الأربعاء، يناير 31، 2007

علاقة


حسن عبد الرزاق

دروب

عادت إلى الدار من الدائرة. ارهاق صيفي بجسدها ولهاث في الصدر .. وفي الفؤاد ألم مقيم.

استقبلها بابتسامته المعهودة .. ابتسامة مستمرة في كل الفصول يتوهج شبابها كلما تقدمت هي في السن.

قالت له :- مساء الخير .

ورمت اليه قبلة هوائية ومضت بهمة النساء الشاطرات إلى الثلاجة ثم المطبخ … وعادت إلى المائدة بطعام ساخن لذيذ.

بعد انتهاء الغداء جاء موعد الشاي .. ياالله ما احلاه في الفم حين تشربه على انغام ابتسامته .

ثم جاء موعد حمام الظهيرة الذي يسبق جلسة الاستراحة المؤقتة.

حاصرتها القيلولة بعد كل ذلك .. وحان وقت النوم فنهضا معا من جلستهما.

هي مضت إلى الفراش مع عامها الثامن والاربعين.

وهو مضى إلى مكانه ليرعى قيلولتها كدابه منذ إن جعلته الحرب ابتسامة ثابتة وعينين مفتوحتين في صورة محنطة على الجدار.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الزوج المحنط عى الجدار ذهب ولن يعود، أما الزوجة فأحب بأن اهمس بأذنها ، وأقول الحي أفضل من الميت ، ومعظم علماء النفس أثنوا بأن حياة المرأة الصحيحة تبدأ بعد الأربعين. فهي لا تزال في ريعان صباها ، فعليها بأن تحتفظ بالصورة المحنطة ، وتحترمها لآخر رمق في حياتها ، بل عليها أيضا بأن تتفقد الرجال الأحياء لآن زيتها لا يزال في قوته، فعليها بأن تعيش