الخميس، يونيو 04، 2009

معرض الفن التشكيلي في محردة


مفيد نبزو

- محردة-

الحياة تتسامى بمبدعيها ، وتلقي بنا في فضاء التأمل والدهشة، فلا تشعر بأنك مأخوذ معها، بل مأخوذ إليها بالجميل الآسر ، ولكنه يحررك ، ويفسح أمامك الآفاق التي تناجي مكنوناتك الطبيعية ، وتحرض فيك كل ما هو حقيقة للانعتاق والانتقال من حالة التشيؤ إلى حالة التجلي التماهي فيما وراء الطبيعة، وما بعد الوجود.

كلمات لا أدري مدى الدقة في تعبيرها عما فعلته لوحات الفنانين الشباب الثلاثة الذين كان جمهور محردة الواسع على موعد معها، حيث كان الافتتاح لهذا المعرض المتميز بإبداعاته وجمال تناسقه بتاريخ 3\5\2009\ وضمن الاحتفال بمهرجان ربيع حماة، الفنان الأستاذ بسام عجايقي الذي عرف عنه عمق تجربته ، وخصوصية أسلوبه ، فقد قدم لوحات تراثية رائعة من خلال أفكار جديدة ، رغم أنه ينتمي إلى المدرسة الواقعية الكلاسيكية، ولوحات زيتية فيها خروج عن المألوف ولكن بريشة إبداعية يتفاعل فيها الموضوع واللون بعفوية وبساطة وجمال ، ما هي إلا توثيق دقيق لتراث حضاري له روحانيته التي لا تضمحل مع الزمن.

وعن رأي الفنان بسام عجايقي عن اهتمامه بالتراث أجاب: لا يمكن أن يبقى الفنان ضمن خطوط ثابتة بل يبحث دائماً عن الجديد الذي يتلائم مع العصر ، ويبقى الزمن هو الحكم، وسألناه عن حصير من قش حوَّلها إلى لوحة ،فكانت محط الأنظار ومثار الإعجاب فأجاب : هذه طريقة لدمج الخامة بما يتناسب ويتناغم فيه الموضوع مع الخامة لخلق مثل هذه اللوحة .

ومن طموحاته ورغباته العرض في صالات داخل وخارج القطر . لا نملك الآن إلا التمنيات والرغبات بأن تتحقق طموحات الفنانين الشباب لأن للفن دوره الذي لا يخفى على أحد ، ورسالته الهادفة مدى الزمان.

أما الفنان الأستاذ يوسف نجار فقد قدم لوحات جميلة ساحرة، ينزع فيها إلى المدرسة الواقعية الكلاسيكية ، وهذه اللوحات زيتية تتميز بحرفية عالية، وكان لاستخدامه السكين دور في المهارة والبراعة والإتقان ، مما أضفى على مواضيعه المستوحاة من الواقع بعداً جمالياً.

وكان للفنان الأستاذ فيليب قس حنا الذي فاز مؤخراً بالمركز الأول في مسابقة مجلة العربي الكويتية للتصوير الضوئي موقعه المنسجم من خلال تقديمه باقة ملونة من لوحات منوعة من كل أنحاء سورية ، جاءت من خلال فن التصوير الضوئي الذي يعتبره الفنان الأستاذ فيليب فناً له عالمه وخصوصيته وسحره وإبداعه، لأن الصورة التي تؤخذ لا تكرر ، وفنان التصوير الضوئي يضيف أحاسيسه ومشاعره وانطباعاته ، وبالتالي يكون الصدق الفني الذي هو أساس نجاح كل عمل إبداعي وفني .

بقي أن نقول : حقق المعرض إقبالاً كبيراً لافتاً ، وكان الحضور بمختلف فئاته ، ونوعياته مؤشراً على التنظيم والتميز اللذين هما من ثمرات النجاح.

بطاقة محبة وشكر للفنانين الثلاثة: بسام عجايقي،ويوسف نجار، وفيليب قس حنا على معرضهم هذا ، ولجهودهم الممزوجة بفرح الخير والمحبة للأرض والوطن والإنسان.

ليست هناك تعليقات: