د. حنان فاروق
كلما نطقت حرفاً قفزت في فمي تلتقطه لتبدأ في نسج حديثها العنكبوتي ..تنتهي .فيلتفت من بالغرفة إلىّ يسألنى أن أكمل ما بدأته فلا أجد فى نفسي رغبة للكلام..
..قررت الابتعاد عن مجلسها لا لأنى أكرهها ولكن لأنى أحب لكل شيء أن يأتي فى موعده..
شيئاً فشيئاً صادقت الوحدة وجدتها أجمل وأخلص ..أحادثها فلا تخذلنى أسكتها فتطيع ..أنا الآمرة الناهية فى مساحاتها..عندما تطرقنى نداءات غيرى أتظاهر بالاستسلام وأسحب وحدتي معي أجبرها على استعمار قلبي حتى فى أكثر المناطق ازدحاماً..لكنها أخيراً أخذت فى التمرد .
لم تعد تريدني ولاتطيعني..حتى أسئلتى التي حاولت تقييدها بعلامات استفهامها لم تعرها انتباهاً ..أتراها وجدت سكناً أرحب من مسافاتى؟..
حاولت استرضاءها ..تدليلها..احتلت عليها بكل الحيل الممكنة واللاممكنة لكنها أبت..في الأخير أطلقت يأسي من مكامنه وقررت أن أبحث عن غيرها..ووجدتها لحظة أن رأيت التي تصر على القفز فى فمي تطرق بابى بلا مقدمات..أخبرتنى أنها تريد استشارتى في أمر خاص ولا تجد من هي أصلح مني لذلك..
كنت أعلم أنها طرقت أبواب كل من أعرفهم بنفس الحروف لكنى فتحت لها..جلست أمامها وأغلقت فمي تماماَ حماية له وتركتها تنثر ماتريد...حين سألتنى عن رأيي وحاولت الإجابة عادت إلى القفز في فمي من جديد لكنى تلك المرة لم أغضب فقد وجدت ماكنت أبحث عنه أخيراً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق