الاثنين، أغسطس 17، 2009

يا إمرأة

عـادل عطيـة


سألني أحدهم ، بإخلاص

كيف يخاطب السيد المسيح أمه في عرس قانا الجليل ،

مستخدماً هذا التعبير القاسي :

" مالي ولك يا إمرأة " ؟!

ولماذا لم يقل لها : يا أمي ؟!

وهكذا يلذّ للناقدين ـ من غير المؤمنين ـ دائماً ،

أن يقتبسوا هذه الكلمة : " إمرأة " ،

ويتخذونها حجة للإدعاء ،

بأن السيد المسيح لم يخاطب أمه كما يليق ويجب

ولكن هؤلاء لا يدرون أن كلمة : " يا إمرأة " في اللغة الآرامية ،

لا تحمل نفس النبرة الشديدة ، التي نعنيها في مجتمعاتنا العربية

كما أن الكلمة الأصلية المترجمة : " إمرأة "

كانت لقباً تخاطب به الملكات المتوجات

وهو اللقب الذي استعمله الإمبراطور الروماني : " أوغسطينوس " ،

في مخاطبة : " كليوباترا " ، ملكة مصر

وقبل كل ذلك

هو اللقب الأول للانثى الأولى ؛

لأنها : من امرء أخذت

ولعل السيد المسيح ،

كان يوجه الأنظار إلى المرأة الأولى ،

التي ولدت أمه : مريم ،

والتي ولدته لكي يسحق رأس الحية !

ونحن نثق أن لهجته ،

كانت رقيقة عفيفة خالية من التعنيف

ويكفي ، أنه أظهر تكريماً خاصاً لها ،

بإستجابته الكريمة لطلبتها

مع أن ساعته لم تكن قد أتت بعد !

ليست هناك تعليقات: