الاثنين، نوفمبر 24، 2008

ووجدت المرأة مجدها

عـادل عطيــة

فى خضم ظلام العلاقات الانسانية الحالك بين الرجل والمرأة ،
يشرق ويضىء ببهاء جذّاب نجم الميلاد ،
وترفع المرأة رأسها من مزبلة التاريخ البشرى ،
ومأساته ؛
لتجد : مجدها المفقود !
فقد ولد المسيح من عذراء ،
وقدّس المرأة
وكرّمها فى حياته على الارض ،
بأن أتاح لقواها مجالاً فى كل وصية من وصاياه ،
وفى تعاليمه العظيمة الحيّة الملهمة لكل الاجيال :
كرّمها فى أمومتها ،
فنراه طيلة الحياة يقدم الاحترام لأمه :
فالبشير لوقا يتحدث عنه فى صبوته أنه كان خاضعاً لوالديه
وعلى الصليب ،
نراه يوصى بالأم العذراء ؛ لتكون فى رعاية التلميذ الحبيب
وكرّمها فى صلتها الزوجية ،
حينما جعل الرباط الزوجى مقدساً ،
وملزماً لكل من الطرفين باحترام مفاهيمه ، وواجباته ، وتقديراته
وجعل هذا الرباط رباطاً أبدياً لا يجوز نقضه إلا فى حالة واحدة :
هى حالة الخيانة الزوجية
فلم تعد لعبة فى أيدى الرجل
وكرّمها حتى فى ضعفها ،
وسقوطها
فلم يجسم خطيتها بصورة أكبر من خطيئة الرجل ، وسقطته
فالخطية واحدة فى نظر الله
سواء ارتكبها رجل ،
أم سقطت فيها امرأة
وحينما أتوا إليه بتلك المرأة التى امسكت فى خطية الزنى ،
وطلبوا منه أن يأمر برجمها ،
كان جوابه :
" من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر "
وكرّمها ، حينما جعلها مساوية للرجل :
مساواة فى الحقوق
ومساواة فى الواجبات
مساواة فى الايمان
وفى العبادة
كما هى مساواة فى سائر العطايا الروحية وأعظمها عطية الروح القدس
فالامتياز مشترك بينهما ،
ولا يوجد فاصل بين الجنسين باعتبارهما شريكى نعمة الله
وكرّمها فى خدمتها ،
حينما سمح لسيدات بأن يسهرن على خدمة حاجاته الجسدية ،
فضمن قصته تلمع أسماء ، أمثال :
مرثا ، ومريم ، والمجدلية ، وغيرهن
وكرّمها ، بشفقته ،
وحنانه عليها ،
فقد مد إليها يد العون باستمرار ،
وشفى امراضها الروحية ، والجسدية :
فأقتاد المرأة السامرية إلى التوبه
وشفى المرأة المنحنية
واخرج من المجدلية سبع شياطين
ورفع من إهتمام احداهن؛ لتفكر فيما هو أسمى من شئون منزلها
وكرّمها ، عندما مدح أيمانها ،
وفضائلها :
مدح خدمة المحبة التى قامت بها إحدى النساء من نحو الله
و أشاد بذكر إمرأة ثانية وذلك من أجل عواطف محبتها التى أظهرتها فى إسراف باهظ
كذلك أشاد بذكر إمرأة أخرى لحنانها وثقتها فى بساطة قلب
**
لقد رفع المسيح ، المرأة إلى مكانها الذى تستحقه ،
وذلك ليس بمرسوم أصدره ،
فأوقف به ضعتها ،
وخضوعها ،
وآلامها من عدم الاحترام الخبيث لحياتها
لكن بإعلانه الله للناس فى حقيقة سجاياه
وكان أعظم مجد أضفاه عليها ،
فى استخدامها : كصورة لكنيسته
واستعارة صورة العريس والعروس ؛
للدلالة على الصلة العظيمة ، السرية ، الحبية ، الكائنة بينه وبين الكنيسة !
adelattiaeg@yahoo.com


ليست هناك تعليقات: