الأربعاء، نوفمبر 26، 2008

ذكريات الروح معرض للفنان محمود صادق في مركز رؤى للفنون


افتتح في السادسة من مساء اليوم الاثنين 16 تشرين ثاني في جاليري مركز رؤى للفنون معرض "ذاكرة الروح" للفنان التشكيلي محمود صادق بحضور جمع من المقتنين والسفراء ومحبي الفنون والصحفيين والنقاد والفنانين.
ويضم المعرض 21 عملا من الحجم الكبير والمتوسط حيث تتراوح الاعمال بين 195x145 - 32x37 نفذت بالوان الزيت على القماش والمواد المختلفه على الورق.
والفنان د. محمود صادق حاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن التشكيلي ، جامعة ولاية فلوريدا ، وبكالوريوس فنون تشكيلية من بغداد ، وماجستير في الفنون التشكيلية من جامعة ولاية جنوب كارولينا.وصادق حاصل على العديد من الجوائز ابرزها: جائزة الدولة التقديرية والتي تسلمها من المغفور له الحسين بن طلال عام 1992 ، وجائزة تقديرية ، ترينالي مصر الدولي لفن الجرافيك 1993 ، وتم تنسيبه من جامعة اليرموك لنيل جائزة الفكر العربي 2001 ، وحصل على تكريم من جامعات اليرموك وفيلادلفيا والمنصورة في مصر وقطر.وللفنان محمود صادق العديد من المعارض الشخصية ، حيث اقام منذ العام 1969"36" معرضا فنيا ، في بغداد ، لانكستر ، فلوريدا ، بولندا ، باريس ، بلجيكا ، نيوزلاند ، لبنان ، والاردن ، وله 126 مشاركة في المعارض الجماعية في الاردن والعالم ، وله العديد من الابحاث المنشورة حول الفن التشكيلي والفن الاسلامي والتذوق الفني ومناهج التعليم الفني ، واعماله مقتناة من قبل المؤسسات والاشخاص في مختلف انحاء العالم.

يقول الفنان صادق عن تجربته بعد أكثر من ثلاثين عاماً، أجد نفسي أحد الفنانين العرب الذين يصعب عليهم التنكر لجذورهم وهذه الصعوبة إن جاز لي فإنني اعتبرها بمثابة الأصالة التي ما انفك أهل الفكر والإبداع ينادون به، إنني أشعر في أعماق نفسي أن لي جذوراً تمتد بعيداً جداً نحو أعماق التاريخ، وهذا ما دونته في كتاب الفن التشكيلي الأردني، حين وجهت الدعوة للفنان العربي عامة وللفنان الأردني خاصة للعودة إلى الجذور التي تمتد إلى أبعد من (9) آلاف عام ق.م ،أن يعودوا ليصلوا ما انقطع من الخط الحضاري المشّرب أصلاً بالحداثة حين يكون وقتها.
ويقول انني على يقين بأن حضارتنا المتسمة بالهوية العربية وبالروح الشرقية لم تكن في يوم من الأيام في مأزق يحول دون ابداع الفنان، بل كانت النبض الأزلي لهذا المبدع، لما فيها من موروث غني بعناصره الروحية والمادية، كما أن هذه الحضارة لم تكن أيضاً يوماً بعيدة عن مواكبة الحداثة.
ويؤكد لقد كان وما يزال شغلي الشاغل هو كيف أحقق المعادلة التي تضم بشقيها، تقاليد وفكرا وحضارة وروحانيات الشرق العربي من جهة مع طبيعة الحضارات التي تدق على أبوابنا دون توقف، محاولة الدخول على فضاءاتنا الفكرية لتلونها بألوانها المادية رافضة كل موروث تقليدي أو معتقدا فكريا أو أي عمق تاريخي لتجعلها ذات بعدين دون البعد الثالث
واشار الى أن هذا المعرض يعبر عن سعادتي أن أرى ومن معي من الفنانين وقد ولجنا القرن الحادي والعشرين ونحن نقبض على ثوابت فرضناها على أنفسنا كمن يقبض على الجمر، وأبرز هذه الثوابت، أن من أراد العالمية عليه أن يبدأها من مكانه ومن تراثه ومن حضارته، وأن يطرق باب العالمية بيده الشرقية والعربية المعطرة بأريج وعبق التاريخ العربي.
ويقول الناقد موليم العروسي عن تجربة الفنان صادق إنها ذاكرة طفولية غنية.. ومرة أخرى يكون التداخل هو المبدأ : تداخل الإنساني والكائنات الاخرى ، في الخوف كما في الطمأنينة، تداخل الرؤية المحتشمة والموحية لجسد المرأة، تداخل الانتماء للمرأة، هل هي الأم أم الحبيبة، وتداخل العوالم، الأرضية والسماوية. مبدأ التداخل هذا هو الذي يعطي لعمل محمود صادق، الفنان والمثقف، بعداً يحتاج الى وقت غير قليل للغوص في أعماقه.
ويصف د. خالد الحمزة تجربة الفنان نرى في الأعمال صوراً متشبثة بالمكان الذي يوشك على الانقراض بفعل السياسة الضيقة الأفق والتمدن المتطرف والأنانية الجاهلة بزخمه، ويحاول الفنان أن يسعف الحاضر المرتبك بفعل التذكر القابض على أحلام غنية بإصرار العارف بمكمن الكنوز.
ويقول: إن الفنان يعيد ترميم المكان الذي أوشك على الاندثار ويسترجع أحوال أناسه الملتبسين به. إنها قصص متوالدة تعود مرات كثيرة بإلحاح ولكنها لا تغير أبطالها، وهم بدورهم لا يغيرون جلودهم ولا سماتهم ولا قسمات وجوههم ولا مسرح الأحداث التي تستحضرهم، لكن المتغير هو النص الذي يتلون بهيئته ومضمونه وسياقه.
ويختتم ان صادق يقتبس مكانا، كان بسيطاً ووادعاً وأناساً كانوا يملأونه بالرؤى التي لا تنتهي ويلعب معهم لعبة الظهور والتخفي بتلذذ من دون أن يتيح للوعي أن يفسد عليهم أحلامهم الثرية. طقوس مرئية لكنها تتحدث بطلاقة لا تنفذ ولا تفصل بين الحياة وتراكم الفن الذي تماس معها لتشكل في النهاية شبكة ايماءات تنم عن تقدير لا واع لأعمال رفقاء الفن الذين ركبهم هاجس المكان والإنسان في بيئتنا العربية كجواد سليم وحامد ندا، أو في بيئتنا الإنسانية كمارك شاجال وجوجان وغيرهما.

ليست هناك تعليقات: