عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
adelattiaeg@yahoo.com
بأي ثقافة تنتظر، وتعاين بزوغ هلال رمضان ؟ ..
هل تراه مقبلاً عليك بوجه آمر ، معاقباً جسدك ، وحاملاً لك الجوع والعطش القاسي ؛ فتفقد أعصابك ، مع أقل ملامسة ، وتقودك إلى الخصومة ، والنزاع ، والضرب بكلمة الشر، ثم تصيح في وجه الناس: " اللـهم إني صائم " ، وبينما زوجتك مشغولة : " بالتهجـد المطبخي " ، تنتظر أنت بفارغ الصبر عنـد منحدر الشـمس ، أمام الغروب ، وفوهة الوقت ؛ لتطلق عنان الحرية لشرهك ونهمك ، واسرافك وبذخك ؛ حتى تجعله : " الشهر المبُذّر" ، و" مشروع تدليع صائم " ؟!..
هل تجده الشهر ، الذي يليق فيه النفاق ؛ فتغيّر وجهك ولهجتك ؛ لكي تظهر للناس عابداً صائماً ، ثم تواجههم وكأنك من موظفي الله ، وتبدأ في محاذراتك لهم ، ومعاقباتك للذين تتهمهـم : " بهتـك حرمـة الشــهر " ، وكأنك تخشى أن يفلتوا من عقاب الله ، وتهاب أن تفاجيء وتجـدهم معك في الجنة ؟!..
هل هو الشهر ، الذي توثق فيه علاقتك مع خالقك ، والسمو بالقلب والعقل والجسد والروح إلى السماويات ، أم هو فرصة للالتصاق بتلفازك الذى لاينغلق أبداً ، وكأنك لا تشاهده إلا في ايامه الثلاثين ، وقد ادهشك اعجاز رمضان ، الذي في يومه الأول ، تكون المسلسلات كلها الحلقة الأولى ، والعرض الأول ؟!..
هل هو شهر اختبار ، تجتاز فيه ارادتك امتحانها ، و تنتصر فيه على شهوات جسدك وإرتباطاته الأرضية ، وإن كان كذلك ، فكيف يصبح اختبارك اختباراً ، وامتحانك امتحاناً ، وأنت لا تخوض وجهاً لوجه ، معركتك الروحية مع الإغراءات ، ولا تمنح الحرية لغيرك ـ ممن لا يخضعون لصومك ـ ؛ ليأكلوا وليشربوا ، دون أن تفقد صيامك ؟!..
هل هذا الشهر يؤجج الأمانة والإخلاص في العمل ، أم هو يؤدي إلى الدلال والكسل ، والاهمال والنوم في العسل ؟!..
هل شهر رمضان ، موسم للخشوع والتصوف والسكينة ، يفرح فيه أولادك بحمل الفوانيس المضيئة والتناجي الملائكي مع الناس ، أم هو موسم للعبث والازعاج والاذيـة ، وأنت تشتري لهم المفرقعات ؛ ليلقونهـا بجـوار المارة ، وعلى رؤوســـــهم ؟!..
،...،...،...
ان ثقافتك الروحية ، هي التي ستحدد طريقة ممارساتك الصائبة ، أو الخاطئة ، في شـهر رمضان ، وهي في صوابيتها ، ستساعدك على اعطائك وجهة نظر جديدة ، لما يجب أن يكون عليه الصوم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق