الاثنين، أبريل 13، 2009

الزجاج المكسور

عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com

" من كان بيته من زجاج ، لا يقذف الناس بالحجارة " ..
مثل شعبى يأتينا من الزمن البعيد ؛
ليدين الذى يتكلم عن عيوب الناس المفترضة ، وهو كله عيوب !
ويحذره بأنهم لوبادلوه حجراً بحجر ؛ لانهدم بيته كله !
لازلت اسمع القهقهة التى فى غاية العدوانية ،
النابعة من روح التحامل المسرف ،
التى كنت اسمعها فى طفولتى ،
ولا يزال اولادى يسمعونها من زملائهم فى المدرسة :
" الاب والابن والام والاخ " ..
ساخرين من الثالوث المسيحى : " الآب والابن والروح القدس " .
ومع أن عقولنا القاصرة لم تخلق مقياساً للممكن وغير الممكن مما هو فوق ادراكها ،
وأن المسيحية لاتنادى بثلاثة الهة بل باله واحد مثلث الاقانيم ،
وأن الاسلام يهاجم ثالوثاً غير الثالوث المسيحى
فانه لو تدبّر منتقدينا المتهكمين كلام القرآن بالروية لعلموا اننا على محجة الايمان ،
فان كثيراً من نصوصه يثبت معتقدنا بالوحدانية فى التثليث ..
الذى جاء عندنا فى سلك البسملة ،
وعندهم منثوراً فى القرآن بين كلماته وضمن سوره وآياته :
" انّما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "
( سورة النساء 171) .
" وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس " (سورة البقرة 87) .
فالآيتين السابقتين تضمنتا :
ذكر ( الله ) ،
وهو الإسم الشائع الاستعمال للكتابة عن الاقنوم الاول ( الآب ) ،
وفيها ذكر ( الكلمة ) الأقنوم الثانى ، الذى هو ( الابن ) ،
وفيها ذكر ( الروح القدس ) الأقنوم الثالث
أما الآية الاولى من سورة الاخلاص ، التى تقول :
" قل هو الله أحد " ،
فهى تضعنا بين تفسيرين :
هل هو أحد الالهة كالات ، والعزى ، ومناة ..
أم أحد الاقانيم الثلاثة فى العقيدة المسيحية ؟!..
وهذا مايفسر لنا فعل الامر ثلاث مرات فى الاسلام :
الوضوء ، الغسل ، التسبيح فى الركوع والسجود ، الطلاق ، الاستجمار بالحجارة ...
وكثيراً ما يشنع إخواننا المسلمون على التوراة والانجيل ؛
لانهما يذكران أن الله : تكلم ، وسمع ، وكتب باصبعه ، وحزن ، وندم ، وحلّ ...
فلنذكّرهم ببعض أقوال القرآن المشابهة لذلك :
" يد الله فوق أيديهم " ( سورة الفتح 10 ) .
" ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ( سورة الرحمان 27 ) .
" قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها " ( سورة المجادلة 1 ) .
" فاليوم ننساهم " ( سورة الاعراف 49 ) .
" ياحسرة على العباد " ( سورة يس 29 ) .
" الله الذى خلق السموات والارض ومابينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش "
( سورة السجدة 4 ) .
" وهل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إنى انست ناراً لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودى ياموسى إنى أنا ربك " ( سورة طه 12 ) .
" الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوب درىّ " ( سورة النور 35 ) .
وهناك بعض الذين لايطابق جهلهم سوى تحاملهم البالغ على معتقداتنا ،
يسألونك بلسان خبيث :
من كان يدير الكون اثناء تجسد الله على الارض ؟!..
فإذا بحديث قدسى ، يصفعهم ، قائلاً :
" ينزل الله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فى الثلث الاخير من الليل " .
وأما أنّ المسيح ابن الله ، فممكن ، وغير كفر
فـ " لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء " ( سورة الزمر 6 ) .
فالمسيح ابن الله ،
ليس بطريق التناسل ؛
لأن " الابن" لغة لا يطلق فقط على الابن الذكر عن طريق التناسل ،
بل يكنى به كناية .
كما يقال : " أبناء العلم " و" أبناء الدنيا " وأبناء السبيل " ،
ويقال أيضاً إنّ فلاناً ابن فلان على طريق التبنى المجازى أو اللغوى .
وألم يسمعوا الحديث الذى قيل على لسان الله : " الفقراء عيالى " ؟!..
وألم يقرأوا هذه الآية القرآنية : " منه آيات محكمات هن أم الكتاب " ( سورة آل عمران 7 ) .
ويقولون أن سورة يس هى عروس الكتاب .
فهل يقبلوا منا ، أن نقول لهم :
أن الفاتحة تزوجت فانجبت الكتاب ،
أو : أن سورة يس هى عروس الكتاب ، وبالتالى هى كنّة الفاتحة ؟! ..
ونحن أهل كفر وشرك – هكذا يتهموننا ؛
لاننا نقول أن المسيح هو الله المتجسد .
وكأنهم لم يقرأوا سورة التوبة ،
التى لا نخطئ لو اطلقنا عليها سورة الشرك ..
وهذا دليلى :
فمحمد فى سورة التوبة – الشرك ، شريك لله فى :
طاعة البشر وفى الاطلاع على اعمالهم .
وفى التشريع .
وفى الرضى .
وفى الغنى .
وفى التقدير والتوقير ...
بل وكما يؤكد المفسرين ، فى تفسيرهم الآية 79 من سورة الاسراء :
بأن محمداً سوف يجلس على عرش الله !
" براءة من الله ورسوله " ( التوبة 1 ) .
" واذن من الله ورسوله " ( التوبة 3 ) .
" ان الله برئ من المشركين ورسوله " ( التوبة 3) .
" ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله " ( التوبة 29 ) .
" إلا انهم كفروا بالله وبرسوله " ( التوبة 54 ) .
" الله ورسوله احق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين " ( التوبة 62 ) .
" ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم " ( التوبة 63 ) .
" يطيعون الله ورسوله " ( التوبة 71 ) .
" إلا ان اغناهم الله ورسوله من فضله " ( التوبة 74 ) .
" لن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ( التوبة 84 ) .
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ( التوبة 105 ) .
وما اكثر هؤلاء الذين ينادون بالكتابات الفاضحة فى الكتاب المقدس ،
وينبّرون بالأكثر على سفر نشيد الانشاد ..
وهذا شأن كل انسان جسدانى غارق فى بحار الشهوة والنجاسة ،
لا يستطيع أن يدرك المعانى الروحية التى يتكلم عنها هذا الديوان السامى .
وقد اعماهم التحامل ،
أن يروا النصوص التى لا تحمل صفة القداسة والطهارة فى قرآنهم ،
وأن ينظروا الالفاظ الكثيرة التى وردت فى الاحاديث الصحيحة المحققة :
عن الجماع ومايصاحبه من مشاعر واحاسيس .
وكيفية استمتاع كل عضو من اعضاء الجسد .
وما قيل عن علاقة الرسول الكريم جنسياً مع امهات المؤمنين وخاصة السيدة عائشة ...
يمنعنى حيائى ، وصعوبة نشرها ، عن ذكرها ..
ولكنى اترك لكم بعض المراجع ؛
التى تصدمكم بالعبارات الفاجرة والداعرة :
صحيح البخارى .
صحيح مسلم .
كتاب الاسلام والجنس للدكتور عبد الوهاب بوحديبة .
كتاب نساء النبى للدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) .
كتاب خواطر مسلم فى المسألة الجنسية للاستاذ محمد جلال كشك .
،000،000،00
واكتفى بهذا القدر من الزجاج المكسور ...
بيد الناقد الحاقد .
لا بيدى .

ليست هناك تعليقات: