الخميس، ديسمبر 11، 2008

لنتثاءب معـاً



عـادل عطيـــة
adelattiaeg@yahoo.com


عادة ما نفكر فى التثاؤب كعلامة للنعاس ، أو الضجر
لكن الباحثين ، يقولون : انها ليست القصة كلها
فنحن نتثاءب فى الصباح لدى استيقاظنا من النوم ، تثاؤبنا عند نداء اجسادنا إليه فى المساء !
ويتثاءب الرياضيون ، فى نشوة اليقظة والاستعداد ، قبل دخولهم المباريات الرياضية !
كما اننا نتثاءب تجاوباً لدى رؤيتنا شخصاً آخر يتثاءب ، حتى ولو كنا لا نشعربمشاعره السلبية !
بل أن تثاؤبنا يبدأ فى رحم الأم !
ان التثاؤب أكبر من مجرد ان يفتح الشخص فاه إلى مداه ، ويعدى غيره !
وأعظم من ان يكون صراعاً بين النفس والجسد ، بين مغالبة النوم والحاجة إليه !
التثاؤب ، يقوم بتوزيع مادة حيوية كيميائية تغلف الاكياس الهوائية فى الرئتين ،
والتى تساعد على الحفاظ عليها مفتوحة ،
فتطرد الهواء الملوّث ،
وتحسن مستوى الاكسجين فى الدم
التثاؤب ، يساعد على تبريد الدماغ والحفاظ عليه فى درجة حرارة صحيحة ؛
لكى يقوم بوظيفته على أكمل وجه
التثاؤب ، يزيد من فاعلية المفاصل ، والعضلات ، والقلب
التثاؤب ، عاطفة مشاركة الآخرين
عاطفة مثل العواطف الأخرى التى تكمن فى نوازع الإنسان الداخلية :
كالحب ، والخوف ، والجوع ، والضحك ،والبكاء
فالإنسان يتأثر بالوسط المحيط به ،
فهو :
يضحك إن كان من حوله يضحكون
ويحزن إذا كان من حوله يحزنون
وهكذا يفعل التثاؤب
**
فإن كان التثاؤب يشير إلى زيادة النشاط وليس الخمول ،
ويؤكد رسالته المعجزية فى اجسامنا ،
فلنندمج فى موجة من التثاؤب 0
ونطرد نعاس الكسل من جفون ادمنته ،
وارادة تلذذت به
لنتثاءب معاً ، فاسناخنا الرئوية بحاجة الى دعم لتبقى مفتوحة للحياة ،
وحتى تتسع صدورنا لاحتضان الآخرين الذين يخالفوننا الرأى ، والدين
فالاختلاف فى الرأى لا يجب أن يفسد الود ، والتواصل !
والاختلاف فى الدين لا يجب أن ينسينا انسانيتنا !
لنتثاءب معاً ؛
ونطرد ثانى اكسيد كربون : الكراهية ، والاضطهاد ، والعنف من دمائنا العنصرية !
لنتثاءب معاً ؛
لتزداد فاعلية مفاصلنا ، وعضلاتنا فى صنع البر والخير ،
وفاعلية القلب فى التدفق بالتسامح ، والمحبة
لنتثاءب معاً ،
ونتجاوب مع الآخرين ،
تجاوبنا مع التثاؤب ،
فى صنع التقدم ، والحضارة ، والكرامة الانسانية
**
هناك قول مأثور يؤكد أن المتثائب الواحد يصيب سبعة آخرين بعدواه
فهل نتثاءب ونعدى الآخرين بهذه العدوى الرائعة والمفيدة ؟!

ليست هناك تعليقات: