشارع الأمريكي"
في عمله الأول
"أمريكا الأخرى" استفاد هاني الحوراني من دعوته للمشاركة في مسيرة كبرى ضد الحرب الأمريكية على العراق، جرت في العاصمة الأمريكية واشنطن في آب 2006، حيث قام بالتقاط مئات الصور الفوتوغرافية للمشاركين في المسيرة، وجرى اختيار 71 صورة تعكس جوانب مختلفة من تلك التظاهرات من أجل التعرف على وجه آخر لأمريكا، وهو الوجه الذي طمسته سياسات البيت الأبيض في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان. تبدو الجدارية الضخمة كما لو أنها لوحة فسيفسائية من الصور الفوتوغرافية بحيث تشكل كل صورة (قياس 9 x13 سم) وحدة واحدة من حوالي اربعمائة (400) وحدة تكونت منها الجدارية. وتركزالجدارية على وجود رأي عام أمريكي آخر، يرى نفسه ضحية لهذه السياسات ويقف مواقف تضامنية من الشعب الفلسطيني والعراقي، ويعكس رؤية تقدمية وإنسانية مناهضة للحرب واطماع استراتيجية واقتصادية في المنطقة.
تتألف جدارية "أمريكا الأخرى" من عشرات المصفوفات من الصور التي تتراصف بأعداد كبيرة لتظهر الرؤية النقدية السياسية والاجتماعية لفئات متنوعه من المجتمع الأمريكي في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم. كما تعكس فهماً عميقاً للمصالح الطبقية التي توجه سياسات البيت الأبيض، في عهد الرئيس جورج بوش، اي مصالح احتكارات النفط والسلاح، والتي تحققها من خلال الادارة الأمريكية ومواقفها العدوانية والعسكرية.
عمل فني أم بيان سياسي؟
وفي هذا الصدد يفسر هاني الحوراني اختياره موضوعاً سياسياً بامتياز كأحد موضوعات مشاركته في بينالي القاهرة، فيقول: على عمله الأول "أمريكا الأخرى" بقوله: حينما كنت أشارك في المسيرة الأمريكية المناهضة للحرب على لبنان والعراق، لم يكن يدور في خلد هؤلاء المحتجين أن صوتهم سيرجح بعد عامين، ليصبح هو الصوت السائد في الولايات المتحدة. كانت القوى المؤيدة للسلام والتقدمية والنقابات العمالية والمثقفين في الولايات المتحدة مشتتة وتفتقر الى القيادة السياسية، وكان الحزب الديمقراطي في أسوأ أوضاعه. لكن هذا لم يمنع هؤلاء من التكاتف والعمل معاً من أجل تشكيل رأي عام مضاد للحرب ولسياسات بوش.
ويضيف الحوراني: خلال عامين فقط تمكن لهؤلاء المتظاهرين المناهضين لسياسات اليمين الأمريكي من اسقاط المرشحين الجمهوريين وإيصال باراك اوباما وأغلبية من الحزب الديمقراطي. ان هذه الجدارية هي تحية من العالم العربي الى أولئك الذين صنعوا التغيير في أمريكا، وهي تذكير لنا بأن التغيير ممكن في العالم العربي، حتى وإن كان أصعب مما هو في الولايات المتحدة . أن ما يبدو بعيد المنال الآن قد يصبح حقيقة في المستقبل القريب.
وحول الطابع السياسي لمشاركته في البينالي يقول الحوراني، ان الفن لم يعد يتجاهل قضايا الشعوب في ظل العولمة والظلم الاجتماعي والاعتداء على البيئة والحروب، ولذلك من الطبيعي أن يقدم الفن، وخاصة التصوير الفوتوغرافي شهادته في هذا المجال.
جدارية البتراء
وحول جدارية "البتراء - جدل الإنسان والطبيعة"، يصف الحوراني هذا العمل بقوله ان الصورة النمطية للبتراء، هو المعمار الفريد الذي خلفه أجدادنا الأنباط على سطوح الصخر الوردي في جنوب الأردن، ولقد أردت من هذا العمل أن أبرز الوجه الآخر للبتراء، أي عظمة الطبيعة ذاتها، من خلال ترصيف عشرات الصور التي تبرز التنوع الهائل لجمال السطوح الصخرية، والتي شكلت البيئة الحاضنة للعمائر والحضارة النبطية.
لقد عملنا في الأردن من قبل على ابراز جمال الخزنة والمعابد والمدرجات والمظاهر المعمارية المختلفة لحضارة الأنباط. لكن الجدارية تلفت الانتباه الى المحيط والبيئة التي تعامل معها الأنباط. أي "المادة الخام" التي أحاطت بهم، والتي تعاملوا معها وهم ينحتون مدينتهم الخالدة. وبكلمات أخرى فإن الجدارية تظهر ذلك الجانب من الحوار الذي أداره الأنباط مع بيئتهم الطبيعية. هنا "الآخر" ليس انسان آخر، انما هو الطبيعة او السطوح الصخرية التي تغلف المنطقة التي انبعثت منها حضارة الأنباط.
وتتألف جدارية البتراء ايضاً من 436 صورة تغطى ما مساحته 3 x 1,8 متر.
يذكر أن الأردن يشارك في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر من خلال تشكيليين اثنين هما محمد الجالوس وهاني الحوراني، وذلك من اصل 84 فناناً ينتمون الى 45 بلداً. ويعرض الحوراني أعماله الفوتوغرافية منذ عام 1996، حيث أقام 13 معرضاً شخصياً لأعماله في عمان والبتراء وقطر وسورية والسويد والولايات المتحدة ومصر.
وأعماله مقتناة من دارة الفنون والمتحف الوطني في الأردن، وفندق موفينبك العقبة. اضافة إلى عشرات المؤسسات والأفراد في العالم العربي والولايات المتحدة.
وهذا وتعرض جداريات هاني الحوراني في قاعة أفق 1، وهي أحدث وأضخم صالة عرض تابعة لوزارة الثقافة المصرية، إلى جانب جناح اسبانيا، البلد الضيف على بينالي القاهرة لهذا العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق