كثيراً ما نسمع هذه الدعوة في خضم المشاكل الانسانية : حكّم عقلك !
ولكن أي عقل ذلك الذي نحتكم إليه ؟!..
هل هو المقترن بمؤازة قلب طيب ،
وروح ملائكية ،
أم المتصل بقلب غليظ ، وروح شيطانية ؟! .
هل هو العقل الذي اخترق أصعب وأعقد المعادلات الرياضية ،
وصنع القنبلة الذرية ،
ومع ذلك يصنع رموزاً حجرية لالهة ، ويعبدها ؟!.
دعونا نستعيد معاً بعض ما يفعله العقل بنا ،
وكيف نسير وراءه ؛
لنجد أنفسنا اضحوكة أمام عقلنا الذي ضحك علينا :
تعودنا أن نقول : هدية مجانية ،
وكأنه توجد هدية غير مجانية !
وعندما يتأخر المصعد نضغط عدة مرات على الزر ،
وكأننا نحسه على دمه ، ونستعجله !
وقد يأتي شخص آخر ،
ونجده يضغط أيضاً لطلبه ،
وكأنه لم يرانا بعد !
وإذا وجدنا أن بطارية الريموت كنترول ضعيفة نقوم بالضغط بقوة على الأزار ،
وكأننا بذلك ننشط البطارية ، ونحثها على العمل !
وماذا عن الأم التي تفتح فمها عندما تقوم بإطعام طفلها الصغير ،
وكأنها هى التي ستأكل وليس طفلها !
وهل لاحظنا أنفسنا ونحن نشرب آخر شئ من فنجان شاي ،
ثم نطالع فيه لعل فيه بقية ،
وكأننا لا نصدق حتى نرى ؟!
وفي سفرياتنا ،
وعندما نشعر بأننا دخلنا بالطريق الخطأ ،
ألا نخفض صوت المسجل ، أو الراديو بالسيارة ،
وكأننا عندما نفعل ذلك سنعرف الطريق الصحيح ؟!
وقد نكون داخل المنزل ،
والسماء تمطر ، فنسأل : هل السماء تمطر خارجاً ؟! ،
وكأن السماء تمطر داخل منزلنا لا خارجه !
وعندما نقرأ على الحائط : " احترس من الدهان " ..
لا نصدق بل نجرب ذلك بأصبعنا ،
وكأن على الذي دهن الحائط أن يقسم لنا حتى نصدقه !
وألا يلفت انتباهنا ،
عندما نركن سيارتنا في موقف خالي تماماً من السيارات ،
فنفاجئ بالسائق الذي يأتي بعدنا بوضع سيارته بجانب سيارتنا ،
أنه يترك الموقف كله ويقف جنبنا ؟!
ولقد قرأت :
أنهم يعقمون الإبرة السامة لقتل المحكوم عليهم بالإعدام !
وأن الطيارين الانتحاريين اليابانيين ( الكاميكاز) ، كانوا يرتدون خوذة واقية !
،000،000،000
ألا تجعلنا هذه الامثلة محاكمين للعقل لا محكّمينه ،
ونتخذ العبرة من عباقرة في التاريخ سقطوا حتى الموت في بديهيات أبدية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق