الاثنين، أغسطس 10، 2009

ليس كمثله بغض

عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com


يكشف الشيطان المتجسد في أتباعه ، عن وجه البغض ، بوقاحة التعبير عن كل الشر الذي في قلبه ، حتى أننا نسمعه ، ونراه ، ونلمسه ، ونشعر به :

عندما يسبوننا ، ويدعون علينا بالامراض التي لا شفاء منها ، ويتمنون لنا الموت ، والترمل ، واليتم !

وعندما يهاجمون كتبنا المقدسة ، وتمزيقها بالإدعاءات الخسيسة الباطلة !

في منعنا بكل العنف الدنيء من الصلاة من قِبل جيراننا !

وفي تخريب ممتلكاتنا ، والتلذذ بإحراقها ، والتمشي كآلهة منتصرة وسط حطامها !

في تتبع فتياتنا ، وخطفهن ، واغتصابهن ، واذلالهن !

وبقسوتهم ووحشيتهم ، التي لاتنتهي ، والتي لايمكن تصديقها ، وهي تُمارس في أتون السجون ضد المتنصرين !

،...،...،...

ومع كل صرخة ألم ، يثور هذا السؤال :

ماذا فينا يجعل الشيطان يتجه إلينا بوجهه المتجعد بالحقد ، ويصب جامات غضبه علينا ؟!..

في فيلمه الوثائقي : " ثلاث وعشرون دقيقة في الجحيم " ، يحكي لنا المواطن الامريكي بيل ويز، أن الرب أخذه من جسده ، وألقاه في زنزانة سجن في الجحيم ؛ لينذر بعد ذلك أولئك الذين لا يعتقدون بوجود الجحيم وابديته ، وهناك اختبر بما يفوق قدرات عقله أن يحتمله من الاهوال إلى أقصى الحدود ، والتي ابتكرتها الشياطين لتكون مدخلاً لعذابات لا يعبر عنها ، وعندما فكّر في نفسه ، قائلاً : " يارب ، لماذا يكرهني هؤلاء الشياطين بشدة ؟! " ، أجابه يسوع : " لأنك مخلوق على صورتي وهم يكرهونني ! " ..

لقد كانت حياة المسيح على الأرض مصدر رعبهم القاتل . ألم يقولوا له : " أتيت إلينا قبل الوقت لتعذبنا " ؟!..

وحياة كحياة المسيح ، إذا عشناها ، تجعلهم يتعذّبون ، وتجعل روحهم ثائرة مدمرة ، وقلبهم يتفجر بالمرارة والحقد على كل أولاد الله !

فهم يكرهون صلاتنـا ؛ لأن الصـلاة تطرد ارواحهم النجسة من الناس الملموسين !

ويرتعبون من علامة الصليب اينما وجدت ؛ لأنها تُذكّرهم بهزيمتهم النكراء في ساحة الجلجثة !

ويبغضون تعاليم المحبة والرحمة والسلام ؛ لأنهم من النارخلقوا ، وفي النار يعيشون ، ولايستريحون إلا بإشعال الحرائق في البلاد والعباد ، في الدور والصدور !

،...،...،...

أنه الصراع بين المحبة والبغض !

الصراع بين الحياة والموت !

الصراع الأبدي بين الوجوه البشرية لله ، والوجوه البشرية للشيطان !

ليست هناك تعليقات: