الخميس، أبريل 23، 2009

حروفٌ من نور: خطوط عربية بقصبة مصدّق الحبيب



د. عدنان الظاهر

هذا هو عنوان المتحف ـ الكاليري الفني الرائع لمؤلفه البروفسور الدكتور مصدّق الحبيب الذي جمع العلم والأدب والفلسفةَ والفن جمعاً قلَّ نظيره . تدخلُ مُنجزه الأخير هذا فتحارُ وتتساءل كيف تسنّى لهذا الرجل أن يخلقَ ويُبدعَ كل هذا الجمال الساحر من ألوان وتشكيلات فريدة رسمها بخطوط عربية أصيلة ستة هي خط الثُلث والكوفي والديواني والطليق والنسخ والرقعة . إتخذَ من بعض آيات القرآن والحِكم والأقوال المأثورة نماذجَ يمارس ويوقّع فيها وعليها تشكيلاته الآخاذة خطّاطاً ورساما بارعاً نفّذها بسمتٍ ذوقيٍّ جماليٍّ عالي المستوى . مع تنويع الخطوط غيّرّ في التراكيب الهندسية لفضاءات لوحاته فتراوحت بين الدوائر والمربعات والمستطيلات والأشكال البيضاوية مع قدرات فائقة في إختيار الألوان المناسبة لكل نوع من أنواع الخطوط الستة .

الحبيبُ وخط الثُلث

لقد أولى البروفسور الحبيب آيةَ [ ولا تزرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى ] * * إهتماماً واضحاً حيث رسمها ثلاث مراتٍ بخط الثُلث فأجاد في تنويعاته وفي إختيار ألوان خلفيات لوحاته خاصةً وهو يميلُ ـ كما أحسب ـ للمستطيل والمربع أُطُراً للوحاته وقد وجدتها بالفعل أكثرَ إمتاعاً للبصر من الأطر الدائرية والبيضاوية والمعينية وغيرها مما يصعب عليَّ وصفها . ربما يختلف معي أخي مصدّق حول هذه النقطة ولا غرابة ، فالبشر يختلفون في إختيارهم للأشكال الهندسية التي يُفضّلون.

الطريف في أمري مع لوحات آية الوِزر أني تخيلتُ الحبيبَ مُحتاراً يحوم حول أمرٍ ما بشأن هذه الآية وما إختار لها من تشكيلات وتراكيب هندسية كأنه حاول أمراً ولم يستطعْ في نهاية المطاف إدراكه . وهذه هي طبيعة المبدعين الخلاّقين الذين يسعون للكمال المثالي ولا يرضون عن أنفسهم مهما أبدعوا وأجادوا فإنهم يرون في أعمالهم نقصاً لا يراه غيرُهم ولا يُحِسُ به أحدٌ سواهم . إنهم نقّادُ أنفسهم وإنهم نقّادٌ كبارٌ قساةٌ مع أنفسهم يظلون في هاجس كونهم مقصّرين وأنَّ شيئاً ما فاتهم . هذه ظاهرة معروفة بالنسبة للفنانين الكبار والشعراء الكبار والروائيين الكبار ولكل المبدعين والمبدعات طبعاً في شتى حقول المعرفة علماً وأدباً وفناً وشعراً وغير ذلك الكثير من شتى المجالات .

وقفتُ طويلاً وبفضول كبير أمام لوحة كذلك بخط الثُلث يقول محتواها [ مَن صبرَ ظفرَ ] . أضحكُ طويلاً كلما قلّبت صفحات الكاليري العجيب لأجدَ نفسي أمام هذه اللوحة بالذات . كيف يفكّر دكتور مصدّق الحبيب قبل وأثناء تنفيذ لوحاته ومتى يستقرُ على موديل معين فينهمكُ فيه مندمجاً معه روحاً ومعنىً وخطاً ولوناً وإبداعاتٍ منوَّعةً في فن الرسم . نعم ، أرهقتني فكرة وأسلوب تصميم هذه اللوحة، لوحة [ مَن صبرَ ظفرَ ] فلقد وجدتُ فيها ، فضلاً عن جمال الخطوط وإلتباساتها وتشابكاتها ببعضها ، وجدتُ فيها رأس إنسانٍ كأنه أحد رؤوس أبطال قصص ألف ليلة وليلة بعينين وأنف وشاربين وقلنسوة فوق رأسه . هذه الصورة أضحكتني حقاً وأدخلت البهجة إلى نفسي وسطَ التوترات التي تفرضها على الرائي تداخلات الخطوط مع بعضها والتواءاتها وتعرّجاتها صعوداً ونزولاً ، إنحناءً وإستقامةً ، فضلاً عن حركات تزبير الحروف وبعض الزخارف اللونية التي تملآ الفراغات الفضائية في اللوحات . فضّلَ الفنان مصدّق أنْ يُعطي هذه اللوحة البغدادية الأجواء شكل قارورة أو { بستوكة } كما نسميها في العراق الأمر الذي زاد من إعجابي بها وشغفي بمدلولاتها وما توحي لي أنا العراقي الذي قرأ كتاب الف ليلة وليلة كثيراً . ذكّرتني قارورة مصدّق بقوارير المرحومة والدتي التي كانت تتركها تحت الشمس على سطح دارنا فهذه قوارير الطرشي ( شلغم وخيار وباذنجان ولهّانة ) وتلك للخل وثالثة للدبس وأخرى لمربى المشمش القيسيِّ مع صينية واسعة لمعجون الطماطة ويا ما كنتُ في طفولتي أسطو سرّاً على قوارير الوالدة وحين تكتشف النقص فيها تقول : لا يجرؤ على هذا العمل إلا هذا اللعين سوّدَ اللهُ وجهه في الدنيا والآخرة .

خصصَ الحبيب مصدّق لوحةً أخرى لمقولة أو حكمة ( مَنْ صبرَ ظفرَ ) فصممها على شكل قبة إسلامية من قباب الأئمة والأولياء الصالحين والجوامع والمساجد وهو في الأصل من جنوب العراق ولديه كما أحسب وازعٌ دينيٌّ قوي فالإسلامُ شديد الوضوح فيما قد إختار من نماذج لمخطوطاته لذا ، نجح الفنان الإنسانُ مصدّق في دمج نفسه إدماجاً عضوياً وجودياً صوفياً في كل من الخط العربي والدين الإسلامي والإسلامُ دين العرب كما نعرف . لم يندمج ويحل في هذين المكونين حلولاً سلبياً كما هو شأن من نعرف من متصوفة الإسلام ولكنه إندمج فيهما وحلَّ حلولاً إيجابياً أي قام بعد الإندماج والذوبان الحلولي ليعبِّرَ عن نفسه بعد التجربة وليصفَ لنا ما كان وما رأى فجاءت لوحاتُه آياتٍ بيّناتٍ فلله درُّكَ يا مُصدَّقُ ويا حبيبُ .

الحبيب والخط الكوفي

مع الخط الكوفي يتبدل مزاج الفنان فيأخذ مداه الأقصى في الإنشراح والإحساس بالثقة والنصر بل وأنَّ طبيعة حروف الخط الكوفي نفسها تمنحه المزيد من الشعور بالقدرة على السيطرة على ما بين يديه من نصوص وتشكيلات . ثمةُ ملاحظة أخرى وهي أنَّ الفنان وظّفَ النباتات في لوحاته هذه الأمر الذي لم أرهُ في لوحات خط الثلث . وبالطبع في خضرة النبات وحركاته اللولبية في فضاء اللوحة فضلاً عن ألوان ما قد يُضيفُ من ورود وزهور لبعض هذه اللوحات ... في هذه كلها أجواء متفتحة ليست منقبضة ولا متوترة خلقها الفنان عن قصد وتصميم مُفيداً من طبيعة الخط الكوفي وما يعطي للخطاط من مزاج منبسط منشرح غير معقد فأغلب الحروف عمودية مستقيمة الجذوع أو متقاطعة عمودياً وأفقياً . ثم شدَّ إنتباهي تركيز الفنان على ما في تراثه الديني حيث وظّفَ أجزاءَ كثيرة مما يعرفُ من آيات القرآن وبيتين من قصيدة شعرية قالها علي الجارم في بغداد [[ بغدادُ يا بلدَ الرشيدِ / ومنارةَ المجدِ التليد ]] وهي مما أخذنا من شعر زمان الدراسة في المدارس المتوسطة في العراق آواخرَ أربعينيات القرن الماضي .

إفتتحَ الفنان سِفر الخط الكوفي بلوحة [ لا إلهَ إلا اللهُ ] فكانت مثالاً لقوة الإيمان ونقاء السريرة فحروف الألف واللآم مستقيمة بثقة عالية مٌستمدة من ثقة الفنان بمضمون هذا الكلام لكأنه يتحدى بها خصوم دينه وغير المؤمنين به لذا أفرط في رسمها متينةً جبّارةً ملتفّة السيقان كأنها أعمدة مرمر البازلت المعروفة من زمان الإغريق والرومان وقد جاء الإسلام على أنقاض الروم وإمبراطوريتهم كما نعرف . لا أوافق أخي مصدّق في ترجمته إلى الإنكليزية إحدى آيات القرآن التي مفادها [[ إنْ ينصركم اللهُ فلا غالبَ لكم ]] حيث قالها باللغة الأخرى ما يُفيدُ [[ إذا كان اللهُ في قلبك فسوف لن تُغلب ]] . الفروق كبيرة بين النص الأصل وترجمته .

تكلم النص بصيغة الجمع ولا مكانَ فيه للقلب أبداً . بينما تحول هذا النصُّ في اللغة الإنكليزية إلى صيغة المفرد وبدل المقطع " إنْ ينصركم الله " أصبح في الترجمة " إذا كان اللهُ في قلبك " !! ليس لديَّ تفسيرٌ لهذا التفاوت الكبير وغير المقبول فإنه تحريفٌ للقرآن .

<< في مكالمة تلفونية وبضعة رسائل ألكترونية أخبرني أخي الفنان العالم أنّه أخذ ترجمات الآيات من عبد الله يوسف علي / مترجم القرآن المعروف . لا أعتبرُ هذا المترجم الهندي المسلم حجّةً في ترجماته فلي عليه الكثير من التحفظات مما سأبين في نهاية مقالي هذا >>.

أما لوحةُ [ الحمدُ للهِ ] فقد وضع الفنانُ هذه الجملة القصيرة المُركّزة البليغة المعنى والدلالة في أربعة مربعات يحيط بها مربع آخر كبير محصور بين أضلاع مربع آخر أكبر منه بحيث تلتقي أضلاع هذا مع رؤوس المربع السابق الأصغر ، الأمر الذي يوحي أنْ لا مفرَّ للإنسان إلا أنْ يحمدَ ربه ففي هذا الحمد خلاصه في الدنيا ونجاته في الآخرة . أينما يممَ الإنسانُ وجهه فثمّةُ وجه ربّه . أعمار البشر محدودة وأعوامهم معدودة . كرر الحبيبُ جملة الحمدُ لله في ثلاث لوحات من الخط الكوفي كأنه أراد أنْ يعادلَ اللوحات الثلاث التي سبق ذكرها التي نفّذها بخط الثلث لكنه هنا لم يشأ أنْ يبدّلَ في أسس لوحاته الثلاث هذه حيث رسمها جميعاً بشكل مربّعاتٍ أربعةٍ تشغلُ جملة " الحمدُ لله " هذه المربعات التي أحاط بها مربع كبيرٌ آخرُ ولا غيره . فضاءات لكنها محدودة بصرامة وإحكام . أما الألوان فمتقاربة أو لا تختلفُ كثيراً عن بعضها .

لوحتان جميلتان جداً محتوى الأولى يقول [ بسم الله الرحمن الرحيم ] ومحتوى الثانية يقول [ لا إلهَ إلا اللهُ ] . تتخلل الخطوط المتداخلة تشكيلات تضع الأوراد وأغصان الشجر أمام أعين الناظرين .

الحبيب والخط الديواني

إفتتحَ الفنانُ هذا الفصل بلوحة شخصية تحمل إسمه الأول ولقب عائلته رسمهما بشكل جناحين يحيطان بقلب فارغ الفضاء إلا من كلمة " الخطّاط " . لإعتزازه بهذا الفن الساحر فضّله حتى على إسمه ولقبه فاختصه بموضع القلب من الجسد تحت حماية ذراعين منتشرين قويين .

حافظ هنا مُصدَّق على ذات النهج الذي رأينا مع بقية الخطوط في إختيار موضوعات لوحاته المخطوطة من القرآن ، ما عدا إستثنائين إثنين خصَّ بهما إحدى بطلات ألف ليلة وليلة الشهيرات : السيدة شهرزاد صاحبة شهريار الملك الجبّار القاتل . هل يكنُّ الفنان لهذه المرأة الذكية الشجاعة حباً خاصاً أو إعجاباً عميقاً بحيث خصص لها صفحتين كاملتين في مُتحف سِفرهِ الجميل هذا ؟ على أية حال ، إنه تأثير تراثه عليه وتأثره بأجواء ألف ليلة وليلة لكني لم أكتشف بعدُ أيَ أثر لرسومات أبي حيان التوحيدي وغيره من رسامي بغداد القدامى المعروفين . إنه رسّام كما أنه خطاط والفنان هذان ، الرسمُ والخطُّ ، كلاهما فيه لا ينفصلان فهما له وفيه الروحُ والجسدُ. ثم إنه ترك لوحتين بدون عناوين وشروحات ( الصفحات 58 و 61 ).

الحبيبُ وخط الرِقعة

إذا أحبَّ الفنانُ مُصدَّق أو وقع في غرام شهرزاد فقد خصّها بلوحتين فقط ، فما عسانا سنقولُ لو رأيناه يكرِّسُّ خمسَ لوحاتٍ ، من مجموع ست ، في فصل خطَّ الرقعة للشاعر البصري العراقي الراحل بدر شاكر السيّاب ؟ إنه لا شكَّ معجبٌ بهذا الشاعر إعجاباً كبيراً فإنْ لم يكتب عنه مقالاتٍ فقد خصّه بلوحات تحملُ مقاطع من بعض قصائده المعروفة من قبيل : مدينة السندباد / غريبٌ على الخليج / كلمات شاعر ميت / وقصيدة إلى العراق الحر التي قالها السياب بعد إنقلاب شباط 1963 الفاشي الدموي المعروف . لقد ترك حبيبنا اللوحة الأخيرة بدون عنوان مجهولة الهوية إجلالاً ـ ربما ـ لذكرى الشاعر السياب فما أرادَ أنْ ينافسَه أو يضاهيه أحدٌ أو موضوعٌ .

هوامش

*حروفٌ من نور / المؤلف : بروفسور دكتور مصدَّق الحبيب . الناشر

Printed In Canada by Art Bookbindery 2008

**ولا تزرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى ... هي جزء من الآية رقم 15 في سورة الإسراء التي يسميها مترجم القرآن السيد عبد الله يوسف علي بثلاثة أسماء : الإسراء ، وبني إسرائيل ثم أطفال إسرائيل

Children of Israel

وهذا أمرٌ أراه غريباً ومُنكَراً . إسمُ هذه السورة في قرآننا هو الإسراء ، فما سببُ إصرار يوسف علي على تسميتها ببني إسرائيل ؟ فإنْ كان معتمداً في ذلك على بعض الروايات فما عساه يقول بشأن التسمية الثالثة الأكثر من غريبة ومرفوضة : أطفال إسرائيل ! من أين أتى هذا المترجم الهندي المسلم بهذا العنوان ؟ بنو إسرائيل هم ذرية وعقب يعقوب بن إسحاق الذي يُدعى إسرائيل فكيف ينقلب الأبناء إلى أطفال ؟ أعتب على أخينا مصدق الحبيب أنه لم يُراعِ هذه النقطة أو لم يولها ما تستحق من إهتمام إذ من المفروض بل والمطلوب منه أنْ يعتمدَ القرآنَ مصدراً لا سواه طالما أخذ منه أجزاء صغيرة من بعض آياته . وكيف لم ينتبه الأخ مصدق إلى التحريف الكبير في ترجمة يوسف علي للآية [ إنْ ينصركم اللهُ فلا غالبَ لكم ] إذ قلبها بغباء واضح إلى [ إذا كان اللهُ في قلبكَ فسوف لن تُقهر ]

If God is in your heart, you would never be defeated

وحوّلها من مخاطبة الجمع إلى مخاطبة مفرد .

تبدأ سورة الإسراء بالآية الشهيرة [[ سُبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا من حوله لنُريَهُ من آياتنا إنه هو السميعُ البصيرُ / 1 ]] ... وقصة الإسراء والمِعراج معروفة التفاصيل فكيف سمحَ عبد الله يوسف علي لنفسه أنْ يُطلِقَ على هذه السورة إسم [ بنو إسرائيل أو أطفال إسرائيل ] ؟ مَن الأحقُّ بشرف إفتتاحية السورة وعنوانها : بنو إسرائيلُ أم محمدٌ نبيُّ الإسلام ؟

ملاحظات أخيرة :

1ـ إستهلَّ المؤلف كتابه القيّم بمقدمة كتبها هو ثم ألحقها ب (( لمحة تأريخية عن نشأة وتطوّر الخط العربي )) أفدتُ منها كثيراً على تركيزها فقد جاءت جامعة غنية بما فيها من معلومات تأريخية وأسماء مشاهير الخطاطين العرب والمسلمين . لكني لاحظتُ أنّ الأخ مصدق لم يُدرِجْ شكرَه في المقدمة العربية لسيدتين واحدة من بريطانيا والأخرى من كندا ساعدتاه في قراءة النصوص أو في تنفيذ صورة الغلاف ... كما فعل في المقدمة باللغة الإنكليزية . كان المفروض أن يترجم ذلك وينشره في المقدمة العربية وهذا رأيي .

2ـ كذلك لم يذكر إسم عبد الله يوسف علي مترجم القرآن وقد أخذ منه ترجمات الآيات إلى الإنكليزية .

3ـ أهدى الفنان الخطّاط والعالم والأستاذ الجامعي دكتور مُصدَّق الحبيب ... أهدى كتابه القيّم إلى الخطاط البغدادي المرحوم هاشم الخطّاط وفاءً منه له ولما قدّمَ من إنجازات في فنون الخط العربي . قال مصدق في كلمة الإهداء [[ إلى روح الخطّاط المبدع هاشم محمد البغدادي ( 1921 ـ 1973 ) آخر عمالقة المدرسة البغدادية المعاصرة في الخط العربي الكلاسيكي ]] .

ليست هناك تعليقات: