الأربعاء، يناير 03، 2007

هل سنعود إلى الوراء كعادتنا


بقلم / يوسف صادق
بات من المؤكد بعد الأحداث المؤسفة التي رأيناها اليوم في شوارع قطاع غزة، أن عجلة التوافق الوطني تعود خلفا وراء انفلات هذا الشارع، فالتوافق بات ميتا فيما يبدو قبل ولادته، وقبل أن تسعى الحركات والفصائل التنظيمية الفلسطيني، وحتى الدول العربية كمصر ودول الخليج في حل تلك الأزمة التي أرهقت الشعب الفلسطيني أكثر من إرهاقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم.
فسرعان ما تندلع شرارة الفتنة في شوارع قطاع غزة، سيما وأن المسلحين في تلك الشوارع كُثر، والرصاص بات متوفرا في متناول كل فلسطيني شاب كان أم طفلاً، في ظل غياب توحد الرؤية الفلسطينية والمنهاج الفلسطيني لمقاومة الاحتلال حتى التحرير إن كان هناك تحرير أصلاً...!
فبعد الخمسة قتلي من الطرفين مساء هذا اليوم، لم يبق لنا إلا أن نودع كافة التفاهمات وسهر الليالي في إخماد نار الفتنة التي قفزت عن كافة ألوان الطيف السياسي وغير السياسي، وصار من المؤكد أن حكومة الوحدة الوطنية أصعب من بلوغنا السماء.. وبات طبيعيا أن تفلت زمام الأمور من أيدي من يحركونها، وهي بالكاد ستلتهم أياديهم التي تلطخت بدماء شبابنا الفلسطيني مهما طال بها الزمن.
فالتاريخ سيسجل حقبتهم من نار.. وستعصف أهليهم وذويهم أينما كانوا من بقاع الأرض، مثلما اكتوت النار كبد أمهات القتلى من الجانبين، من يشاهدنا اليوم يشعر أننا حررنا القدس وأطلقنا سراح الأسرى ولم يبقى لنا سوي كراسي الدولة لنتنازع عليها ونقتسم الكعكة كلٌ حسب حجم كرش قادتنا. حتى صار من الطبيعي أن ندعو الله باجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة من جديد، ليتوقف نزيف الدم الداخلي الفلسطيني الذي يسفك دون شفقة أو رحمة من احد، ودون أن يحرك هذا الدم النازف ضمير مسؤولينا الكثر في هذا الزمن الغابر. وحتى يتجه الرصاص إلى وضعه الطبيعي في صدور القوات الغاصبة لأراضينا..
فقتالنا الداخلي هذا ليس سوى بداية اللعبة التي من المؤكد أن نهايتها ستكون وخيمة على جميع الإطراف وكافة ممسكي الهرمين الكبيرين، وستشهد الأيام المقبلة على ما يبدو، عيداً أضحى جديدا في فلسطين، وكأننا استحسنا قتال الفتنة في العراق.
ببساطة، ولكوني أدرك أن شعب غزة يعشق الكرة المصرية، فأن نادي الأهلي فاز على الزمالك في مباراة "الدربي" بهدفين لواحد، وخرج الاثنان راضين عن نتيجة المباراة، سيما وأن الزمالك لعب جيدا ولكن لم يحالفه الحظ في إدراك التعادل، بينما ظفر النادي الأهلي بثلاث نقاط غالية في رصيد الدوري المصري ويتصدر تصنيف الدوري المصري الممتاز. وعلى هذه الشاكلة لا بد أن تكون فصائلنا الفلسطينية، وأن تدرك أن هناك فائز وبالتالي سيوجد فريق مهزوم، ولكن في حالتنا، كلا الطرفين يقع في دائرة الخسارة القاتلة، وفي حالتنا أيضا، من العيب أن يكون الحكم عندنا هو الاحتلال الإسرائيلي.
إلى هنا انتهى التعليق وانتهت المباراة، وخسر الجميع وبقي الاحتلال جاثما فوق صدورنا، فيما انهارت ترسانة المقاومة الفلسطينية.. وانهار الشعب من ورائها.
Yousefsadek2004@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: