زياد جيوسي
من صومعة رام الله
بعدستي الخاصة
الاثنين أول الأمس كان يوما مختلفا عن كل الأيام، ففي الصباح الباكر كنت قد صحوت مبكرا بعد نهار كان متعب جدا وليلة قلقة رغم الإرهاق، كنت أشعر بشعور غريب يملأ روحي، وازداد هذا الشعور في اللحظات التي جلت فيها شوارع رام الله في الصباح المبكر، كنت أشعر بأن كل ما أراه في رام الله مختلف عما أعتدت أن أراه كل يوم، حتى الياسمين والصنوبر وهديل الحمام كان مختلفا، طعم القهوة في الصباح مختلف عن باقي الأيام، فالاثنين كان موعدي للسفر لأول مرة بعد ما يقارب الأحد عشر عاما قضيتها في رحاب رام الله لا أقدر أن أغادرها أبدا، فبدون هوية لا إمكانية للحركة، فكيف حين يكون المرء بدون هوية لرفض أمني احتلالي متكرر، فستكون المخاطرة بالحركة مضاعفة.
الاثنين آخر يوم في آذار وقبله بيوم كانت تمر ذكرى يوم الأرض، وقبل الذكرى بيوم كانت تمر في خيالي ذكرى اجتياح رام الله بكل ما تحمله هذه الذكرى من ألم للمدينة بشكل عام ولي بشكل خاص، حين كنت صبيحة الاجتياح قد أصبحت أسيرا مقيد اليدين ومغمى العينين، وها أنا في تذكار لهذه المناسبات وقد حزمت حقائبي واستعددت للسفر لعمان التي اشتقت لها كثيرا، عمان التي كنت أحملها معي في حقيبة سفر القلب حين أغادرها، لتكون كما رام الله الرئتان اللواتي لا تعيش روحي بدون إحداها.
في نهار ومساء الأحد أصر العديد من أصدقاء الصومعة الذين علموا بقرار سفري أن يودعوني، كنت أقول لهم وهل أنا راحل حتى تودعوني، انه التجول في شق روح واحدة وأرض واحدة وأنا عائد لرام الله قريبا، فصديقي التوأم د. هاني وصديقي المشاكس الطيب القلب عبد السلام العطاري الذي لم يتوقف عن الاتصال معي طوال الوقت وحتى وأنا هنا، والعديد ممن وصلهم قرار السفر كانوا معي، بعضهم وصله الخبر متأخرا حين اتصل بي ليستفسر ففوجئ بالتوقيت، والبعض حضر بنفسه، وخاصة أني مساء الأحد لم أترك فرصة حضور عرض لفرقة موسيقية تعزف المعزوفات الكلاسيكية أن تفوتني، فكنت قد سهرت معها في قاعة المركز الثقافي الفرنسي.
أخي جهاد الأقرب لروحي كان قد أصر أن يحضر ليقلني بسيارته إلى الجسر في رحلتي الأولى، وبعد أن احتسينا القهوة كان حسن الذي رافقني منذ وصولي لرام الله قد أنزل حقائبي للسيارة، وودعني وهو يكاد يبكي، لنتجه وجهاد باتجاه قلنديا لأرى عن قرب لأول مرة معبر قلنديا الذي يفصل القدس تماما عن محيطها، هذه النقطة التي أوجدها الاحتلال لتكون بوابة العبور عبر جدار طويل وبشع، فتمنعنا من دخول القدس وتحجبها عن العيون، ومن ثم باتجاه أريحا حيث كنت أرى سلسلة بشعة من المستوطنات التي تلتهم الأرض فشعرت بالكآبة تسود روحي، فهذه مشاهد لم أعتد عليها ولا يمكن أن تعتاد روحي عليها، فالأرض أرضنا ولكن منطق الاحتلال والدعم الغير مسبوق له، وضعفنا كعرب ومسلمين وصراعنا وتمزقنا كفلسطينيين يعطي المجال للعدو أن يمضي بتنفيذ مخططاته، واستمرت هذه المشاهد حتى وصلنا للمفرق المؤدي إلى أريحا، حيث التقيت أول حاجز إسرائيلي مباشرة قبل الحاجز الفلسطيني الأول، لأرى علم دولة الاحتلال كأنه رمح من قهر ينغرس في أرضنا وروحي، وبعده مباشرة علمنا الوطني يرف متأملا بأن يكون الوحيد على أرض الوطن ذات يوم، وحين دخلت أريحا كنت أستعيد الكثير من ذكريات مضت عليها سنوات طويلة حتى وصلنا نقطة المعبر الفلسطيني، والتقينا العديد من الأصدقاء من رجال الأمن الفلسطيني، فاستقبلونا بالترحاب وأنجزوا لي إجراءات السفر بسرعة قياسية، فهذه فترة هادئة للمسافرين ولا يوجد ازدحام بالسفر، واحتسينا القهوة سويا حتى ودعت جهاد وودعتهم، بعد أن قضيت الطريق مع جهاد وهو يشرح لي عن هذه التطورات على الأرض وابتلاع الأراضي بالمساحات والأسماء والتواريخ، فهو بحكم عمله موسوعة من المعلومات.
اتجهت بنا الحافلة إلى المعبر لأرى الاحتلال قد زرع اسم "جسر اللنبي" كاسم للجسر وهو اسم الجنرال البريطاني الذي احتل فلسطين في الحرب العالمية الأولى، لتكون المقدمة لتوطين اليهود واغتصاب الأرض وطرد السكان وتهجيرهم، بدلا من اسم جسر الملك حسين الذي عرف به الجسر منذ منتصف القرن الماضي، وحين أنهيت إجراءات التفتيش المقرفة والمتعددة ركبت الحافلة باتجاه الأردن، لأرى نهر الأردن من بعيد فترف روحي ما بين قهر وفرح، هذا النهر المقدس الذي تكاد مياهه تجف، لكنه ما زال يحمل عبق تعميد سيدنا المسيح فيه، وإصراره أن يعود ليكون المقدس الذي تحيط جنباته الأرض المقدسة.
دخلنا النقطة الأردنية الأولى وتوقفت الحافلة ليصعد شرطي أردني الحافلة لتدقيق البطاقات، فرأيت فيه الأردن الذي أشتاق فسلمت عليه بحرارة لأنزل لقاعة فوجئت فيها بالنظام والترتيب والنظافة، والابتسامة على وجه كل من التقيت من مرتبات المعبر، مما أثار الفرح في روحي، ولم تتجاوز المسألة النصف ساعة حتى كنت قد أصبحت خارج القاعة مودعا بالتمنيات بطيب الإقامة، لأكون في الخارج قبل أن تصل زوجتي وابنتي الأصغر محمد لاستقبالي، وما هي إلا عشرون دقيقة حتى كانوا عندي وكان لقاء حارا وعاطفيا أسال الدموع، وجلست بجانب ولدي في السيارة وهو يسوق، وقد أصبح رجلا ضخم الجثة وطالبا جامعيا، ولم التقيه عبر السنوات الماضية إلا زيارات متقطعة تمكن أن يزورني فيها، ولم يتوقف هاتف زوجتي عن الرنين من الأهل والأصدقاء الذين ينتظرون وصولي بعد الغياب، وما أن أطللنا على مشارف عمان حتى كنت أرى نفسي في عالم آخر لم أعرفه ولم أراه من قبل، فالجسور والأنفاق والبنايات الشاهقة والتطور الكبير والامتداد الهائل أحال عمان لشيء آخر لم أعرفه ولم أعيشه مسبقا، فانتابني شعور ممزوج بالذهول، حتى أني لم أعرف إلا بعض الملامح للطريق الموصلة إلى بيتي في ضاحية خلدا، هذه الضاحية التي تركتها هادئة بالكاد تمر منها السيارات، لأجدها تضج بأبواق السيارات والمباني التي تحجب الرؤية، فلم أعد أرى من الشرفة التي كنت قد أحلتها منذ سكنت البيت إلى مكتب صغير لي فيها كتبي وأوراقي، المساحات الخضراء والسهوب الجميلة، فالبنايات قد أغلقت كل الفضاء، وما أن أنزلت حقائبي وشربت أول فنجان قهوة حتى كنت أتجه وابني محمد ونادر ابن أخي جهاد القريب كما والده من روحي، إلى مستشفى الملكة علياء لألتقي الوالدة على سرير الشفاء الذي ما زالت ترقد فيه منذ ما يقارب الثلاثة شهور، ليكون لقاء مغلفا بالعواطف الجياشة والدموع، وهناك التقيت والدي الذي لا يفارقها في المستشفى، وقد ظهر ملامح التقدم بالعمر جلية عليه، كان لقاء حار ضغطت نفسي بقوة كي لا تتساقط دموعي فيه.
سنوات طويلة مرت حتى التقيت أهلي، وما زلت للحظة لا أغادر البيت إلا لزيارة الوالدة كل صباح وأعود لاستقبال الأحبة والأهل والأصدقاء، بزيارات تمتد حتى منتصف الليل، فلا يترك لي المجال للتجوال في عماني التي أهوى، فأرى عمان تأتي إليّ بنفسها تعانقني من خلال الأحبة والأهل والأصدقاء، وأشعر بهم كل الحب والحنان والدفء، وها أنا أجلس لأكتب في هذا الصباح لأول مرة من عمان بعد طول غياب، يحيطني الأبناء والوالد والزوجة، أحتسي القهوة بعد شوق طويل في روابي عمان، فأستعيد ذكرى مقالي القديم الذي كتبته منذ سنوات بعنوان: حديث الذكريات\ متى نحتسي القهوة في روابي عمان، أرواح الأحبة البعيدين ترف في فضائي، عبق ياسمين رام الله لا يفارقني، وشدو فيروز معي:
"من يوم تكون يا وطني الموج كنا سوا، ليوم يعتق يا وطني الغيم راح نبقى سوا، تاجك من الهمس، مملكتك السلام وشعبك بحبك لتبرد الشمس"
صباحكم أجمل.
بعدستي الخاصة
الاثنين أول الأمس كان يوما مختلفا عن كل الأيام، ففي الصباح الباكر كنت قد صحوت مبكرا بعد نهار كان متعب جدا وليلة قلقة رغم الإرهاق، كنت أشعر بشعور غريب يملأ روحي، وازداد هذا الشعور في اللحظات التي جلت فيها شوارع رام الله في الصباح المبكر، كنت أشعر بأن كل ما أراه في رام الله مختلف عما أعتدت أن أراه كل يوم، حتى الياسمين والصنوبر وهديل الحمام كان مختلفا، طعم القهوة في الصباح مختلف عن باقي الأيام، فالاثنين كان موعدي للسفر لأول مرة بعد ما يقارب الأحد عشر عاما قضيتها في رحاب رام الله لا أقدر أن أغادرها أبدا، فبدون هوية لا إمكانية للحركة، فكيف حين يكون المرء بدون هوية لرفض أمني احتلالي متكرر، فستكون المخاطرة بالحركة مضاعفة.
الاثنين آخر يوم في آذار وقبله بيوم كانت تمر ذكرى يوم الأرض، وقبل الذكرى بيوم كانت تمر في خيالي ذكرى اجتياح رام الله بكل ما تحمله هذه الذكرى من ألم للمدينة بشكل عام ولي بشكل خاص، حين كنت صبيحة الاجتياح قد أصبحت أسيرا مقيد اليدين ومغمى العينين، وها أنا في تذكار لهذه المناسبات وقد حزمت حقائبي واستعددت للسفر لعمان التي اشتقت لها كثيرا، عمان التي كنت أحملها معي في حقيبة سفر القلب حين أغادرها، لتكون كما رام الله الرئتان اللواتي لا تعيش روحي بدون إحداها.
في نهار ومساء الأحد أصر العديد من أصدقاء الصومعة الذين علموا بقرار سفري أن يودعوني، كنت أقول لهم وهل أنا راحل حتى تودعوني، انه التجول في شق روح واحدة وأرض واحدة وأنا عائد لرام الله قريبا، فصديقي التوأم د. هاني وصديقي المشاكس الطيب القلب عبد السلام العطاري الذي لم يتوقف عن الاتصال معي طوال الوقت وحتى وأنا هنا، والعديد ممن وصلهم قرار السفر كانوا معي، بعضهم وصله الخبر متأخرا حين اتصل بي ليستفسر ففوجئ بالتوقيت، والبعض حضر بنفسه، وخاصة أني مساء الأحد لم أترك فرصة حضور عرض لفرقة موسيقية تعزف المعزوفات الكلاسيكية أن تفوتني، فكنت قد سهرت معها في قاعة المركز الثقافي الفرنسي.
أخي جهاد الأقرب لروحي كان قد أصر أن يحضر ليقلني بسيارته إلى الجسر في رحلتي الأولى، وبعد أن احتسينا القهوة كان حسن الذي رافقني منذ وصولي لرام الله قد أنزل حقائبي للسيارة، وودعني وهو يكاد يبكي، لنتجه وجهاد باتجاه قلنديا لأرى عن قرب لأول مرة معبر قلنديا الذي يفصل القدس تماما عن محيطها، هذه النقطة التي أوجدها الاحتلال لتكون بوابة العبور عبر جدار طويل وبشع، فتمنعنا من دخول القدس وتحجبها عن العيون، ومن ثم باتجاه أريحا حيث كنت أرى سلسلة بشعة من المستوطنات التي تلتهم الأرض فشعرت بالكآبة تسود روحي، فهذه مشاهد لم أعتد عليها ولا يمكن أن تعتاد روحي عليها، فالأرض أرضنا ولكن منطق الاحتلال والدعم الغير مسبوق له، وضعفنا كعرب ومسلمين وصراعنا وتمزقنا كفلسطينيين يعطي المجال للعدو أن يمضي بتنفيذ مخططاته، واستمرت هذه المشاهد حتى وصلنا للمفرق المؤدي إلى أريحا، حيث التقيت أول حاجز إسرائيلي مباشرة قبل الحاجز الفلسطيني الأول، لأرى علم دولة الاحتلال كأنه رمح من قهر ينغرس في أرضنا وروحي، وبعده مباشرة علمنا الوطني يرف متأملا بأن يكون الوحيد على أرض الوطن ذات يوم، وحين دخلت أريحا كنت أستعيد الكثير من ذكريات مضت عليها سنوات طويلة حتى وصلنا نقطة المعبر الفلسطيني، والتقينا العديد من الأصدقاء من رجال الأمن الفلسطيني، فاستقبلونا بالترحاب وأنجزوا لي إجراءات السفر بسرعة قياسية، فهذه فترة هادئة للمسافرين ولا يوجد ازدحام بالسفر، واحتسينا القهوة سويا حتى ودعت جهاد وودعتهم، بعد أن قضيت الطريق مع جهاد وهو يشرح لي عن هذه التطورات على الأرض وابتلاع الأراضي بالمساحات والأسماء والتواريخ، فهو بحكم عمله موسوعة من المعلومات.
اتجهت بنا الحافلة إلى المعبر لأرى الاحتلال قد زرع اسم "جسر اللنبي" كاسم للجسر وهو اسم الجنرال البريطاني الذي احتل فلسطين في الحرب العالمية الأولى، لتكون المقدمة لتوطين اليهود واغتصاب الأرض وطرد السكان وتهجيرهم، بدلا من اسم جسر الملك حسين الذي عرف به الجسر منذ منتصف القرن الماضي، وحين أنهيت إجراءات التفتيش المقرفة والمتعددة ركبت الحافلة باتجاه الأردن، لأرى نهر الأردن من بعيد فترف روحي ما بين قهر وفرح، هذا النهر المقدس الذي تكاد مياهه تجف، لكنه ما زال يحمل عبق تعميد سيدنا المسيح فيه، وإصراره أن يعود ليكون المقدس الذي تحيط جنباته الأرض المقدسة.
دخلنا النقطة الأردنية الأولى وتوقفت الحافلة ليصعد شرطي أردني الحافلة لتدقيق البطاقات، فرأيت فيه الأردن الذي أشتاق فسلمت عليه بحرارة لأنزل لقاعة فوجئت فيها بالنظام والترتيب والنظافة، والابتسامة على وجه كل من التقيت من مرتبات المعبر، مما أثار الفرح في روحي، ولم تتجاوز المسألة النصف ساعة حتى كنت قد أصبحت خارج القاعة مودعا بالتمنيات بطيب الإقامة، لأكون في الخارج قبل أن تصل زوجتي وابنتي الأصغر محمد لاستقبالي، وما هي إلا عشرون دقيقة حتى كانوا عندي وكان لقاء حارا وعاطفيا أسال الدموع، وجلست بجانب ولدي في السيارة وهو يسوق، وقد أصبح رجلا ضخم الجثة وطالبا جامعيا، ولم التقيه عبر السنوات الماضية إلا زيارات متقطعة تمكن أن يزورني فيها، ولم يتوقف هاتف زوجتي عن الرنين من الأهل والأصدقاء الذين ينتظرون وصولي بعد الغياب، وما أن أطللنا على مشارف عمان حتى كنت أرى نفسي في عالم آخر لم أعرفه ولم أراه من قبل، فالجسور والأنفاق والبنايات الشاهقة والتطور الكبير والامتداد الهائل أحال عمان لشيء آخر لم أعرفه ولم أعيشه مسبقا، فانتابني شعور ممزوج بالذهول، حتى أني لم أعرف إلا بعض الملامح للطريق الموصلة إلى بيتي في ضاحية خلدا، هذه الضاحية التي تركتها هادئة بالكاد تمر منها السيارات، لأجدها تضج بأبواق السيارات والمباني التي تحجب الرؤية، فلم أعد أرى من الشرفة التي كنت قد أحلتها منذ سكنت البيت إلى مكتب صغير لي فيها كتبي وأوراقي، المساحات الخضراء والسهوب الجميلة، فالبنايات قد أغلقت كل الفضاء، وما أن أنزلت حقائبي وشربت أول فنجان قهوة حتى كنت أتجه وابني محمد ونادر ابن أخي جهاد القريب كما والده من روحي، إلى مستشفى الملكة علياء لألتقي الوالدة على سرير الشفاء الذي ما زالت ترقد فيه منذ ما يقارب الثلاثة شهور، ليكون لقاء مغلفا بالعواطف الجياشة والدموع، وهناك التقيت والدي الذي لا يفارقها في المستشفى، وقد ظهر ملامح التقدم بالعمر جلية عليه، كان لقاء حار ضغطت نفسي بقوة كي لا تتساقط دموعي فيه.
سنوات طويلة مرت حتى التقيت أهلي، وما زلت للحظة لا أغادر البيت إلا لزيارة الوالدة كل صباح وأعود لاستقبال الأحبة والأهل والأصدقاء، بزيارات تمتد حتى منتصف الليل، فلا يترك لي المجال للتجوال في عماني التي أهوى، فأرى عمان تأتي إليّ بنفسها تعانقني من خلال الأحبة والأهل والأصدقاء، وأشعر بهم كل الحب والحنان والدفء، وها أنا أجلس لأكتب في هذا الصباح لأول مرة من عمان بعد طول غياب، يحيطني الأبناء والوالد والزوجة، أحتسي القهوة بعد شوق طويل في روابي عمان، فأستعيد ذكرى مقالي القديم الذي كتبته منذ سنوات بعنوان: حديث الذكريات\ متى نحتسي القهوة في روابي عمان، أرواح الأحبة البعيدين ترف في فضائي، عبق ياسمين رام الله لا يفارقني، وشدو فيروز معي:
"من يوم تكون يا وطني الموج كنا سوا، ليوم يعتق يا وطني الغيم راح نبقى سوا، تاجك من الهمس، مملكتك السلام وشعبك بحبك لتبرد الشمس"
صباحكم أجمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق