الأربعاء، يوليو 29، 2009

أتيت وحيدا / د. نوري الوائلي

د. نوري الوائلي

إلهي إلهي اليكَ الدعاء = إلهي إلهي فأنتَ الرجاء ْ
إلهي فذنبي كبيرٌ عظيم = ويطوي بنفسي دروبَ الشقاء ْ
فضاقت عليَّ وإنّي خجول = بأيِّ الوجوه ِ أنادي السّماء ْ
تُراني عصيتُ الأله َالحليم = ففاقتْ ذنوبي نجومَ الفضاء ْ
فتعساً لنفسي ونفسي شقاء = بيوم عصيتُ وقلبي جفاء ْ
فربي لطيفٌ رحيم ٌودود = حليمٌ غفورٌ سخيُّ العطاء ْ
وأني بخيلٌ يؤوسٌ عجول = فقيرٌ ظلومٌ رديفُ الفناء ْ
فمن لي إلهي ودربي عسير = وحملي ثقيلٌ وكدِّي عناء ْ
فأنتَ مُناي وأنتَ المراد = وأنتَ لروحي صفاء ُ الصفاء ْ
عطاؤك ربّي عظيمُ العطاء = قليلٌ فداه ُ بحورُ الدماء ْ
وشكري لجودك ربّي ضئيل = فجودك كونٌ يفوقُ الثناء ْ
وعشتُ الحياةَ بحفظ ِ اللّطيف = فحولي نباحٌ وخلفي عواء ْ
خجولٌ إلهي بزهو الشباب = خجولٌ وشيبي علاهُ الحَياء ْ
عجيبٌ بظلم ٍأزيدُ البناء = وأنسى لغيري يؤولُ البناء ْ
فما قيمةُ الذنبِ يومَ الحساب = لعفو ٍ يفوقُ حدودَ السّخاء ْ
فلمْ أعص ِربّي بقصد ٍ يراد = ولمْ أنو يوما تحدّي السّماء ْ
أفيقُ الصّباحَ بفضل ِالجليل = وأجري لرزقي ببحر ِ العناء ْ
أعودُ المساء َ بكتف ٍثقيل = عليه الذنوب كثقل المساء ْْ
فذنبي بجهل ٍ سقاه الجموح = ووسواسُ نفس ٍ تُجيدُ الدّهاء ْ
فيارب ِّ فارحم فؤادا أتاك = يجيبُ النداء َ وروحي فداء ْ
خجولٌ إلهي ودمعي بحار = لفضلك أنّي كزرع ٍ وماء ْ
بدونَ السؤال بدونَ الدعاء = تجودُ دواماً برغم الكفاء ْ
عتبتَ إذا قلَّ منَّا الدعاء = لأنـّا بوهم ٍ بلغنا الثراء ْ
فكلُّ الوجود ِ إليك فقير = ويبقى لعجز ٍ رهينَ القضاء ْ
إلهي فأنتَ السميعُ القريب = وأنتَ المجيبُ مغيثُ النداء ْ
لعمري فعمري يضيعُ هباء = وحلمي الكبيرُ غدا للرّثاء ْ
إلهي إذا جاء َ يومُ اللقاء = أتيتُ وحيداً وحالي بُكاء ْ
أتيتُ وحيدا ً لكون ٍ جديد = فموتي ابتداء ٌ وقبري رداء ْ
فأهلي ومالي وكلُّ الحياة = تزولُ وأمضي لدار ِ البقاء ْ
سأخسرُ نفسي وأهلي سواء = فياصبرَ نفسي ليوم ِ البلاء ْ
وداعا ًبقلب ٍ جريح ٍحزين = فلذةَ عمري وأهلَ الوفاء ْ
فيا ساعة َ العسر يوم َالرّحيل = فكوني سلاما وخيرَ ابتداء ْ
سأتركُ أهلي وضحكَ الرّضيعِ = وحلمي وداري ورحمي وراء ْ
سأمضي لرب ٍّ رحيم ٍ غفور = بذنب ٍ وجهل ٍ وسوء ِ الخفاء ْ
عزائي بأنَّ إلهي حليم = يُزيحُ الذنوبَ, سريعُ الرّضاء ْ
وفائي إليه ِ برغمَ الذنوب = يشدُّ بأزري بيومَ اللـّقاء ْ

ليست هناك تعليقات: