الخميس، يونيو 04، 2009

إيقونات على مكتب الذاكرة

د. وليد جاسم الزبيدي
1/ أيقونة القلب
قطرات ندى
نبضات تحرّكُ
حوافر الكلام..
يزخّ الظلام..
أخبار دورة الأحلام..
*************
2/أيقونة الكتاب
يقرأني ، يتصفّحُ وجهي
يهرش رأسي
لعله يتذكرني
يهمس للعنوان، ترجّل
فأنا أقرأ
*************
3/أيقونة الشعر
ليست القافيةُ وحدها تدور
وليس امتدادا تدورُ البحور
فقد كسرت حواجز لعنة الإقواء
ولعنة الزّحاف
حداثةُ الكتابة..
وسطوةُ الغرابة..
***************
4/ أيقونة الرواية
ترتدي عباءة السّرد
تتكاثف الصورةُ في مرآة الشعر
تتخلّلها أغانٍ تبحرُ
وبختام السّرد
جرحٌ في وجه المتلقي..
***************
5/ أيقونة أدونيس
يبدّلُ نظارةً بإسطرلاب، وتلسكوب
يقرأ في حجرات الأفلاك
يَقلبُ أدوات النحو والنقد
تزحفُ إليه النواقيس
يرجمُ الخرابَ، ليؤسس
ديراً جديد..
*************
6/ أيقونة ألجواهري
(العرقجين) طوطمهُ، الحرزُ الذي يحملهُ
تعويذته التي صبرت عليه
طفلٌ يؤاخي بين النهد وبين الثورة
يؤرخُ الجليد في صحارى أفريقيا
ويؤسس الجمر في القطب الشمالي
وبين الرحلتين
يقفُ: جبلاَ..!
***********
7/ أيقونة مظفر النواب
اسمهُ: الريل، أو (حمد)
وإن تخفّى بعباءة الفصحى
ليلهُ البنفسج وإن لوّثهُ الساسةُ
وقناديله تمتدُ من السجن
إلى الحرية..
حرّيتهُ إن تكبّل أرجله
ويُفكّ لسانه..!
****************
8/ أيقونة رامبو
شبابٌ، وغصنٌ، وورد
نظمَ من الحب عقد
أسطورة البرد
جعل المرايا نجوماً
من الصخر صوت الضجر
عُصارة التوت، وسلافة العنب
يطرّز ليل العذارى ذهب..
***************
9/ أيقونة جبر علوان
جبر الألوان
بعد انكسار الضوء
فنٌ على قماشة الذكرى
يتوهُ في زحمة (روما)، يتلقفهُ( الخان)
تغازلهُ نافورات باريس
وطرق (البندقية)
فتأخذهُ (المسنّاية) في الحضن..!
***************
10/ أيقونة لويس أراغون
في عيون اليزا، كومونةُ الحب والصّبر
جسدكَ امتلاء الفصول
صوتكَ كنائس وطبول
تتأملُ جمالَ البحر
فيطعنك الطوفان..
***************
11/ أيقونة فاتحة مرشيد
غزالٌ ينشدُ في البرية
يجمعُ أوراق عاشق
يهمسُ في أذن الفجر: تعال نُمطر..
ينبلجُ الكتابُ، وتبكي لتسمع صوت أغنية:
(لا مش أنا اللي أبكي...)
تنامُ مع الفنطازيا، وتفطرُ مع الرومانسية..
تومئ من بعيد ، لكل آتٍ
وحكمتها: آخر الطريقِ .. أوّلهُ..!!
*************
12/ أيقونة المتنبي
النبوءةُ فجيعتهُ، رداؤهُ
يعظمُ في عين نسر
يصغرُ في جوف خفّاش
معجزتهُ: خلّدَ تاريخاً
ولا يزال يغني..!!!
13/ أيقونة نجيب محفوظ
الحارةُ : قكرهُ، مصرُ: صومعتهُ
فكان حباً تحت مطر السنين
وثرثرةً في شفاه النيل
طوى تحت قميصه، أحلام العشّاق،
وكان التوت والنبوت لأفكار الساسة
يساريٌ الكرنك، وراهب السّكرية..!!
*************
14/ أيقونة أم كلثوم
مذْ عشقنا، وانثنت: في أنتَ عمري..
فتجلى الليلُ والأطلالُ، أيكاً فوق نهرِ
صوتُها كونٌ وقيثارٌ وشمس
إنها سرّ غدٍ ، أجملُ أمس
كوكبٌ لا زالَ يشدو
آسراً روحي وفكري..
**************
15/ أيقونة الخان
يضيء للعابرين صلاة
ويوميء نحو انبلاج الفرح
فيحضن أقدام كل الكرام، وينفض عن خافقيه الكدر
ليجمعَ حبّ الرجال الرجال
وهمس النساء ووجه الجمال
ويطرقُ باب انبعاث القدر..
**************
16/ أيقونة الجنس:
الرغبةُ ستائر حمراء، تخبئ خلفها
شهوةً تموءُ بين فخذين
لسانٌ يندلقُ من شفاه
يقتفي أثرَ اللذة..
حرارة الجسد، تصهر برودة الخوف
ينتصبُ الأفق.. لتلثمه قطرة..!!
*************
17/ أيقونة يوسف العاني:
إفتحْ عينيك إن لاقيتَ عاني
في صوتهِ الشوقُ تستهويه أشجاني
يوسف.. النبي.. أُلقيَ في غيابة الجُب
يوسف.. الشاهين.. حملتهُ (بهيّةُ)، نحو الهرم
ثم قذفتهُ في بحر الإسكندرية..
يوسف..ابن وهبي.. حينما يهبه القدر
مسرحاً ينحتُ عليه تماثيلَ خياله..
يوسف.. يوسف.. يوسف..
أيّ يوسف أنت؟؟
"الخان" الذي غادرتهُ، أم مونتيلا الذي ضلّ تابعهُ
"عبود" الذي لا يغني، حيث أغلقت حانته الشرطة..
تصعدُ ناهدة الرمّاح سقف الفن الحديث
(عمّي.. هذا يوسف العاني..) يشير إليه: خليل بن شوقي، فاروق بن فياض،
زينب، عبد الجبار بن عباس، فينزل من أرجوحة معلّقةٍ بالقمر
ليرمي الجسد إلى أرضٍ حضنته..!!

ليست هناك تعليقات: