اقتراح ترجمته عالميا
القدس-
اشاد سياسيون ومثقفون فلسطينيون الثلاثاء 23-12 بكتاب – من ذاكرة الاسر- للاسير المقدسي الفلسطيني المحرر راسم عبيدات الذي يرصد لظروف الاسر في المعتقلات الاسرائيلية عبر عقدين من الزمان هما تجربة السجن والاعتقال التي خاضها الكاتب على جلدة من خلال تنقله عبر محطات اعتقالية عديدة.
واجمع المتحدثون على ان الكتاب عبارة عن شهادات تسجيلية حية نادرة لم يجر تسجيلها او تدوينها من قبل بهذه الحميمية والشفافية وما تكتنزه من صور ومعان نفسية واجتماعية وسياسية مهمة.
واعتبر ابراهيم جوهر الناقد الادبي المعروف في حفل التوقيع على الكتاب قي قاعة مدرسة المطران في القدس ان الاحتفاء بالكتاب والكاتب هو مظهر حضاري مهم في ظل تراجع عادة القراءة والاهتمامات الفارغة للاجيال الجديدة. فيما دعا الكاتب راسم عبيدات الى ايلاء الاسرى كل الاهتمام السياسي والنضالي والتضامني وعدم توقيع اية اتفافيات مع الجانب الاخر قبل اطلاق سراحهم وتحريرهم جميعا من قيود الاسر والاعتقال الاسرائيلية الدامية والتكفير عن الخطأ الاستراتيجي في هذا المجال . واضاف ان الكتاب هو صرخة عالية لاستذكار نضالات وتضحيات ابطال الحركة الاسيرة الذين كانوا وما زالوا الشموع التي تضيء درب النضال الفلسطيني الطويل والمعمد بدماء الاسرى والشهداء.
وهاجم عمر شحادة مدير مؤسسة الهدف السياسة الرسمية الفلسطينية التي اجلت بحث ملف الاسرى وجعلته مجالا للمساومة مع طرف معاد لا يحترم انسانية الانسان والمناضلين من اجل الحرية والاستقلال. وتحدث مطولا عن الواقع السياسي الفلسطيني الراهن،وقال بأن حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين جناحي الوطن يجب أن تنتهي،وأضاف بأن الخروج من هذا المأزق غير ممكن دون الحوار الوطني،ودعا شحادة الى ضرورة وقف المفاوضات العبثية التي لم تثمر شيئاً،بل زادت وفاقمت من حالة الانقسام الداخلي،وكذلك هذه المفاوضات شكلت غطاء للإحتلال من أجل مواصلة سياسة التهويد والأسرلة،ودعا الى أوسع حملة تضامن مع أسرى شعبنا الفلسطيني ،وقال بان أبطال شعبنا هم الناس البسطاء من عمال ومهندسين ومثقفين ومدرسين وغيرهم،وراسم عبيدات واحد من هؤلاء الأبطال،والذي ظل وفياً لأسرى شعبنا،وكذلك هو صاحب القلم الحر،والذي لم يبع قلمه أبداً وما قام به من جهد في عملية توثيق لحياة أسرى شعبنا ومعانياتهم في سجون الاحتلال،هو خطوة نوعية لم يقم بها أي باحث أو مؤسسة من قبل ،وهذا الكتاب يستحق وجدير بالقراءة أكثر من مرة ،لما تضمنه من معلومات قيمة وجهد نوعي على درجة عالية من الأهمية.
وهنأ حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الكاتب عبيدات على كتابه المفيد والحيوي في رصد وتسجيل مواقف ذات دلالات معينة جرت وقائعها داخل اسوار المعتقلات الاسرائيلية. وطالب كل من له تجربة مفيدة وذات ابعاد ودلالات ان يسارع الى توثيقها لانها بمثابة التاريخ الحي لشعبنا الفلسطيني الذي ذاق في غالبيته مرارة الاسر وتكبيل الحريات.
وقال هاني عيساوي احد النشطاء السياسيين المقدسيين ان لا احد يدرك اهمية كتاب من هذا النوع الخاص الا الاسرى انفسهم ومن ذاق مرارة الاسر من قبل . واعتبر العمل الذي نشر على شكل مقالات في جريدة القدس، قطعة ادبية وجدانية وانسانية تصور باسلوب جميل وممتع ما يجيش في خواطر وهواجس الاسرى الفلسطينيين المكبلين ومغلولي القيد وفاقدي الحرية في ظل ممارسات تعسفية استفزازية خطيرة.
وأضاف العيساوي في كلمته،أن أهمية هذا الكتاب وقيمته،أنه لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية،تجري عملية توثيق لواقع وتجارب الحركة الأسيرة بهذا الشكل،وهذا الكتاب يشكل اضافة نوعية،ومهم أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالعمل على تدريسه للطلبة،كي يقفوا على حقيقة وواقع أسرانا وظروفهم في السجون الاسرائيلية،وطالب المؤسسات والمراكز التي تعنى بشؤون الأسر بالعمل على رصد وتوثيق تجارب الحركة الأسيرة منذ عام 1967 وحتى اللحظة الراهنة.
وحيا الاسير المحرر محمود الصفدي الكاتب عبيدات على كتابه المتميز الفريد من نوعه على الساحة الفلسطينية. وقال ان الاسرى تلقوا بفرح غامر الكتاب واعتبروه وساما على صدورهم لانه ينقل بصدق وامانة انسانيتهم ومواقف صمودهم الرائعة داخل السجون دون تهويل او ادعاء بطولة زائفة بل رصد وتسجيل دقيق لاحلام وطموحات المعتقلين كبشر وكمناضلين لهم اشواقهم واحلامهم مثل غيرهم من فئات الناس. وطالب بترجمة الكتاب الى لغات عالمية حية حتى تقف الشعوب الاخرى على معاناة واحلام مناضلينا واسرانا البواسل.
وحضر حفل توقيع الكتاب جمهور غفير من الكتاب والمثقفين والسياسيين المناضلين اضافة الى عدد من مربيات الاجيال والمثقفات والأمهات الفلسطينيات واهالي الاسرى المقدسيين،ومما تجدر الإشارة اليه أنه صدر للكاتب في حزيران 2007 ،كتاب آخر بعنوان"صرخات في زمن الردة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق