الأحد، أبريل 19، 2009

إلى القاهرة فى عيدها العاشر

عـادل عطيـة
adelattiah@yahoo.com

وإذ تستقبل جريدة القاهرة عامها العاشر ، أجدنى اضيئ بفرح أحرف كلمات التهنئة ، على تورتة مفترضة فى قلبى !
قد يكون عمرها صغيراً على الورق ، ولكن قامتها الفكرية اكبر بكثير من السنوات القليلة التى مضت على إصدارها !
ينتمى اسمها إلى اسم عاصمتنا ، تيمناً ؛ لتصبح عاصمة الصحف الثقافية ؛ ولتصبح قاهرة لاهداف الظلاميين ، وحقدهم المتعجرف على منابر الكراهية ، وادعاء الحقيقة المطلقة .
وكمسيحى ، انحنى احتراماً وتقديراً لكل الذين وراءها ، ويدفعونها إلى العظمة .
إن انفتاحها الصادق والمطلق على التجربة الدينية للآخر ، وتاريخه ، وثقافته ، ومناسباته واعياده ، تقودنا من المعرفة إلى التسامح والاجلال والمحبة !
ودأبها على تفكيك ثقافة الخوف من الاسئلة ، يعضد واجبنا جميعاً بعدم الوقوع سجناء لسلاح المعتقد ، والتأكيد على أنه فى اختلافنا لا يجب أن ننسى إنسانيتنا !
من حكمة الخالق ، أن تتجدد خلايا الانسان كل سبع سنوات ، بينما تبقى روحه وملامحه الرئيسية ، وهى حكمة ملهمة لجريدة القاهرة التى تبقى على روحها وملامحها ، بينما تتجدد كل اسبوع !
القاهرة ، هى عالمى الثقافى الجميل ، وككل شئ جميل ، يمكن أن تشوبه نقطة صغيرة من خارج جماله ، وملفتة للانتباه ، وهذه النقطة تشير إلى زاوية استاذنا الكبير محمد عمارة ، التى يطلق عليها : " هذا إسلامنا " ، فهذا الاسم ، نجد فيه تجسيداً للدعويّة ، والتمييز الدينى ، ويبدو كمتناقض وغريب ويقفز على بادرة الجريدة الشجاعة على التشديد على روح المواطنة والمحايدة ، ويغلّف كثيراً من الهجوم الذى يؤكد على عدم الاحترام الخبيث للآخر ، مما يخيّب الآمال ، فقد كنا نأمل أن تكون روح الحروب الصليبية قد دفنت ، لكن يظهر أن بعض الكتّاب والمؤلفين مصممون على احيائها فى قلوب قرائهم !
وبعاطفة كبيرة فى كرم وزير التعليم العالى ، اقترح أن تشترى الوزارة نسخاً من جريدة القاهرة ، وإضافتها إلى المكتبات الجامعية ، ولا اطمع فى توزيعها على الطلبة ، كإضافة إلى رسالتها التعليمية ، وكثمرة : " قرار حكيم " !
ولتسمح لى جريدتى ، أن أبوح لها بما أردده فى داخلى من نحوها : " بعض الأحلام يكون الصحو منها مزعجاً جداً تماماً كالإنتهاء من قراءة كل عدد اسبوعى من جريدة القاهرة " !

ليست هناك تعليقات: