زياد جيوسي
بالأمس كان صباح ليس ككل صباح، كنت أجلس إلى شرفتي أحتسي القهوة مع ابنتي بعد طول غياب، أتحدث إليها بشوق أحد عشر عاما من الغياب، أفتح علبة بريدي الالكترونية بعد غياب عنها منذ وصولي لعمان من رام الله منذ أسبوع، ابدأ بما تجمع في علبتي بالأحدث فالأقدم، أجد رسالة من صديقي الشاعر المرهف سعد الصالحي، الذي جمعني وإياه جمال الحرف وتحليق الروح، فالصالحي من أصدقاء صباحاتي التي أكتبها باستمرار، يرسل لي كلماته المشبعة بروحه الرقراقة، توقعت أن أجد بعض من تعليقاته الجميلة.
شهقت حين قفز أمامي ما أرسل.. ابنتي قالت: ماذا؟
ابنة سعد الصالحي الشابة البالغة من العمر تسعة عشر زهرة لا غير اختطفت في العراق.. يا الله.. لقد اختطفوا العراق منا ويختطفون أبناءه وزهراته أيضا..
تجمد الدم في عروقي، تجمدت الكلمات والحروف، فماذا يمكن لي أن أكتب لأب اختطفت ابنته من بين ذراعيه، فهل كل كلمات الدنيا وأبجديات الحروف يمكنها أن تواسي أب في هذه الحالة؟
اعتدت في وطني على رصاص الاحتلال يختطف حتى الأجنة في البطون، الشباب والشابات والكبار والشيوخ، لكن من له المصلحة باختطاف الزهرة، لماذا يدمرون قلب مفعم بالجمال والرقة والأحاسيس، لماذا يختار خفافيش الظلام هذه الزهرة اليانعة ليخطفوها من حوض أزهار مشبع بالروح المحلقة والجمال.
أيا سعد وفيك أخاطب الشاعر والإنسان والوطن المستلب، أخاطب فيك الأب المكلوم الروح وهو ينتظر ابنة شابة اختطفت من بين جناحيه، ابنتكم ككل أبناء الوطن رهائن كما كل الأوطانِ المبتلاة بالاحتلال وخفافيش العتمة.
أيا صاحبي.. ماذا أمتلك إلا دمعة ترقرقت على الوجنات، وقلب يدعو لكم أن تجتمعوا مع ابنتكم من جديد، وروح ترف من بعيد حولكم لتقول: صبرا يا صديقي فموعدكم الحرية يوما، صبرا يا صديقي فلعل الله يعيد لكم ابنتكم الزهرة المتبتلة لتنبت من جديد تحت أجنحتك التي حلقت بنا لعلها تحلق بها من جديد، وآمل أن أفتح بريدي ذات صباح لأجدك تقول لي: صباحك أجمل.. لقد عادت الزهرة.. فمتى يعود الوطن..
بالأمس كان صباح ليس ككل صباح، كنت أجلس إلى شرفتي أحتسي القهوة مع ابنتي بعد طول غياب، أتحدث إليها بشوق أحد عشر عاما من الغياب، أفتح علبة بريدي الالكترونية بعد غياب عنها منذ وصولي لعمان من رام الله منذ أسبوع، ابدأ بما تجمع في علبتي بالأحدث فالأقدم، أجد رسالة من صديقي الشاعر المرهف سعد الصالحي، الذي جمعني وإياه جمال الحرف وتحليق الروح، فالصالحي من أصدقاء صباحاتي التي أكتبها باستمرار، يرسل لي كلماته المشبعة بروحه الرقراقة، توقعت أن أجد بعض من تعليقاته الجميلة.
شهقت حين قفز أمامي ما أرسل.. ابنتي قالت: ماذا؟
ابنة سعد الصالحي الشابة البالغة من العمر تسعة عشر زهرة لا غير اختطفت في العراق.. يا الله.. لقد اختطفوا العراق منا ويختطفون أبناءه وزهراته أيضا..
تجمد الدم في عروقي، تجمدت الكلمات والحروف، فماذا يمكن لي أن أكتب لأب اختطفت ابنته من بين ذراعيه، فهل كل كلمات الدنيا وأبجديات الحروف يمكنها أن تواسي أب في هذه الحالة؟
اعتدت في وطني على رصاص الاحتلال يختطف حتى الأجنة في البطون، الشباب والشابات والكبار والشيوخ، لكن من له المصلحة باختطاف الزهرة، لماذا يدمرون قلب مفعم بالجمال والرقة والأحاسيس، لماذا يختار خفافيش الظلام هذه الزهرة اليانعة ليخطفوها من حوض أزهار مشبع بالروح المحلقة والجمال.
أيا سعد وفيك أخاطب الشاعر والإنسان والوطن المستلب، أخاطب فيك الأب المكلوم الروح وهو ينتظر ابنة شابة اختطفت من بين جناحيه، ابنتكم ككل أبناء الوطن رهائن كما كل الأوطانِ المبتلاة بالاحتلال وخفافيش العتمة.
أيا صاحبي.. ماذا أمتلك إلا دمعة ترقرقت على الوجنات، وقلب يدعو لكم أن تجتمعوا مع ابنتكم من جديد، وروح ترف من بعيد حولكم لتقول: صبرا يا صديقي فموعدكم الحرية يوما، صبرا يا صديقي فلعل الله يعيد لكم ابنتكم الزهرة المتبتلة لتنبت من جديد تحت أجنحتك التي حلقت بنا لعلها تحلق بها من جديد، وآمل أن أفتح بريدي ذات صباح لأجدك تقول لي: صباحك أجمل.. لقد عادت الزهرة.. فمتى يعود الوطن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق