الخميس، يناير 25، 2007

جسد المجون



ناصر الحايك

فيينا النمسا

انطوى على نفسه يفكر فيها... قصته أبى القلم الا أن يترجم معانيها... عندما رأها ازداد وهج الشمس نورا... كأنها حوراء من حور الجنان تستحم عارية فى ماء الجنة الزلال... كأنها خلود الحياة... كأنها عشتار الهة الحب والخصوبة والجمال... تمثال هى من العفة والطهارة ينضح بالحنان...

جسدها اللدن أثار لواعج لذة خفية بين أضلعه... فصدرها يكاد يتفجر اغراء بالمعصية... لن يفهم هذه الملاحن الا من يجيد قراءة شموخ نهود العذارى... اضطراب لهيب أنفاسها قد يرجع الشيخ الوقور لصباه... لو رآها الناسك العابد لما ذهب لصلاته... أنثى سنيمة وجهها وجه ملاك أضاء الليل وجرده من سطوة حلكته... اكتناز شفتيها أفقدتا الفضيلة فحواها... ريقها يشفى الكليل من شكواه...

خمرة الحب هذه أم نشوة أقداح من الخمر احتساها عند رؤياها!!! أبدع الخالق فسواها... دهاليز جسدها تتسم بالشراسة كالغابة البكر التى لم تطأها قدم مخلوق... رنات صوتها تقطر الحانا أم معزوفة كمنجة أطربت خاشعا مبتهلا هاجدا... أبالسة الشهوة احتفت بها فى موكب مهيب... ستجف الدموع من المآقى ... سترجع الأمواج الى شواطئها هياما بمفاتنها...

ذكرى ذكراها ستظل تدغدغ وتداعب أطياف مواكب أحلامه ... بلج الصباح... ارتفع صوت الأذان... هو لايتوق الى الفجور والعصيان... بل جسدها أباح الحنين الى المجون فعبير جسمها أنفذ من عطر ورد النرجس والنسرين... ترمقها الأبصار قلما تقوى على الاسترسال ... هى كالسراب ليس لبلوغه من سبيل...محاطة بهالة من القدسية... من يجرؤ على فك طلاسمها حتما سيكون من الخاسرين... غيداء تتمايل وتتثنى كطائر الغرنوق... من يلتحف بهواها سيشقى وسيذوق نعيم العذاب......



ليست هناك تعليقات: