عيسى القنصل
المسافة ُ بين غرفة نومى ومكتبى عشر خطوات .. بدات اسيرها قليلا قليلا بلا تعب او انهاك ؟؟
انت مجبر على الجلوس لوحدك ومجبر على ممارسة الصبر من اجل معانقة درب السلامة بعد اسابيع ..
وحين يحاصرك الزمن فى زاوية واحده وتحيطك الوحده بثوب واحد تهرب بك افكارك الى زاوية واحده من الدنيا ,,,
الى الماضى ..ولغرابه ما ارى الماضى امام عيونى كاننى اعيش به مع اننى اغتربت عن طفولتى لسنوات عديده ..
ولا اجمل من تعلقى فى هذه الذكريات الا وضوح الصورة التى تاتى لى بها .. فى تلك العفويه العذبة الحنونه وكانك ترجع حقا طفلا صغيرا يلعب فى تراب الحاره ويرى نسوة الحارة حول فنجان قهوة ..
اشعر احيانا ان خيالى ذبابة قد ارهقها الضؤ والحرارة فتوقفت عن الطيران
واشعر ان الكلمات بخيلة فى التوالد ومصابة بالكسل الى درجة التخدير ..
اصبت فى سيل عنيف من الضجر ..تخدرت اعصابى واثقلت عيونى ..واصبحت لقمة الغذاء هى موعدى مع حبة الدواء وليس لاخماد موجة الجوع ..وحتى جرعة الماء البارده تذكرنى باننى مجبر بعد لحظات للنوض من سريرى للذهاب الى الحمام ..
كيف تتحول الحياة فى ثوانى من معركة عراك وصراخ الى جلسة بطيئة الحركة وثقيلة التامل فيما حولك ؟
ليس لى رغبة للخروج من البيت ..وكنت احب ان اسمع الاغانى العربيه القديمة اشعر ان اذنى اصبحت هذه الايام خلاطة اسمنت لا تسمح لغير الضوضاء ان تعبرها ..
مللت التلفاز والكتابه وحتى فتح عيونى لكى ترى من حولى ؟؟؟
الوحدة والصمت بذور ُ هائلة لتنامى السأم والانطواء ؟؟ وتلك عوامل من عوامل الحزن
لم تعد القافية تتراقص فى خيالى ولم يعد حتى الجمال النسائى يحرك بى شهوة او خاطرة شعر ؟؟
هناك جسر ُ هائل بين ما انا عليه الان وما كنت به قبل اسابيع ؟؟ جفاف ارض بعد موسم فيضان ؟؟ تساقط الاوراق من شجيرة احلامى بعد ان كدت اقطف ثمار ما زرعت من اعوام .. وخمول هائل فى جسدى بعد ان كنت اعمل موظفا فى شركتى منذ ثلاثين عاما فى تواصل مستمر ؟؟
نعم اقف اليوم صامتا واراقب احداث امسى ..ولا ادرى متى يركض بى حصان الخيال من جديد ؟؟ متى سوف تسحقنى القافية من جديد فى قصيدة غزليه ؟؟ ومتى سوف امضى فى طريق الحياة من جديد ؟؟
اريد ان انام مجددا ؟؟ لعلنى اهرب من الالم بحالة نوم ؟؟
كلما افقت ُ من النوم انظر الى الساعة الى جانبى لا لاشى انما لاعرف كم ساعت نمت ؟؟متى سنتهى هذا الالم الخفيف فى جانبى ؟؟ ومتى تتوقف هذه الوخزات الحاده من التحرك فى من زاوية واخرى بى ؟؟
ذاكرتى اصبحت حصانا لا يحب الركض والتجوال ...وخيالى تحول الى تمثال حجرى تنام فوقه العصافير المتعبة من رحلاتها ...وتترك فوقه احيانا بقاياها الزائده ؟؟
لقد نمت كثيرا .. ولكننى عدت انام بلا حلم رقيق ؟؟ عيونى جمرات ملتت النار منها فاصبحت كتلة من الرماد ..واصابعى التى تتحرك على الصامت امامى كانها قطع من الحديد البارد ثقيلة خامده ..
عدت لكتابة النثر ؟؟ فهل مات حصان الشعر عندى ؟؟عدت اعانق الحرف المتحرر من وزن وقافيه ..فهل ماتت القوة الخياليه والشعريه لدى ؟؟ اليوم احضرت لى زوجتى قطعة هريسة من محل عربى هنا .. ابتسمت فى صمت وقلت فى خاطرى اريد هريستى فى بيت مادبى ومن عائلة الطوال .. هل يعرفنى احد هناك ؟؟فلقد اغتربت عن مادبا منذ ثلاثة وثلاثين عاما .. ربما يعرفون اخوتى وتقبل بى عائلة وتحضر لى قطعة من الهريسة الطريه الساخنة ..
انا محاصر بالخمول والكسل والالم ..وحتى خيالى توقف اليوم عند قطعة الهريسة ؟؟فاعذرونى انها الوحده والصمت وانياب الالم.
انت مجبر على الجلوس لوحدك ومجبر على ممارسة الصبر من اجل معانقة درب السلامة بعد اسابيع ..
وحين يحاصرك الزمن فى زاوية واحده وتحيطك الوحده بثوب واحد تهرب بك افكارك الى زاوية واحده من الدنيا ,,,
الى الماضى ..ولغرابه ما ارى الماضى امام عيونى كاننى اعيش به مع اننى اغتربت عن طفولتى لسنوات عديده ..
ولا اجمل من تعلقى فى هذه الذكريات الا وضوح الصورة التى تاتى لى بها .. فى تلك العفويه العذبة الحنونه وكانك ترجع حقا طفلا صغيرا يلعب فى تراب الحاره ويرى نسوة الحارة حول فنجان قهوة ..
اشعر احيانا ان خيالى ذبابة قد ارهقها الضؤ والحرارة فتوقفت عن الطيران
واشعر ان الكلمات بخيلة فى التوالد ومصابة بالكسل الى درجة التخدير ..
اصبت فى سيل عنيف من الضجر ..تخدرت اعصابى واثقلت عيونى ..واصبحت لقمة الغذاء هى موعدى مع حبة الدواء وليس لاخماد موجة الجوع ..وحتى جرعة الماء البارده تذكرنى باننى مجبر بعد لحظات للنوض من سريرى للذهاب الى الحمام ..
كيف تتحول الحياة فى ثوانى من معركة عراك وصراخ الى جلسة بطيئة الحركة وثقيلة التامل فيما حولك ؟
ليس لى رغبة للخروج من البيت ..وكنت احب ان اسمع الاغانى العربيه القديمة اشعر ان اذنى اصبحت هذه الايام خلاطة اسمنت لا تسمح لغير الضوضاء ان تعبرها ..
مللت التلفاز والكتابه وحتى فتح عيونى لكى ترى من حولى ؟؟؟
الوحدة والصمت بذور ُ هائلة لتنامى السأم والانطواء ؟؟ وتلك عوامل من عوامل الحزن
لم تعد القافية تتراقص فى خيالى ولم يعد حتى الجمال النسائى يحرك بى شهوة او خاطرة شعر ؟؟
هناك جسر ُ هائل بين ما انا عليه الان وما كنت به قبل اسابيع ؟؟ جفاف ارض بعد موسم فيضان ؟؟ تساقط الاوراق من شجيرة احلامى بعد ان كدت اقطف ثمار ما زرعت من اعوام .. وخمول هائل فى جسدى بعد ان كنت اعمل موظفا فى شركتى منذ ثلاثين عاما فى تواصل مستمر ؟؟
نعم اقف اليوم صامتا واراقب احداث امسى ..ولا ادرى متى يركض بى حصان الخيال من جديد ؟؟ متى سوف تسحقنى القافية من جديد فى قصيدة غزليه ؟؟ ومتى سوف امضى فى طريق الحياة من جديد ؟؟
اريد ان انام مجددا ؟؟ لعلنى اهرب من الالم بحالة نوم ؟؟
كلما افقت ُ من النوم انظر الى الساعة الى جانبى لا لاشى انما لاعرف كم ساعت نمت ؟؟متى سنتهى هذا الالم الخفيف فى جانبى ؟؟ ومتى تتوقف هذه الوخزات الحاده من التحرك فى من زاوية واخرى بى ؟؟
ذاكرتى اصبحت حصانا لا يحب الركض والتجوال ...وخيالى تحول الى تمثال حجرى تنام فوقه العصافير المتعبة من رحلاتها ...وتترك فوقه احيانا بقاياها الزائده ؟؟
لقد نمت كثيرا .. ولكننى عدت انام بلا حلم رقيق ؟؟ عيونى جمرات ملتت النار منها فاصبحت كتلة من الرماد ..واصابعى التى تتحرك على الصامت امامى كانها قطع من الحديد البارد ثقيلة خامده ..
عدت لكتابة النثر ؟؟ فهل مات حصان الشعر عندى ؟؟عدت اعانق الحرف المتحرر من وزن وقافيه ..فهل ماتت القوة الخياليه والشعريه لدى ؟؟ اليوم احضرت لى زوجتى قطعة هريسة من محل عربى هنا .. ابتسمت فى صمت وقلت فى خاطرى اريد هريستى فى بيت مادبى ومن عائلة الطوال .. هل يعرفنى احد هناك ؟؟فلقد اغتربت عن مادبا منذ ثلاثة وثلاثين عاما .. ربما يعرفون اخوتى وتقبل بى عائلة وتحضر لى قطعة من الهريسة الطريه الساخنة ..
انا محاصر بالخمول والكسل والالم ..وحتى خيالى توقف اليوم عند قطعة الهريسة ؟؟فاعذرونى انها الوحده والصمت وانياب الالم.
**
ذهول ُ بعد الالم
لليوم الثالث وانا ارتمى على الفراش فى بيتى ..احمد الله فى بيتى استطيع النوم متى اردت والسير الخفيف متى اردت ..دون وخزة ابره او عصرة على ذراعى لمعرفة الضغط ..
لكنه اليوم هو السكون فقد عادت الحياة الى مجراها ..فابنى سافر الى ولاية ما مع عمله وزوجتى عادت الى عملها ..وكذلك ابنتى
فى لحظة الحاجة شعرت ان حبال الالم قد جمّعت شملنا وتوقف سيل الحياة لدى الذين انا عندهم شىء ما فاتصل من اتصل وزارنى من زارنى ..واليوم بدات اول خطوة فى العودة الى ساحة الصراع والحياة من جديد ولعل الصمت والوحده ووخزة الالم تحدد لك مسار الذاكرة واتجاه التفكير .
كان الفراغ حولى كثيفا جدا جدا .. لم اختنق به ولم اشعر فى برودته .. انما قربنى الى نقطة واحده فى حياتى الى الصداقة والوطن
لم اخبر احدا اننى فى خطر او مقبل على عملية جراحية سوى يدى اليمنى فى الحياة اخى ابو خالد نائل السلايطة وهو وان لم يكن اخى من امى وابى الا انه من اقرب النسمات الهوائيه الشهيه الى قلبى ثم اخبرت اخى ابو علاء المهندس جوزيف القنصل طالبا منه وعدا بان لا يخبر احدا من بنات العائلة حتى تنتهى عمليتى
اردت ان تكون اخبارى بين وطنى واهلى
وطنى هو الرجولة الانسانية فى نائل والاهل والمحبة بين الاخوة والاخوات
الصمت حولى كثيف جدا . لا احد حولى هنا سوى صوت بعيد لمركبات تتراكض فى شوارع هيوستن .
ارى المى حبالا تجمع ُ الشملا .
كان صوت الطبيب وهو يخبرنى اننى مصاب بسرطان القالون يرجعنى الى طفولتى وانا اسمع عن موتى شباب مادبا من هذا المرض .
ولعل طريقة شرحة المقنعة لى عن الداء وطريقة العلاج زرع بى املا باننى سوف ارى الحياة فى صورة تختلف عن الماضى بعد شفائى .
وجاءت الاصوات من مادبا بعد عمليتى تعلن لى انتمائى انا لهم وانتماء المحبة منهم لى
اردت ان اتجول فى شارع كنيسة الروم قليلا
واتمتع . فى هذا التقدم الحضارى الرائع الذى اصاب مدينتى بعد غربتى ..عندما اغتربت قبل ثلاثين عاما كان هناك ربما مئة سيارة فى المدينة ..واليوم ترى فى كل شارع من شوارعها مئة سيارة واكثر ..تقدم عجلات الحضارة هناك ربما تبدلت كثيرا من القيم الحضاريه حقا ولكن حبل المحبة والاخوة الاردنية لا تزال كما هى كما هى .
الواحده ليلا الان .. ذهبت زوجتى للعمل الان لكى تعود مبكرة فى اوائل الصباح ومحاولة مراقبتى عن قرب .
لم اعد خائفا انما متالما ..ولم اعد مذهولا انما مقتنعا بان لكل احداث الحياة دلالات خاصة بها ..وحكم تاتى من بعدها .
المسافة بين غرفة نومى ومكتبى عشر خطوات اعبرها كاننى ااسبح فى قناة السويس وانا لا اجيد السباحة ..
نعم حين يوجد الصمت والوحده والم ما .. تتناسل فى اعماقك افكار ما .. ولكن بروده الوحده تعطيها صفة الحزن ..ولكى اهرب من حزنى الصامت اركب سفينة الخيال وارتحل الى مادبا متجولا فى شوارعها ..
عندما اغتربت عنها كانت حدودها كما وصفها الروائى الاردنى سالم النحاس .. مقبرة اللاتين من الغرب ومقبرة الروم الشمال ومقبرة المسلمين من الشرق ومخيم اللاجئين من الجنوب لتعميق الحزن فيها الا انها الان فقد زحفت فى نمو غريب فوق كل هذه الحدود ولم يعد فى مقدرتك التجوال فيها كلها الا فى سيارة واصبحت الضجة الانسانية فيها صبغة اخرى من تطورها .
للحياة قوتها الخاصة لاجتياز كل السدود والعوائق ..بدأت اومن باننى قد بدات صفحة اخرى مع الحياة واأننى سوف اتخلص من المى قليلا قليلا لامارس مسيرة الحياة من جديد ؟؟ وحين توفقت هذه الوقفة السريعة لمراجعة حسابات جسم وجسد ..ادركت ان لكل قوة انسانية مقدرة ما وان للحياة حق علينا بالراحة والتمتع بلحظات ولو قليلة من السعادة والامل .
الخامسة صباحا لم يكن نومى الا مزرعة من الاشواك تتنامى على جسدى
حملتنى ذاكرتى الى احزان الموت فى شباب المدينه ورايتهم واحد بعد الواحد يتوافدون الى المقابر فمن فواد الحورانى الى المهندس عونى الزوايده ومن المعلم ابن القصار والذى مات من تكلسل الكلى الى امراة من الطوال ماتت ودفنت فى ثوب زفافها ..
لا ادرى اهو الالم الذى يربطك الى حزن المدينه ام الوحده والفكر الخيالى الشاعر ..
لم يكن نومى سوى مزرعة من الاشواك ليلة الامس
كتبت قليلا .. وشربت ادويتى .. وعدت سابحا من مكتبى الى غرفة نومى للراحة .. فلربما يحضر لى احدكم صحنا من العنب الجميل ...
لليوم الثالث وانا ارتمى على الفراش فى بيتى ..احمد الله فى بيتى استطيع النوم متى اردت والسير الخفيف متى اردت ..دون وخزة ابره او عصرة على ذراعى لمعرفة الضغط ..
لكنه اليوم هو السكون فقد عادت الحياة الى مجراها ..فابنى سافر الى ولاية ما مع عمله وزوجتى عادت الى عملها ..وكذلك ابنتى
فى لحظة الحاجة شعرت ان حبال الالم قد جمّعت شملنا وتوقف سيل الحياة لدى الذين انا عندهم شىء ما فاتصل من اتصل وزارنى من زارنى ..واليوم بدات اول خطوة فى العودة الى ساحة الصراع والحياة من جديد ولعل الصمت والوحده ووخزة الالم تحدد لك مسار الذاكرة واتجاه التفكير .
كان الفراغ حولى كثيفا جدا جدا .. لم اختنق به ولم اشعر فى برودته .. انما قربنى الى نقطة واحده فى حياتى الى الصداقة والوطن
لم اخبر احدا اننى فى خطر او مقبل على عملية جراحية سوى يدى اليمنى فى الحياة اخى ابو خالد نائل السلايطة وهو وان لم يكن اخى من امى وابى الا انه من اقرب النسمات الهوائيه الشهيه الى قلبى ثم اخبرت اخى ابو علاء المهندس جوزيف القنصل طالبا منه وعدا بان لا يخبر احدا من بنات العائلة حتى تنتهى عمليتى
اردت ان تكون اخبارى بين وطنى واهلى
وطنى هو الرجولة الانسانية فى نائل والاهل والمحبة بين الاخوة والاخوات
الصمت حولى كثيف جدا . لا احد حولى هنا سوى صوت بعيد لمركبات تتراكض فى شوارع هيوستن .
ارى المى حبالا تجمع ُ الشملا .
كان صوت الطبيب وهو يخبرنى اننى مصاب بسرطان القالون يرجعنى الى طفولتى وانا اسمع عن موتى شباب مادبا من هذا المرض .
ولعل طريقة شرحة المقنعة لى عن الداء وطريقة العلاج زرع بى املا باننى سوف ارى الحياة فى صورة تختلف عن الماضى بعد شفائى .
وجاءت الاصوات من مادبا بعد عمليتى تعلن لى انتمائى انا لهم وانتماء المحبة منهم لى
اردت ان اتجول فى شارع كنيسة الروم قليلا
واتمتع . فى هذا التقدم الحضارى الرائع الذى اصاب مدينتى بعد غربتى ..عندما اغتربت قبل ثلاثين عاما كان هناك ربما مئة سيارة فى المدينة ..واليوم ترى فى كل شارع من شوارعها مئة سيارة واكثر ..تقدم عجلات الحضارة هناك ربما تبدلت كثيرا من القيم الحضاريه حقا ولكن حبل المحبة والاخوة الاردنية لا تزال كما هى كما هى .
الواحده ليلا الان .. ذهبت زوجتى للعمل الان لكى تعود مبكرة فى اوائل الصباح ومحاولة مراقبتى عن قرب .
لم اعد خائفا انما متالما ..ولم اعد مذهولا انما مقتنعا بان لكل احداث الحياة دلالات خاصة بها ..وحكم تاتى من بعدها .
المسافة بين غرفة نومى ومكتبى عشر خطوات اعبرها كاننى ااسبح فى قناة السويس وانا لا اجيد السباحة ..
نعم حين يوجد الصمت والوحده والم ما .. تتناسل فى اعماقك افكار ما .. ولكن بروده الوحده تعطيها صفة الحزن ..ولكى اهرب من حزنى الصامت اركب سفينة الخيال وارتحل الى مادبا متجولا فى شوارعها ..
عندما اغتربت عنها كانت حدودها كما وصفها الروائى الاردنى سالم النحاس .. مقبرة اللاتين من الغرب ومقبرة الروم الشمال ومقبرة المسلمين من الشرق ومخيم اللاجئين من الجنوب لتعميق الحزن فيها الا انها الان فقد زحفت فى نمو غريب فوق كل هذه الحدود ولم يعد فى مقدرتك التجوال فيها كلها الا فى سيارة واصبحت الضجة الانسانية فيها صبغة اخرى من تطورها .
للحياة قوتها الخاصة لاجتياز كل السدود والعوائق ..بدأت اومن باننى قد بدات صفحة اخرى مع الحياة واأننى سوف اتخلص من المى قليلا قليلا لامارس مسيرة الحياة من جديد ؟؟ وحين توفقت هذه الوقفة السريعة لمراجعة حسابات جسم وجسد ..ادركت ان لكل قوة انسانية مقدرة ما وان للحياة حق علينا بالراحة والتمتع بلحظات ولو قليلة من السعادة والامل .
الخامسة صباحا لم يكن نومى الا مزرعة من الاشواك تتنامى على جسدى
حملتنى ذاكرتى الى احزان الموت فى شباب المدينه ورايتهم واحد بعد الواحد يتوافدون الى المقابر فمن فواد الحورانى الى المهندس عونى الزوايده ومن المعلم ابن القصار والذى مات من تكلسل الكلى الى امراة من الطوال ماتت ودفنت فى ثوب زفافها ..
لا ادرى اهو الالم الذى يربطك الى حزن المدينه ام الوحده والفكر الخيالى الشاعر ..
لم يكن نومى سوى مزرعة من الاشواك ليلة الامس
كتبت قليلا .. وشربت ادويتى .. وعدت سابحا من مكتبى الى غرفة نومى للراحة .. فلربما يحضر لى احدكم صحنا من العنب الجميل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق