بقلم: سعيد الشيخ
ما زالت مأساة الفلسطينيين في العراق تشهد فصولا متسلسلة من القتل والتنكيل والتهجير على أيدي قوى باتت معروفة بطائفيتها، تمارس أبشع أنواع الأعمال الاجرامية عبر فرق تمتهن القتل وتجوب المناطق لاصطياد ضحاياها المختلفة عنها مذهبيا ومنها اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم حوالي خمسين الفا كانوا محل ترحاب من الحكومات العراقية المتعاقبة منذ نكبتهم الاولى عام 1948 وحتى إسقاط النظام الوطني العراقي في التاسع من نيسان عام 2003 على إثر الغزو الامريكي لهذا البلد العربي.
وفي ظل التعامي الامريكي وصمت حكومة المالكي بما يبدو مباركة لما يحصل للفلسطينيين فأن القوى الظلامية تبدو أنها مصممة في المضي الى آخر مشروعها في تهجير الفلسطينيين الى خارج العراق . وهذا ما دفع وكالة الانروا الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين الى مناشدة الدول العربية الى فتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الجحيم العراقي.
والغريب في الامر ان بعض الدول العربية تفتح ابوابها للمهاجرين من حملة الجنسية العراقية وتغلقها في نفس الوقت بوجه المهجرين الفلسطينيين ... وكأن قدر هذا الفلسطيني ان يظل في صحراء التيه يصرخ وحيدا وينزف وحيدا في ظل تعتيم إعلامي عربي ودولي على ما يجري من فظاعات مشينة تعود الى القرون الوسطى.
ولو أرادت إيران التي ترعى وتدعم هذه القوى ان توقف هذا العدوان على الفلسطينيين لكانت فعلت ذلك، وهو أقل الايمان من دولة تعلن إصطفافها الى جانب القضية الفلسطينية بمواجهة المشروع الصهيوني ـ الامريكي. ولكن لعبة إيران في العراق هي فضيحة كبرى لايديولجيتها التي لا ترى أبعد من مصالحها التي تتقاطع مع قيام عراق عربي لجميع أبنائه بمختلف دياناتهم وطوائفهم.
ولا نتوقع ان يتدخل المحتل الامريكي لوقف الاعتداء على الاقلية الفلسطينية حسب اتفاقيات جنيف الرابعة التي حددت مسؤولية حماية المدنيين على عاتق قوات الاحتلال . فهذه القوات إرتكبت أشنع االممارسات اللاانسانية في العراق منذ احتلالها له، عدا ان السياسة الامريكية في العراق هي تغذية روح الفرقة بين الطوائف لاشعال حرب أهلية تفسح لها التمكن من اطالة أمد الاحتلال والسيطرة في مرحلة لاحقة على المنطقة عبر البوابة العراقية.
يروي الفلسطينيون الناجون من مصائد الموت في العراق فظائع تعذيب وموت...ممارسات تنال من انسانيتهم وأرزاقهم لا يمكن ان تمحى من الذاكرة بسهولة وهي تؤسس لعلاقة عدائية محل علاقة تاريخية من الاخوّة والمودة بين الشعبين .
وحسبي ان في العراق ما زال من القوى الديمقراطية والتقدمية هي مطالبة اليوم وعلى عجل اعلان استنكارها وشجبها للقتل العشوائي الذي يضرب العراق وادانة ما يتعرض له الفلسطينيين هناك.
كذلك هل ينتصر المثقفون العراقيون لانسانيتهم ويعلنوا موقفا واضحا وصريحا ومستنكرا لما يلحق الفلسطينيين من أذى في العراق... هل يضموا أصواتهم الى صوت الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف الذي كتب بكل شفافية ووفاء:
"نستعيد الان كيف حمانا الفلسطينيون، يوم شرّدنا، وكيف وهبونا الصدارة في خيمتهم. كيف ساروا بنا في موكبهم المناضل، من بلد الى بلد ، يجرجروننا وأطفالنا، كما يجرجرون أنفسهم وأطفالهم، عبر القوى الظالمة"...
شاتيلا في بغداد؟
أي زمان هذا؟
سعيد الشيخ
كاتب وشاعر فلسطيني
ما زالت مأساة الفلسطينيين في العراق تشهد فصولا متسلسلة من القتل والتنكيل والتهجير على أيدي قوى باتت معروفة بطائفيتها، تمارس أبشع أنواع الأعمال الاجرامية عبر فرق تمتهن القتل وتجوب المناطق لاصطياد ضحاياها المختلفة عنها مذهبيا ومنها اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم حوالي خمسين الفا كانوا محل ترحاب من الحكومات العراقية المتعاقبة منذ نكبتهم الاولى عام 1948 وحتى إسقاط النظام الوطني العراقي في التاسع من نيسان عام 2003 على إثر الغزو الامريكي لهذا البلد العربي.
وفي ظل التعامي الامريكي وصمت حكومة المالكي بما يبدو مباركة لما يحصل للفلسطينيين فأن القوى الظلامية تبدو أنها مصممة في المضي الى آخر مشروعها في تهجير الفلسطينيين الى خارج العراق . وهذا ما دفع وكالة الانروا الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين الى مناشدة الدول العربية الى فتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الجحيم العراقي.
والغريب في الامر ان بعض الدول العربية تفتح ابوابها للمهاجرين من حملة الجنسية العراقية وتغلقها في نفس الوقت بوجه المهجرين الفلسطينيين ... وكأن قدر هذا الفلسطيني ان يظل في صحراء التيه يصرخ وحيدا وينزف وحيدا في ظل تعتيم إعلامي عربي ودولي على ما يجري من فظاعات مشينة تعود الى القرون الوسطى.
ولو أرادت إيران التي ترعى وتدعم هذه القوى ان توقف هذا العدوان على الفلسطينيين لكانت فعلت ذلك، وهو أقل الايمان من دولة تعلن إصطفافها الى جانب القضية الفلسطينية بمواجهة المشروع الصهيوني ـ الامريكي. ولكن لعبة إيران في العراق هي فضيحة كبرى لايديولجيتها التي لا ترى أبعد من مصالحها التي تتقاطع مع قيام عراق عربي لجميع أبنائه بمختلف دياناتهم وطوائفهم.
ولا نتوقع ان يتدخل المحتل الامريكي لوقف الاعتداء على الاقلية الفلسطينية حسب اتفاقيات جنيف الرابعة التي حددت مسؤولية حماية المدنيين على عاتق قوات الاحتلال . فهذه القوات إرتكبت أشنع االممارسات اللاانسانية في العراق منذ احتلالها له، عدا ان السياسة الامريكية في العراق هي تغذية روح الفرقة بين الطوائف لاشعال حرب أهلية تفسح لها التمكن من اطالة أمد الاحتلال والسيطرة في مرحلة لاحقة على المنطقة عبر البوابة العراقية.
يروي الفلسطينيون الناجون من مصائد الموت في العراق فظائع تعذيب وموت...ممارسات تنال من انسانيتهم وأرزاقهم لا يمكن ان تمحى من الذاكرة بسهولة وهي تؤسس لعلاقة عدائية محل علاقة تاريخية من الاخوّة والمودة بين الشعبين .
وحسبي ان في العراق ما زال من القوى الديمقراطية والتقدمية هي مطالبة اليوم وعلى عجل اعلان استنكارها وشجبها للقتل العشوائي الذي يضرب العراق وادانة ما يتعرض له الفلسطينيين هناك.
كذلك هل ينتصر المثقفون العراقيون لانسانيتهم ويعلنوا موقفا واضحا وصريحا ومستنكرا لما يلحق الفلسطينيين من أذى في العراق... هل يضموا أصواتهم الى صوت الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف الذي كتب بكل شفافية ووفاء:
"نستعيد الان كيف حمانا الفلسطينيون، يوم شرّدنا، وكيف وهبونا الصدارة في خيمتهم. كيف ساروا بنا في موكبهم المناضل، من بلد الى بلد ، يجرجروننا وأطفالنا، كما يجرجرون أنفسهم وأطفالهم، عبر القوى الظالمة"...
شاتيلا في بغداد؟
أي زمان هذا؟
سعيد الشيخ
كاتب وشاعر فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق