كلمة قنصل لبنان العام روبير نعّـوم خلال الامسية الثقافية التي دعى اليها فرع ولاية نيو ساوث ويلز للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بمناسبة مرور 125 سنة على ولادة جبران (6/1/1883-10/4/1931)
-------
السيدات و السادة،
السلام لكم و معكم،
إنّه لمن دواعي الفخر و الفرح الوطنيين أن نحيي هذه الامسية الثقافية لكبير من لبنان، يكفي أن نذكر إسمه الاول ، حتى يعلم القاصي و الداني، الكبير و الصغير، في الشرق و الغرب، في الشمال
و الجنوب، من نعني... و من الطبيعي أن تبادر المؤسسة الام للمغتربين الى الاحتفال بهذه المناسبة، و هي المؤتمنة على أرصدة لبنان و ذخائره الثقافية في الانتشار.
لقد إعتزّ جبران دائماً بهويته الوطنية الانسانية. و بالمقابل، لبنان و اللبنانيين جميعاً يعتزّون بإبن بشري البار، الفنان، الاديب، الشاعر، الروائي،المفكّر، الفيلسوف و اللاهوتي...
أقيم على إسمه الكثير من المعالم الحضارية حول العالم، و حيثما ذاع صيته المُشرق. و فيما خص
ولاية نيو ساوث ويلز، علمنا أن ساحة في منطقة " سانت ايف"( St. Ives ) ضمن نطاق
بلدية " كيو- رينغ-غاي" (Ku-ring-gai)، تحمل إسمه " "Gibran Placeمنذ 17/3/1982.
من هنا أعزائي، نكتشف سر عظمة هذا الانسان. إنّه أكثر من سفير، إنه رسول لبنان الدائم الى العالم، و الى جميع الشعوب و الدول، دون إستثناء.
إن أي من نتاج جبران الفكري و مؤلفاته الابداعية المتنوّعة، تشكّل بحد ذاتها رسالة إعتماده.
الفرق بينه و بين أي سفير، إن رسالة إعتماد جبران مازالت و ستبقى " تقدّم " – رغم مرور أكثر
من 77 عاماً على وفاته بالجسد – و بالطبع، إن هذه الرسالة تسلّم و تقبل، لأن جبران:
- أعلن الكلمة بوجدانية.
- عالج الايمان بصلابة.
- خاطب الوطن بعنفوان.
- رسم اللوحة بإبداع.
- لعب الموسيقى بصفاء.
- قدّم النصح بشفافية.
- خدم الحقيقة بأمانة.
عندما نتساءل أحبّائي، لماذا أحب جبران وطنه لبنان؟ و لماذا – بعد إيمانه بالله – إعتنق " اللبنانية " عقيدة للحياة و للانسانية ؟
نجد الجواب في ما كتبه بأن " لبنان رسالة، و جيشه رسالة و مؤسساته رسالة؛ و فوق الاشخاص
سر خلوده". أيضاً في ما شهد به صارخاً: " جيش وطني لبنان، لا يتعدى حدود غيره، و لا يستبيح أرض الاوطان. و لو هو إعتدى أو إستباح، لأنكرت لبنانيتي، أنا القائل: لو لم يكن لبنان وطني، لاخترت لبنان وطني. فقد رفضت كل جنسية، غير جنسيتي اللبنانية".
جبران الخالد، رمز متألق من رموز بلاد الأرز و إنتشاره العالمي.
أنهي كلمتي بأمنية عزيزة وفاءً لجبران، مقترحاً أن تحمل مقرّات الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
إسم: "بيت جبران".
عاشت الجمهورية اللبنانية
كلّنا للوطن
- سدني، الجمعة 31/10/2008
**
فيلم تاريخي لجبران:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق