عـادل عطيـة
adelattiaeg@yahoo.com
adelattiaeg@yahoo.com
المعلم ، رسول ورسالة : رسول حضارة . ورسالة نور ، وخير ، وحياة .
الرسل لن يستطيعوا أن يبشروا ، ولا الشهداء أن يسفكوا دماءهم ، إذا ما توقف القلب عن التوهج بالحب .
لقد رأيت أن أكون صادقاً في رأيي ، برغم احساسي بالتمزق من فكرة جرح ، أو : اذى الضمير المقصود لهؤلاء العزيزين علىّ !
فهناك اساتذة جامعات ، وكأن الجانب الشرير في الانسان ، هو الذي : يحاضر ، ويعلّم ، ويخرج اجيال !
بعضهم ، وكأن شخص مرعب يختبيء وراء ظهرهم ، يزرعون ثقافة الخوف من الاسئلة ، فقد قام احدهم بتعنيف فتاة حاولت الاستفسار عن شيء لم تستوعبه من محاضرته !
وآخر، يتعامل مـع طلبته ، على أنـهم الكائنـات التي يجب أن يكرهها ، فقد طرد أحـدهم أكثر من نصف طلابه من المدرج ؛ لأنهم لم يحضروا معهم مسطرتهم ، مع انها لن تستخدم في محاضرته !
وآخر ، وكأنه مصنوع من الريح لا تعرف اتجاهه ، ولا مواعيده : يأمر طلبته بالتواجد أمامه الساعة الثامنة صباحاً ، فإذا به يحضر الساعة التاسعة صباحاً ، وإذا التزموا بهذا التوقيت ، يفاجؤهم بحضوره الساعة الثامنة صباحاً ؛ ليطرد الذين جاءوا بعد ذلك !
وآخر ، قرر أن يكون الرسول بحد السيف ، ينتمي لحزب واحد توتاليتارياً ، وليس رسالة سماوية تدعو إلى العيش المشترك ، فقد غمس أحدهم لسانه في دواة التهكم الأسود ، وراح يسخر من طالبة مسيحية ، ومن معتقداتها ، اثناء امتحانها الشفهي ، فإذا بالمسكينة تعود إلى منزلها ، وتستلقي على فراشها الاستلقاء الاخير ، فقد ماتت قهراً . والعجيب حقاً : أنه تكرّم بحضور جنازتها !
فمن وراء صرخات فلذات اكبادنا من بعض اساتذة الجامعات ، بعدما كان صراخهم في الماضي صراخ الدهشة اللطيفة ؟!..
من وراء حيازة الأستاذ الجامعي على السلطة والقوة والجبروت باسم العلم والتعليم ؟!..
من وراء تلك الحالة ، التي كلما رسم الطالب لنفسه صورة استاذ جامعي ، خيّل إليه أنه شيطان ؟!..
هل هي القوانين السياسـية ، التي نعرف ابعـادها ، واهدافـها ، والتي افرزت المزيد مـن جـبن الجبناء ؛ لأن مـن يحاول الشكوى ضد استـاذه ، سيعاقبه بالرسوب إلى ما شاءت إرادته دون رادع ؟!..
أم أن الأستاذ الجامعي ، هو نتاج محزن لمن تعلّم على يدهم ، فأفقدوه فضائله الإنسانية ، والدينية ؟!..
…،…،…
إنني اتدفق بالنداء إلى الذي يرعى التعليم العالي على أرض الوطن ؛ ليساند فلذات اكبادنا ؛ ليكونوا فوق الهمجية الفردانية ، ومعاقبة كل استاذ جامعي فقد قيمه الفاضلة ، وحروفه النابضة بالمستقبل ، وصنع الكآبة واليأس على وجه وفي قلب طلابه ؛ ليعود التناغم بين الطالب واستاذه ، ويتألق وجه التعليم في مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق