عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
يأتى فصل الشتاء فى موعده ؛ ليصل بين نهايات عام يمضى ، وبدايات عام جديد !
يأتى للناس المتشوقة حكايات من السماء :
عن برده ،
الذى بلون ندفات الثلج ،
ينسلّ بهدوء وسكينة كزغب النبتات الشائكة ،
وينساب فى دواخلنا ،
فنلتقى وعائلتنا ، ونلتئم فى دفء العاطفة المتيقظة !
وعن غيماته ،
التى من خلالها ، تنطلق : الالوان العجيبة الساحرة المنبثقة من ارتشاح نور الشمس !
وعن قطرات مطره المبتهجة ،
وهى تعطى لتراب الارض رائحة اكثر ادهاشاً من العطر ،
واشبه ما تكون برائحة الحياة ، بل أكثر روعة !
وقوسه ، الذى لايزال يتجلى فى وقته منذ الزمن البعيد ، على فضاء فزعنا ، و مخاوفنا !
لنكتشف فى النهاية ، انها قصتنا الخالدة ، والمشتركة بيننا
يأتى الشتاء ،
وعندما تلمسنا بلوراته الندية النقية ،
نستعيد ذكريات طفولتنا ،
وكل صفاتها الجميلة التى ننساها فى خضم مشاغلنا ،
وتطفو اهازيجنا العاطفية الحالمة على مرآته ،
وقد استطارنا الفرح !
يأتى الشتاء ؛
ليغسل بزخاته الفياضة :
بيوتنا ، وطرقاتنا ، واشجارنا ، وكل معالمنا العارية ؛
ليحفزنا بلغته المهيبة السامية ؛
أن ننظف - بكل ارادة صالحة - :
قلوبنا من احقاد الماضى ، وعقولنا من الافكار القاتمة ، وعيوننا من سوءات غيرنا !
يأتى الشتاء ،
فهل نترك لامطاره الطيبة الفرصة لمواصلة رسالتها النقائية ؛
فتحمل معها كل اتربتنا إلى مصارف النهائية ،
قبل ان تصير : طيناً ووحلاً ؛ وتتلوّث طبيعتنا الحسنة ؟!
يأتى الشتاء ،
ليسقى بغيثه ارضنا العطشى بجنون الرغبة المقدسة ؛
فتمتلأ مزارعنا ، ومساربنا ، ودروبنا ، بالخير والبركة
فهل نحاكى : " جالب المطر " - كما فى التقاليد الامريكية الهندية - :
ويحمل كل منا غيمته ، ويمضى إلى حيث يمطر ؛
فنعشّب صحراء المحرومين ، والمسلوبين من نبض الحياة الكريمة ، ومباهجها ؟!
**
قد تفاجؤنا السيول، وقد دمرت الوصول الى منازلنا !
لكننا نشخص إلى فوق إلى حيث قوس قزح باطيافه السبعة المجنّحة ،
ونستعيد الثقة فى عهود ومواعيد الله الصادقة ،
التى لا يمكن أن تذوى وإن هطل المطر ، أو قررت الشمس أن تستريح !
وهذه هى حكمة الشتاء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق