عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
المصافحة تعود إلى ازمنة قديمة ،
بدأت برفع اليد ، أو اليدين ؛ لاظهار خلوها من الاسلحة0
وقد غدت تقليداً للتحية تمارسه كل الامم ،
بل صارت أكثر من مجرد مد اليد للترحيب :
فانبساط الكف ، يعنى : الصراحة
وتلاصق الكفين ، يعنى : التوحد
انها ، معجزة العلاقات الانسانية :
لأنه يصعب على الانسان أن يمد يده للسلام ويبقى العبوس مرسوماً على وجهه !
ولأنه إذا لقى انسان فى مخاصمة مع انسان آخر ،
فسلم عليه ،
وأخذ بيده ، فصافحه :
تناثرت احقادهما كما تتناثر ورق الشجر !
ومن الطريف :
أن احدى الشركات الاجنبية ،
حتمت على موظفيها مصافحة بعضهم بعضاً فى بداية اليوم ؛
ليكون الجو العام مليئاً بالمحبة والصفاء ،
وبعيداً عن العداوة والحقد ،
لانتاج أفضل ،
وراحة أكبر !
ولكن فى شرقنا ،
الذى أظلمته أفكارنا المغيّمة ،
حددنا اقامة المصافحة :
فحرّمنا المصافحة بين الجنسين ، واتهمناها بأنها تثير الشهوة بين الرجل والمرأة !
وحرّمنا المصافحة بين الاديان ؛ لاننا نعتقد أننا ، وحدنا ، نملك الحقيقة الواحدة الوحيدة المطلقة !
أما ثالثة الاثافى :
فهى ، أننا حرّمنا مصافحة الاعداء ، وجعلناها : " لعنة "
وقد حلت اللعنة على الشيخ محمد سيد طنطاوى ؛ لأنه مد يده وصافح شيمون بيريز ، رئيس دولة اسرائيل !
فقد اثارت تلك المصافحة التى تمت فى مؤتمر حوار الاديان الذى عقد فى نيويورك ،
سخط واستياء المعارضين ،
وطالبوا باقالته من موقعه كرئيس للازهر ،
بعد أن يعتذر أولاً لكل المسلمين فى كل انحاء العالم عن هذه المصافحة المرفوضة !
ترى ماذا كان على شيخنا أن يتصرف فى هذا الموقف ،
فى مؤتمر يهدف إلى المبادرات الطيبة ،
وإلى التقارب بين الاديان ؟!
هل يقول : اشارك ، نعم أصافح ، لا !
هل يقول : لقد قبلت الحضور لتجمعكم ، ولكن ما فى القلب فى القلب !
هل يكون حضوره : حضور المخادعة ، والرياء ؟!
وماذا عن رأى الفقهاء المستنيرون ،
الذين يطالبون من كل مسلم :
" إذا مر على مجلس فيه مسلمون ومشركون : سلّم "
وقد أكدوا ، على أن النبى نفسه :
" مرّ بمجلس فيه اخلاط من المسلمين واليهود ، فسلم عليهم "
وأنه كان : " يصافحهم ويعقد معهم العهود اكثر من مرة " !
**
ان تعامل بالخير ثم ترد الشر بدل الخير ، فهذا عمل شيطانى يقدم عليه الساقطون !
وأن تعامل بالخير بدل الخير ، فهذا عمل انسانى يقوم به الخيرون !
وأن تعامل بالشر ثم ترد الخير بدل الشر ، فهذا عمل إلهى لا يقوى عليه إلا المتجددون !
وهذه هى صرخة المصافحة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق