عـادل عطيـة
نبدأ من النهاية ، وقد حاصرتنا الاسئلة :
لماذا نرجع بالمرأة فى العالم الاسلامى إلى ماقبل الامس البعيد ،
إلى ازمنة الجهل والبغى ؛
ليستشرى ظلامه الرجعى فى تطورنا الفكرى ،
ويرفع جناحيه ،
ويملأ آفاق تقدمنا الاجتماعى ،
حتى اصبح يهدد قيمتها الانسانية ؟!
لماذا المناداة بعودة عزلة الحريم ؟!
ولماذا الاصرار على تقييدها بالحجاب ،
فلا ترى الحياة إلا من خلال ساتر اسود ؟!
لماذا نهضم مساواتها امام القانون ،
وفى الحقوق العامة :
فنحرمها - كما فى السعودية- من قيادة سيارتها الخاصة بنفسها ؟!
ونحرمها من التعليم ، بشتى الوسائل ،
كان آخرها مافعلته حركة طالبان ،
بالقاء المواد الحارقة على فتيات افغانيات فى طريقهن إلى المدرسة ؟!
ولماذا نبقى على هذه الآفات الآكلة فى ارواحهن :
كتعدد الزوجات
والقسوة ، والضرب ، والهجر فى الفراش
والطلاق ؟!
ولماذا نبقيها فى بوتقة المتعة ، والمطاردات الغرامية ، والتحرش الجنسى ؟!
**
ونعود إلى البداية
إلى بداية الخليقة
كان آدم فى جنة عدن ،
ورغم كل مظاهر الجمال المحيط به فى اجمل بقاع الارض ،
لم يكن سعيداً !
فلقد كان وحيداً ليس له معين نظيره
حينئذ اخذ الله جزءاً من جسمه ،
وخلق معجزة أخرى : " امرأة "
شبيهة به فى كل شئ ما عدا جهازها التناسلى
وبدلاً من أن يكونا متضادين ،
كانا مكملين لبعضهما البعض
لم يخلقها الله من رأس آدم ؛ لئلا تسوده
ولا من رجله لئلا يدوسها
بل خلقها من ضلع من جنبه ؛
لتكون معه على قدم المساوة
ولتكون موضع حمايته ، ورعايته ، ومحبته
وأقرّ آدم ، قائلاً :
" هذه الآن عظم من عظامى
ولحم من لحمى
هذه تدعى امرأة ؛ لانها من امرء أخذت "
ومع انها الوجه الانثوى للانسان ،
فنحن نعتبر كلمة امرأة : سبة وشتيمة !
ومع انها هى الام ، والاخت ، والزوجة ، والحبيبة ،
نجد من يتصرف حيالها بأقل : قدر، ومقام ، واحترام
ويكاد يصلى – كما كان يفعل اليهودى التقى ، قديماً :
" اشكرك يامن تستحق الشكر لأنك لم تخلقنى امرأة " !
**
ان قياس سمو كل دين يذاع بين الناس ،
هو احترامه لشخصية الانسان
فمع أن وضع النظم والقوانين عمل جليل ،
ومع أن رسم المثل العليا عمل أجلّ ،
إلا أن قيمة هذه كلها تحسب بالقياس إلى قيمة وقدسية شخصية الانسان : ذكراً وانثى
adelattiaeg@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق