القراءة الخاطئة للحروف المتفرّقة

عـادل عطيـة
ما ان بدأت بعض الدول العربية ،
في إستخدام الترقيم الدولي على لوحات السيارات ،
وظهرت باكورة لوحاتها المستحدثة ،
حتى علت صيحات الاحتجاج ،
وانتشر ضجيجها من هؤلاء الذين حاولوا لم شمل الحروف المتفرقة ؛
ليقرأوها مجتمعة ،
فإذا بها توحى لهم بعبارات اعتبرت : " خادشة للحياء والذوق العام "
وهذا ما حدث بالفعل في المملكة العربية السعودية ،
مما دفع بوزارة الداخلية ،
متمثلة في الإدارة العامة للمرور ،
باسقاط آلاف اللوحات التي تحمل رموزاً قالوا انها تؤذي مشاعر مستخدميها
من بين اللوحات الممنوعة ،
تلك التي تحمل الأحرف :
" ص ع س " وتقابلها : "S E X " ،
و " د ا ب " وتقابلها : " B A D " ،
و " را ب " وتقابلها " B A R " ،
وغيرها من حروف تتضمن ألفاظاً اعتبرت خارجة في نظرهم
فهل هذه الحملة الالغائية ،
هي بداية لعصر يضطهد ،
ويحارب كافة الاشكال الرمزية ،
والتي ابتكرت ؛
لتسرع من وتيرة أعمالنا ،
وعندئذ نتخلى عن مشروع الترقيم الدولي للسيارات ،
ونتنازل عن استخدام الحروف الأولى ،
التي تشير إلى اسمائنا ،
وإلى اسماء دول العالم ،
وننبذ كل الاختصارات العلمية والتجارية وغيرها
لا لشئ سوى أن هناك حفنة من الناس الخبثاء ،
يجيدون لعبة البحث عن السيئات في كل ما يحمل براءة مفترضة ،
وتأثيمها ،
وتسويقها كأكتشاف ديني ؟!
ان الحروف المقطعة ،
ما هي إلا رموز لكلمات عملية ،
وليست كلمات لمعاني سيئة ، أو : طيبة
وقد وضعت ؛
لتقرأ على إنفصالها وتفرّقها ،
لا لتقرأ على إتصالها والتئامها
وهذا ما يجب عليهم ادراكه !

adelattiaeg@yahoo.com