الثلاثاء، أغسطس 18، 2009

في رحاب الهدى

د. نوري الوائلي

هلّت لقلبي في الروئ أوزانُ = وعلت بفكري في الدجى الوانُ
وتعطَّرتْ روحي بذكرِ مُحمد ٍ = فإذا بها للمكرمات رهانُ
ناديتُ فكري أن يتوّج في الهدى = شعرا , فذكري للهدى عرفانُ
وبدأتُ أكتبُ في الحبيبِ قصيدة ً = فإذا لكلّ فضيلة ٍ ديوانُ
فقصيدتي بدأتْ بعزم ِ مُحّلق = ينوي التبحُّر, ساقه الإيمانُ
فبحثتُ عن بيت ٍ لأبدأ رحلتي = فإذا بفكري هدّه الأمعانُ
فوقفتُ لا أدري فوصفكَ شاسعٌ = لا تشفع الكلماتُ والأوزانُ
ماذا أقولُ وفي مديحك حيرة ٌ = لم يوف ِ حقكَ كاتبٌ ولسانُ
يحتار في أفلاك وصفك والندى = وبهائك الأدباءُ والأذهان ُ
إنّا عطاشى والقريضُ مؤمل = هل يُسعفُ العطشى ضحى ظمآنُ
ما قيل إمّا ناقصٌ لا يعتلي = أو كان فيه للغلاة مكانُ
أنت الرسولُ وأنت آخر مرسل = صدقا نطقتَ ووحيك القرآنُ
قد جئت بالصدق المبين كأنما = في كل حرف للورى برهانُ
فأخذتُ أحبو في هواك مُمنّيا = نفسي لعلي في هواك أعان
عشت الطفولة رغم يتمك مكْرما = في حضن عمّك , حولك الأجفانُ
وملكتَ من خير النساء خديجة = أُم البتول وهل لها أقرانُ
ورُزقت سيّدة النساء بنيّة = زهراءُ منها للتقى قربانُ
أُيّدت من رب الوجود بحيدر = سيفٌ به طيرُ الفلا شبعانُ
خُلقٌ رفيعٌ قد ملكتَ متوّجاً = شهدتْ له الأعداءُ والخلانُ
رباك من خلق الوجود كأنما = للخلق أنتَ منابر وجنانُ
وحملت أعباء الرسالة رحمة = للعالمين , وسيفك الأغصانُ
أوذيت في التقوى كأنك للأذى = قلب يقطعه الأسى وسنانُ
وصبرت لم تُعرف لصبرك كبوة = أو كان عندك للأذى إذعانٌ
وبلغتَ بالخُلق العظيم منازلا = لم يدنُ منها مُرسلٌ انسانُ
وحملت للدنيا السلام رسالة = فإذا به ليلُ الجفاف أمانُ
فرسالة التوحيد أُكمل صرحُها = بمحمد ٍ , فسعتْ لها الأكوانُ
خُتمت بدين السلم كل رسالة = وعلا له في العالمين بيانُ
كنت الرحيمَ ولا تزالُ , وإنَّكم = الرحمةُ المهداة ُوالإحسانُ
أنت الأمين , فذاك أسمك خالدٌ = لولاك ما طال الرضا إنسانُ
لولاك ما ختم الجليلُ رسالة الـ = توحيد أويسمو بها الأنسانُ
وجَمعت بالخُلق الرفيع موحدا = أشتاتَ قوم دينهم أوثانُ
وملكت قلبا ليّنا فكأنه = غصن يورّده الندى نيسانُ
وزرعت في قلب الذليل كرامة = فإذا المظالمُ بالعروش سنانُ
لم يذكر التاريخُ شخصا مثلكم = فبكم زهت في حبرها الأزمانُ
وملكت اذهانَ الرجال كانّما = انت القلوبُ وغيرك الأبدانُ
وفدتك أرواحُ العباد كانّما = أنت العيونُ وغيرك الأجفانُ
في كلّ أرض قد علوت مُكرما = في كلّ عصر يُسمع الآذانُ
وملكت الوانَ الخصال كأنّها = قوس زهت من نورها الألوانُ
فبكم نفاخرُ والجباه شواهقٌ = فكأنها قممٌ لها تيجانُ
أمضي لركبك ساعياً فكأنما = قلبي لركبك طائرٌ ولهانُ
ودنوتُ من أرض المدينة راجيا = قبر الرسول فجوده الاحسان
إني إليكم قد قدمت مؤملا = نفسي ومنها للسما خجلانُ
إني ببابك سيدي , خذني , فلا = عملي يزكيّني ولا الشكرانُ
الذنبُ يعصرني وقلبي مثقلٌ = بالنائبات وزادني الهجرانُ
أدعُو الكريم إذا قبلْت ضيافتي = عفوا جميلا طاله الغفرانُ
عند الممات وعند يوم حسابنا = أنت الشفيعُ ومنقذٌ وضمانُ
شرُفتْ بك الدنيا وزاد مقامُها = فكأنها فوق النجوم حسانُ
أسرى بك الرحمن نحو رحابه = مَنْ غيرُ أحمدَ ضافه الديّانُ
صلى عليه في السماء إلهه = فإذا له كل الوجود أذانُ
إن جاء ذكر محمد في خاطر = صلّت عليه في العلا اكوانُ
بمناهج القرآن كنّا أمّة = وسطا , بها المعروف والميزانُ
وبسيْرة المختار كنّا للعلا = نورا , وفينا للتقى عنوانُ
الله أكبرُلا نجاة َ بغيره = والمصطفى خُتمتْ به الأديانُ
حاولت ان اسعى بوصفك سيدي = هيهات ان يصف الضيا عميانُ
مدحوك قبلي بالقريض وغيره = هل شقّ بحرَ صفاتك السفّانُ
مدحَ الكريمُ حبيبَهُ في مُنزَل ٍ = فرقانُ ربي ما به بطلانُ
ماذا أقولُ وهل لشعري سامعٌ = من بعد مدح ٍ قاله القرآنُ
ماذا أقولُ فبعد مدح إلهنا = لا مدحَ يعلو أو يفوز بيانُ

ليست هناك تعليقات: