الاثنين، يناير 22، 2007

على صفحة الموج



رياض حتاوي
مشرعٌ
ينهشُ الطيرُ من جسدي باقةَ الأمسياتِ
ويتركني الآن دون رحيقٍ ، ولا هفهفاتٍ
لأغصان قلبٍ ينـزُّ من الندبِ في ساحةِ السرو
تلك التي تحترق
باسقٌ ايها السرو، لم تنحن
بارعٌ ايها الاحتراق الذي قطف العمر
من قبة الغيم
ذاك المدى المنغلق


مشرعٌ
لهواءٍ أتى يفسدُ العمرَ حين تلألأ نجمُ الدِّماء
وشقَّ ثيابَ الأَماني الى
حلمٍ كادَ أن يختنق
كنتُ والحلمُ في غرفةٍ فاحَ من سورها المتهدِّم
ما يقصفُ العمرَ في لحظةٍ
لا ترِقْ
غير أنّي بقيت أهيّيءُ من قبّعات الفرس
معطفاً من صهيلٍ يدفِّء أحلامنا
تلك التي لم تفقْ




مشرعٌ
والرياحُ تموجُ على ساحلِ القلبِ
والقلبُ طفلٌ طريٌ تربَّعَ في سلة الروح
ينثر ألعابه تارة
ثم يجمعها في كتاب قلق
فجأةً
داهمته الرياح توزعه صفحةً صفحةً
وتعلّقه رايةً للنخيل ، وتعجن فيء البراري
بقيظ الصحارى
ينوء
ينوء
ولا ينفلق

فلتقل ايها القلب :
أيُّ الصحائف تلك التي جمّعت
كل هذي الشروخ /شرايين نبضك/
أيُّ البلاد التي قلّبت جمر روحك
من جذر كعبك حتى تلال المشيب
وأيُّ العساكر قد فاجأوك بوقت السُرى
قبل أن تنطلق

هذه صفحةٌ
قد تناثر فيها الجدود على بزّة الجنرال
وتحت صدى الأوسمة


صفحةٌ
أدخلتنا المنافي على حدِّ نصل الأُخوَّة
حتى تيقظ ضوء السنين ، توهَّجَ في صدر أعمارنا
وانتشرنا حكايا على صفحة الموج
نرحل كل صباح
ولم ندر أيُّ الجهات ستبصر أسماءنا
بعدما طاف من طاف منا
ومن قد غرق .


شاعر وكاتب أردني

ليست هناك تعليقات: