تحقيق / رشا أرنست
مصر
بعصر التكنولوجيا الحديثة و الانترنت المفتوح على العالم من كل الاتجاهات ، أضحت حياتنا تتحرك هي أيضاً بالكليك (ضغطة الفأرة ) مثل جهاز الكمبيوتر الذي نتحكم فيه بكليك يمين و كليك شمال عن طريق هذه الفأرة الصغيرة أو الماوس كما نقول عنها بالانجليزية
كل شيء في حياتنا صغار و كبار أصبحت كليك يمين و كليك شمال ، حتى أهم المواقف و القرارات بحياتنا أصبحت هكذا ، وصلنا كبشر لمرحلة الاستخدام ، فلم يقتصر الاستخدام و الاستغلال على كل ما هو مادي و مستهلك بل أيضاً تحولنا نحن أيضاً كبشر إلى مواد مستهلكة كنوع أيضاً من التمدن الحديث . و الأكبر من ذلك إننا نكاد نكون من ارخص المواد و لسنا أغلاها . هذا ما اكتشفه كل يوم و أنا أقرأ و أتابع كل ما هو جديد في نشرات الأخبار و الجرائد و على صفحات الانترنت . تفاجأت كثيراً عندما قرأت عن نسب الطلاق في العالم العربي فلقد كشفت دراسة أعدها مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض أن نسب الطلاق بلغت 34% في البحرين و40% في مصر و38% في قطر و46% في الإمارات في عام 2003، كما توضح إحصاءات صدرت عن إدارة التوثيق الشرعية بوزارة العدل الكويتية أن نسبة الطلاق في الكويت بلغت 40% خلال النصف الأول من العام نفسه ، أما في السعودية فقد أورد موقع (محامو المملكة) أنه يتم طلاق 33 امرأة يومياً ، و بدول الخليج تتراوح النسبة ما بين 30% إلى 38% .
لقد تحولت المرأة في زمن العولمة إلى سلعة مستهلكة بنسبة تفوق استهلاك سلع أخرى ، ربما يوما ستكون استهلاكها اكبر من استهلاك القهوة أو ربما ستفوق مقدار استهلاك الأوراق التي نكتب عليها مقالاتنا . و الأكثر من ذلك أن نسب الزواج الغير شرعي بأنواعه تُعادل و تفوق نسب الطلاق . فالزواج الذي نعرفه بين رجل و امرأة تعاهدوا فيما بينهما أمام الله و الناس بأن يكونوا أسرة واحدة على السراء و الضراء لم تعد هي نموذج للحياة الطبيعية و الأسرة السوية الآن . فهذا الزواج و الذي نعرفه بالزواج الشرعي هو أول زواج بحياة الرجل العربي ، و بعد ذلك يبدأ بتجربة كافة أنواع الزواج الأخرى . فهو يتزوج بفتاة يعرفها نسباً و أصلاً و تكون هي الشرعية و الظاهرة أمام الجميع و من بعدها يُتيح لنفسه زيجات أخرى لمتعته الخاصة و هي بالطبع لن تفرق كثيراً معه من ستكون هذه الزوجة و كأن الله خلق بنات ناس يتزوجهن في العلن و خلق بنات شوارع يتزوجهن في الخفاء . و كثيراً من هؤلاء الذين يتزوجون بأكثر من واحدة غالباً ما لا يكتفون بمثنى و ثلاث و رباع كما جاء بالقرآن الكريم و إنما الزواج بالنسبة لهم عملية تبادلية مرحلية ، فما المانع أن يكون هناك خماس و سداس طالما انه يوجد الحل و هو الطلاق . لقد تعدت التكنولوجيا الحديثة مجرد تقدم عقولنا و اختراعاتنا الكثيفة كل يوم ، لقد وصلت التكنولوجيا إلى داخل الإنسان ، جعلته يعرف كيف يبحث عن متعته و كيف يجدها بأقل التكاليف و في أقصر وقت ممكن ، فأصبح كفأرة الكمبيوتر كليك يمين يتزوج و كليك شمال يُطلق و المسألة لا تستحق العناء .
و بالفعل أصبح الزواج الحديث بأنواعه و الطلاق أيضاً هما مشكلة متضخمة في مجتمعنا العربي ، و خاصة بعد أن تعددت الأنواع و الطرق . و أصبح كل شيء مُباح و الفتاوى هنا و هناك . و لم يعد الشاب الآن ملزم بأن يكون اتمم دراسته أو حصل على مؤهل أو وظيفة و بدأ في تكوين بيت حتى يتزوج ، يكفيه أن تُشاور يديه على أي فتاة ، حتى يحصل عليها و بدون تكلفة أو وجع دماغ بتفاصيل الحب و تكوين أسرة و زفاف و غيره من العادات البالية التي ذهبت مع القيم و أصبحت موضة قديمة . فهو يختار أي فتاة و النوع الذي يليق عليها من أنواع الزواج و يناسبه هو أيضاً .
فمن الرجال ما يناسبه الزواج العرفي و يأتي الزواج العرفي على قائمة أنواع الزواج الحديث حيث انه الأكثر انتشاراً بين شباب الجامعات ، الذين علموا قبل أن ينهوا دراساتهم أن السبيل للزواج الشرعي المعترف به من الصعب تحقيقه في القريب العاجل في ظل ظروف البطالة التي تفشت في اغلب الدول . و المعروف أن القانون لا يحفظ للفتاة في هذا الزواج و لا في أي زواج آخر غير الشرعي أي حقوق . هذا غير الآثار النفسية التي يتركها هذا الزواج في نفس الفتاة ، بالإضافة للمشكلات الاجتماعية و القضائية التي تتعرض لها نتيجة لزواجها بشاب زواج عرفي غير معترف به .
و للزواج أنواع أخرى منها زواج المتعة ( متعة التجربة ) و هذا النوع له فروع كثيرة فمنه زواج المتعة من اجل الإنجاب ، زواج المتعة من اجل النفقة المادية ، زواج المتعة بين السيد و الخادمة ، زواج المتعة من اجل الاختلاط ، و أخيراً زواج المتعة للمتعة غير الجنسية . هذه الزيجات جميعاً تندرج تحت مسمى زواج المتعة . و دون أن نخوض في تفاصيل و شرح لكل هذه الأنواع ، لابد أن نعرف أن هذا الزواج هو أيضاً غير شرعي و من مسمياته العديدة ندرك أن هذا النوع هو إهدار جزئي و كلي لكرامة البشر سواء للرجل أو المرأة ، فالإنسان الذي يصل لمرحلة استخدام إنسان آخر لمتعه محددة الزمن هكذا لم يعد إنسان طبيعي مهما اختلفت المبررات . مع العلم أن زواج المتعة هو نوع قديم من أيام الجاهلية حتى مجيء الإسلام الذي حرمه و لكنه أباحه تحت الضرورة و لا نعلم ما هي هذه الضرورة !
كما انتشر أيضاً في الآونة الأخيرة و خاصة في دول الخليج ما يسمى " بزواج المِسيار" و هو أن يتزوج رجل امرأة مطلقة أو أرملة - في الغالب - على أن يأتيها مرة أو أكثر في الشهر، وغالباً ما تكون في منطقة بعيدة عن سكنه الأصلي، ويكون ذلك برغبة منها فتتنازل عن حقها في العدل بينها وبين زوجته الأولى
و هناك أيضا نوع آخر و هو الزواج بنية الطلاق وهو انتشر في هذا الزمن بين الشباب المسلم وخاصة من هاجروا للعمل خارج بلادهم ، و هو أن يضمر في نيته طلاق من يرغب زواجها بعد انتهاء دراسته أو عمله .
و هناك أيضاً زواج الفريند نسبة إلى العلاقة المتعارف عليها في الغرب و ما تسمى " boy friend – girl friend " فأصبح هناك زواج الفريند و يستند إلى جوانب و أركان الزواج الشرعي من حيث المأذون و الشاهدين و صيغة العقد و المهر المتراضي عليه و الاختلاف انه لا يشترط وجود منزل للزوج .
و هذا الزواج فتوى أطلقها الشيخ " عبد المجيد الزنداني " و قد حلله أيضاً شيخ الأزهر " محمد سيد طنطاوي " و أشار انه زواج حلال و صحيح و من حق المرأة التنازل عن حقها في السكن و النفقة برغبتها .
نأتي لأخر نوع و هو الزواج السري و الذي بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة و عرف في البداية باسم الزواج العرفي ثم وجد الشباب أن الورقة التي يكتبونها في الزواج العرفي تسبب لهم بعض المشاكل مع وجود شهود . فقرروا أن يغيروا قليلاً فأصبح الزواج بورقة أو تسجيل صوتي لهما دون وجود شاهد واحد . و هنا اختفت كل معالم الزواج المتعارف عليه و أصبح سرٌ بين اثنين إذا غاب إحداهما و غالباً ما يكون الغائب هو الرجل أصبح الطرف الثاني في حكم الزاني . و هذا الزواج غير مكتمل الأركان جميعاً فهو بالتالي غير شرعي و مُحرم ، هذا ما أصدرته إدارة الفتوة بالأزهر الشريف و عدد من كبار علماء الدين .
المشكلة الحقيقية لا تكمن في مدى شرعية هذا الزواج أو عدم شرعيته ، فالجميع يعلم جيداً ما هو حلال و ما هو حرام بغض النظر عن تشككهم كل يوم بالفتاوى الجديدة التي تطل علينا عبر الفضائيات من قلة من الشيوخ . فالمشكلة الحقيقية هي تلاشي قيمة الإنسان في نظر نفسه و في نظر الآخر .
أصبحنا نختار نوع الزواج كما نختار نوع الطعام من القائمة في أي مطعم . تحولت أذواقنا و مشاعرنا إلى أجهزة تعمل و تنطفئ و تستجيب للمتعة عندما يأتي ميعاد المتعة ليس إلا . أين ذهبت القيم و الرحمة و المودة بين البشر ، وصلنا لطريق أوله من سيستغل الآخر أولاً ، و آخره من سيخرج خاسراً بأقل الخسائر من هذا الزواج الذي أصبح لعبة بطرق مختلفة .
مصر
بعصر التكنولوجيا الحديثة و الانترنت المفتوح على العالم من كل الاتجاهات ، أضحت حياتنا تتحرك هي أيضاً بالكليك (ضغطة الفأرة ) مثل جهاز الكمبيوتر الذي نتحكم فيه بكليك يمين و كليك شمال عن طريق هذه الفأرة الصغيرة أو الماوس كما نقول عنها بالانجليزية
كل شيء في حياتنا صغار و كبار أصبحت كليك يمين و كليك شمال ، حتى أهم المواقف و القرارات بحياتنا أصبحت هكذا ، وصلنا كبشر لمرحلة الاستخدام ، فلم يقتصر الاستخدام و الاستغلال على كل ما هو مادي و مستهلك بل أيضاً تحولنا نحن أيضاً كبشر إلى مواد مستهلكة كنوع أيضاً من التمدن الحديث . و الأكبر من ذلك إننا نكاد نكون من ارخص المواد و لسنا أغلاها . هذا ما اكتشفه كل يوم و أنا أقرأ و أتابع كل ما هو جديد في نشرات الأخبار و الجرائد و على صفحات الانترنت . تفاجأت كثيراً عندما قرأت عن نسب الطلاق في العالم العربي فلقد كشفت دراسة أعدها مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض أن نسب الطلاق بلغت 34% في البحرين و40% في مصر و38% في قطر و46% في الإمارات في عام 2003، كما توضح إحصاءات صدرت عن إدارة التوثيق الشرعية بوزارة العدل الكويتية أن نسبة الطلاق في الكويت بلغت 40% خلال النصف الأول من العام نفسه ، أما في السعودية فقد أورد موقع (محامو المملكة) أنه يتم طلاق 33 امرأة يومياً ، و بدول الخليج تتراوح النسبة ما بين 30% إلى 38% .
لقد تحولت المرأة في زمن العولمة إلى سلعة مستهلكة بنسبة تفوق استهلاك سلع أخرى ، ربما يوما ستكون استهلاكها اكبر من استهلاك القهوة أو ربما ستفوق مقدار استهلاك الأوراق التي نكتب عليها مقالاتنا . و الأكثر من ذلك أن نسب الزواج الغير شرعي بأنواعه تُعادل و تفوق نسب الطلاق . فالزواج الذي نعرفه بين رجل و امرأة تعاهدوا فيما بينهما أمام الله و الناس بأن يكونوا أسرة واحدة على السراء و الضراء لم تعد هي نموذج للحياة الطبيعية و الأسرة السوية الآن . فهذا الزواج و الذي نعرفه بالزواج الشرعي هو أول زواج بحياة الرجل العربي ، و بعد ذلك يبدأ بتجربة كافة أنواع الزواج الأخرى . فهو يتزوج بفتاة يعرفها نسباً و أصلاً و تكون هي الشرعية و الظاهرة أمام الجميع و من بعدها يُتيح لنفسه زيجات أخرى لمتعته الخاصة و هي بالطبع لن تفرق كثيراً معه من ستكون هذه الزوجة و كأن الله خلق بنات ناس يتزوجهن في العلن و خلق بنات شوارع يتزوجهن في الخفاء . و كثيراً من هؤلاء الذين يتزوجون بأكثر من واحدة غالباً ما لا يكتفون بمثنى و ثلاث و رباع كما جاء بالقرآن الكريم و إنما الزواج بالنسبة لهم عملية تبادلية مرحلية ، فما المانع أن يكون هناك خماس و سداس طالما انه يوجد الحل و هو الطلاق . لقد تعدت التكنولوجيا الحديثة مجرد تقدم عقولنا و اختراعاتنا الكثيفة كل يوم ، لقد وصلت التكنولوجيا إلى داخل الإنسان ، جعلته يعرف كيف يبحث عن متعته و كيف يجدها بأقل التكاليف و في أقصر وقت ممكن ، فأصبح كفأرة الكمبيوتر كليك يمين يتزوج و كليك شمال يُطلق و المسألة لا تستحق العناء .
و بالفعل أصبح الزواج الحديث بأنواعه و الطلاق أيضاً هما مشكلة متضخمة في مجتمعنا العربي ، و خاصة بعد أن تعددت الأنواع و الطرق . و أصبح كل شيء مُباح و الفتاوى هنا و هناك . و لم يعد الشاب الآن ملزم بأن يكون اتمم دراسته أو حصل على مؤهل أو وظيفة و بدأ في تكوين بيت حتى يتزوج ، يكفيه أن تُشاور يديه على أي فتاة ، حتى يحصل عليها و بدون تكلفة أو وجع دماغ بتفاصيل الحب و تكوين أسرة و زفاف و غيره من العادات البالية التي ذهبت مع القيم و أصبحت موضة قديمة . فهو يختار أي فتاة و النوع الذي يليق عليها من أنواع الزواج و يناسبه هو أيضاً .
فمن الرجال ما يناسبه الزواج العرفي و يأتي الزواج العرفي على قائمة أنواع الزواج الحديث حيث انه الأكثر انتشاراً بين شباب الجامعات ، الذين علموا قبل أن ينهوا دراساتهم أن السبيل للزواج الشرعي المعترف به من الصعب تحقيقه في القريب العاجل في ظل ظروف البطالة التي تفشت في اغلب الدول . و المعروف أن القانون لا يحفظ للفتاة في هذا الزواج و لا في أي زواج آخر غير الشرعي أي حقوق . هذا غير الآثار النفسية التي يتركها هذا الزواج في نفس الفتاة ، بالإضافة للمشكلات الاجتماعية و القضائية التي تتعرض لها نتيجة لزواجها بشاب زواج عرفي غير معترف به .
و للزواج أنواع أخرى منها زواج المتعة ( متعة التجربة ) و هذا النوع له فروع كثيرة فمنه زواج المتعة من اجل الإنجاب ، زواج المتعة من اجل النفقة المادية ، زواج المتعة بين السيد و الخادمة ، زواج المتعة من اجل الاختلاط ، و أخيراً زواج المتعة للمتعة غير الجنسية . هذه الزيجات جميعاً تندرج تحت مسمى زواج المتعة . و دون أن نخوض في تفاصيل و شرح لكل هذه الأنواع ، لابد أن نعرف أن هذا الزواج هو أيضاً غير شرعي و من مسمياته العديدة ندرك أن هذا النوع هو إهدار جزئي و كلي لكرامة البشر سواء للرجل أو المرأة ، فالإنسان الذي يصل لمرحلة استخدام إنسان آخر لمتعه محددة الزمن هكذا لم يعد إنسان طبيعي مهما اختلفت المبررات . مع العلم أن زواج المتعة هو نوع قديم من أيام الجاهلية حتى مجيء الإسلام الذي حرمه و لكنه أباحه تحت الضرورة و لا نعلم ما هي هذه الضرورة !
كما انتشر أيضاً في الآونة الأخيرة و خاصة في دول الخليج ما يسمى " بزواج المِسيار" و هو أن يتزوج رجل امرأة مطلقة أو أرملة - في الغالب - على أن يأتيها مرة أو أكثر في الشهر، وغالباً ما تكون في منطقة بعيدة عن سكنه الأصلي، ويكون ذلك برغبة منها فتتنازل عن حقها في العدل بينها وبين زوجته الأولى
و هناك أيضا نوع آخر و هو الزواج بنية الطلاق وهو انتشر في هذا الزمن بين الشباب المسلم وخاصة من هاجروا للعمل خارج بلادهم ، و هو أن يضمر في نيته طلاق من يرغب زواجها بعد انتهاء دراسته أو عمله .
و هناك أيضاً زواج الفريند نسبة إلى العلاقة المتعارف عليها في الغرب و ما تسمى " boy friend – girl friend " فأصبح هناك زواج الفريند و يستند إلى جوانب و أركان الزواج الشرعي من حيث المأذون و الشاهدين و صيغة العقد و المهر المتراضي عليه و الاختلاف انه لا يشترط وجود منزل للزوج .
و هذا الزواج فتوى أطلقها الشيخ " عبد المجيد الزنداني " و قد حلله أيضاً شيخ الأزهر " محمد سيد طنطاوي " و أشار انه زواج حلال و صحيح و من حق المرأة التنازل عن حقها في السكن و النفقة برغبتها .
نأتي لأخر نوع و هو الزواج السري و الذي بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة و عرف في البداية باسم الزواج العرفي ثم وجد الشباب أن الورقة التي يكتبونها في الزواج العرفي تسبب لهم بعض المشاكل مع وجود شهود . فقرروا أن يغيروا قليلاً فأصبح الزواج بورقة أو تسجيل صوتي لهما دون وجود شاهد واحد . و هنا اختفت كل معالم الزواج المتعارف عليه و أصبح سرٌ بين اثنين إذا غاب إحداهما و غالباً ما يكون الغائب هو الرجل أصبح الطرف الثاني في حكم الزاني . و هذا الزواج غير مكتمل الأركان جميعاً فهو بالتالي غير شرعي و مُحرم ، هذا ما أصدرته إدارة الفتوة بالأزهر الشريف و عدد من كبار علماء الدين .
المشكلة الحقيقية لا تكمن في مدى شرعية هذا الزواج أو عدم شرعيته ، فالجميع يعلم جيداً ما هو حلال و ما هو حرام بغض النظر عن تشككهم كل يوم بالفتاوى الجديدة التي تطل علينا عبر الفضائيات من قلة من الشيوخ . فالمشكلة الحقيقية هي تلاشي قيمة الإنسان في نظر نفسه و في نظر الآخر .
أصبحنا نختار نوع الزواج كما نختار نوع الطعام من القائمة في أي مطعم . تحولت أذواقنا و مشاعرنا إلى أجهزة تعمل و تنطفئ و تستجيب للمتعة عندما يأتي ميعاد المتعة ليس إلا . أين ذهبت القيم و الرحمة و المودة بين البشر ، وصلنا لطريق أوله من سيستغل الآخر أولاً ، و آخره من سيخرج خاسراً بأقل الخسائر من هذا الزواج الذي أصبح لعبة بطرق مختلفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق