فالدراسات الحربية ، أطلقوا عليها : " فنون القتال " !
وأصبحت الحملات العسكرية – هجومية ، أو : دفاعية - .. تحمل اسماء رومانسية ، من قبيل : " عاصفة الصحراء " .
" عناقيد الغضب " .
" غضب الفرسان " .
" الوهم المتبدد " .
" الوعد الصادق " .
" أمطار الصيف " .
" الشتاء الساخن " .
ففى كل تسمية من تلكم التسميات الفخمة الأنيقة ، لوحة فنية من حروف وكلمات
ولكنها - ويا للأسى- لوحات تعبّر عن أبداع قلب متوحش مفترس ، يمتلك موهبة الفن القاتل !
وإن كان مبدعى هذه التسميات ذات الومضات الخاطفة الجاذبة ، يعترفون فى سرهم :
أنهم لا يستطيعون تجميل الموت بريشة من أنياب واظافر !
فهناك تسمية أخرى ، هى أكثر شهرة ، وأكثر رومانسية ، وأكثر خطورة فى آن .
فكلمة " شهيد " ..
كلمة تملأ الفم .
وتعبير إيمانى ، يحمل الكثير من الرؤى ، والوعود .
ولكن اصحاب القمصان السود ، و قاطنى الكهوف ، الذين ادمنوا الابادة ،
و برعوا فى مهنة الفناء ،
المجاهدون كالاوبئة فى استشراء الفن الفاشى الداعى إلى نشر الموت الزؤام ،
تمكنوا باسم الاستشهاد المقدس ، من الادمغة التى ليس لها من الفهم ، والوقت ..
لتتهجى نبضات الرؤوس المحرضة على امتلاك ارادة الموت سوى أنه وجه الطريق إلى الفردوس ! لذلك ،
فطالبى الشهادة ، لهم عقل واحد كأفعى تأكل ذيلها ! يفجّرون أنفسهم بإخلاص دينى يحسدون عليه ..
وهم يعتقدون إنهم يصنعون الصواب .
وما داموا يصنعون الصواب ، فليسوا فى احتياج إلى تجميل ما يصنعون !
ولكن ذلك اللقب الذى سحرهم ألقه ، واسكرهم نوره...
فسعوا ورائه بكل قلبهم . وسبحوا فى فضاءاته . سلب وعيهم ..
واستغرقهم فى الانجذاب إلى استئصال الحياة ، ومحوها ..
وإذ يصغون إلى انين اشلاء الابرياء التى تتناثر حولهم ..
وهى تصاحب عرس سرابهم .. يكتشفون أنهم ليسوا سوى وحوش آدمية ،
اثارتها راية الانتحار الحمراء!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق