الأحد، يونيو 21، 2009

سجن وتغريم كاتب أردني بتهمة "الإساءة للإسلام" في شعره



الكاتب إسلام سمحان

عمان - اف ب
العربية نت
اصدرت محكمة بداية عمان الاحد 21-6-2009 حكما بالسجن لمدة عام على الشاعر والصحافي الأردني اسلام سمحان لادانته بتهمة "الاساءة الى الاسلام" وذلك اثر نشره ديوانا شعريا يحتوي قصائد تضمنت عبارات واقتباسات من القرآن الكريم.

وقال مصدر قضائي اردني ان "المحكمة حكمت على اسلام سمحان بالسجن عام واحد وغرامة مالية قدرها عشرة الاف دينار (حوالى 15 الف دولار) بعد ادانته بأساءة الاديان وارباب الشرائع السماوية واهانة الشعور الديني".

وكانت دائرة المطبوعات والنشر اقامت في اكتوبر/تشرين اول الماضي دعوى ضد سمحان بعد صدور ديوانه "برشاقة الظل" التي اعتبرت انه احتوى عبارات واقتباسات "مسيئة للاسلام والقرآن" والذي تم سحبه من الاسواق.

واحتجت الدائرة تحديدا على عبارات في ديوانه مثل "الشفة السفلى ابهى من وجه إله يرفل بالحكمة" و"النبي يقرأ فنجان السماء فنجان القهوة تقرأه نساء النبي".

واكد سمحان (27 عاما) "سأستأنف قرار الحكم حتى انال البراءة كما سأرد على كل من اساء الي بمزيد من الشعر وكتابة القصائد والاغاني التي تحب الحياة".

وقد سبق ان نفى سمحان في 21 اكتوبر/تشرين الاول الماضي اثناء مثوله امام مدعي عام المحكمة التهم الثلاث الموجهة اليه وهي: الاساءة لارباب الشرائع السماوية والاستهزاء بالدين وعدم ايداع نسخة من المطبوعة لدى دائرة المطبوعات والنشر"، مؤكدا انه لم يقصد "الاساءة للاسلام أو للقرآن الكريم من خلال الاقتباس".

وكان نوح القضاة، مفتي عام المملكة الاردنية، وصف في تصريحات لإذاعة محلية اقتباسات ودلالات شعر سمحان بانها "مسيئة الى الذات الالهية والملائكة والرسول الكريم"، معتبرا ان سمحان "كافر ومعاد للدين" وطلب وقف الكتاب والكاتب ودار النشر.

واستنكرت رابطة الكتاب الاردنيين في بيان توقيف الشاعر وطالبت بالافراج عنه معتبرة انه يجب "محاكمة الشعر بلغة الشعر والدين بلغة الدين".

وكانت محكمة اردنية قد اصدرت في 30 مايو/آيار 2006 حكما بالسجن لشهرين بحق رئيسي تحرير صحيفتين اردنيتين بتهمة "اهانة الشعور الديني" لانهما اعادا نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد نشرتها صحف دنماركية في سبتمبر/ايلول 2005 واعتبرت مسيئة له.
من شعره ننشر:

حـين يقولكَ الكلامُ

الى محمود درويش في اربعينه

حين يقولكَ الكلامُ ينمو للغةِ ريش
أكاد أحسُ فروَ ملمسه يُدغدغُني
حينَ يقولكَ الكلامُ ألمحُ داليتين تتعانقان
وأسمعُ ضربَ الكؤوس احتفالاً باصطياد
الأخيلة

حينَ يقولكَ الكلامُ يمرُ الربيع من شوارعنا
كحديقةٍ, كجرحٍ, مثل غابةْ
كصبيةِ عشرين, كعاشقةٍ بكامل أبهتها
كشهيدٍ ليلة العيد

حينَ يقولكَ الكلامُ ينفتقُ الفجرُ من ليلٍ كاسدٍ
من ليالٍ تشبه رائحةَ الأسفلت
من وجهٍ على الأسفلت يشبه الأعداء
حينَ يقولكَ الكلامُ أعرفُ ما يقالْ وتعرف ما يُحكى
من كلامٍ رتيبٍ ومن رتابةِ المعاني فوق الأواني

حينَ يقولكَ الكلامُ نغارُ منكَ, نغار عليكَ من حبٍ
طفيف, من كثافة الأنثى في مفرداتك من الأرض التي
إصطفتك عريساً, ملح جراحنا
حينِ يقولكَ الكلامُ رشيقاً كالحروف موجعاً كالكلام
تمضي حيثُ انتهت غزالة من وثبتها وحيث التقت فراشة
بظلها
من أين تزفكَ الايائل بعد الأربعين ؟

على صدر البنات اللاتي افترشن الحقلَ
بعد الحصاد وسني السِمانْ !!
من أين نرتق عباءتنا, لغتنا القصيدة
وكيف نفترش غيماً تزاور عنا ذاتَ اليمين وذات الشمال
رحيلكَ أهلكنا...
أهلكنا الرحيلْ, مشاة, حفاة, عراة,
وزناة يصيدون أطفال المدارس في النهار المريمي
من أين نجمع لغةً وكلاماً نرشرشه على النهرِ كالزهرِ
كأنجمٍ بيضاءَ كزهرة الكاميليا في شقٍ معتمٍ وغائر
هناك حيث رقدتكَ الأخيرة

أجزمُ أن ليديكَ الآن عبقُ المحبرة
فانتفضي يا أرضُ من حواليه
وابتهجي يا مقبرة
أكادُ أسمع ضجةً على العتبات
أسمعك تراودُ العتبات عن نفسها..
كم أنت لائقٌ يا هذا الضجيج
تؤنس العتبات المهجورة
في أربعينك ستنمو سبع سنابلَ خضرٍ
وأخرَ يابسات
ولن يجيء العام الذي يُغاث فيه الناس
لن نعتصر سوى الصيف..
سوى الصيف..

في أربعينك دهشةُ الصِلصال
بين يديّ " زوربا " الشقي...
أما كان لنا أن نقطع أصابعنا ندما
أن نأكل لحم عورتنا أسفاً عليك
أما كان لنا ان يكون لنا ما لنا..
كيف آخيت بين أضداد الكلام؟
كيف الكلام آخى فيما بينه؟

وإخوتنا يا اخاي يسلخون مجد الشهداء
عن بكرة ابيه
كيفَ آخيتَ بين النقيض ونقيضه في الكلام
وإخوتنا هناك يزرعون قنابل في حقل الياسمين..
أكاد أبصر " سالومي " تعلنُ فوق جثثنا العيد
اخوتنا أخوة يوسُف لا يحبون الأرض ويحرقونَ الزرعَ
ويزرعونَ الكرهَ / فماذا فعلنا لهم يا أخي؟
وبئرُ الماء الذي حفرناهُ بأيدينا تناصفناه
بخيط وهمي.. هلامي

eslamsamhan2005@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: