هيثم البوسعيدي
الـتأمل هو سباحة في فضاءات التفكير، نفكر في نفوسنا، نفكر في حقيقة الوجود، ولماذا خلق الله الإنسان؟ ولماذا سخر الله لنا الارض بما فيها من خيرات ونعم؟ ولماذا يجب أن نمعن النظر في تكوين السماوات والنجوم وما هي علاقة البحر باليابسة؟ ولماذا يجب أن نفكر في تكوين جسم الإنسان الذي يتركب من أنظمة متعددة وأجهزة متفرقة؟ وهل تدبرنا الحقيقة المرتبطة بالموت؟ وهل فشلنا أو نجحنا في تحقيق التصالح المطلوب بين عقولنا وقلوبنا وأجسادنا وكل ما يحيط بنا في هذه الحياة ؟
كل ذلك يكشفه لنا التأمل الذي هو في حقيقة الأمر نعمة قليل من البشر يدرك قيمتها العظيمة، وممارسة يومية لفترة محددة يبتعد فيها الإنسان عن الكثير من الأفكار والمشاعر المرتبطة بحياته اليومية ليسلم نفسه للحظات استرخاء يستطيع من خلالها تصفيه ذهنه وتنقية مشاعره من الشوائب بحيث يذهب به التأمل إلى ما هو أبعد من المشاعر والذكريات والأفكار.
والتأمل هو إحدى الممارسات الروحية والدينية الموغلة في القدم، وعادة موجودة في الكثير من الأديان وخصوصا في ديننا الاسلامي فهي عادة الأنبياء والأولياء والصالحين فقد كان هؤلاء العظام يمارسون التأمل عبر جلسات طويلة وصور مختلفة كما حصل للنبي إبراهيم عليه السلام وهو يتأمل النجوم والكواكب والأفلاك، وأيضا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم من التحنث الليالي الطوال وذهابه للغار في الجبال وعملية تفكره بخلق الله، وذلك التفكر بطبيعة الحال يشمل التفكير بمكونات الارض ومخلوقات السماء حتى يتحقق للإنسان ما هو أهم من التأمل الا وهو اتصال النفس البشرية بالكون وخالقها عزوجل.
والتأمل أيضا ممارسة مستمرة تمهد نحو دقائق تشعر الإنسان بالسكينة والهدوء والصفاء، وبتكرار هذه الممارسة على فترات متباعدة وبطريقة منتظمة يستطيع الفرد استرجاع ذاته التي سلبت منه بفعل شتى الظروف والأوضاع، ويكتسب المرء شعور بالانسجامية بين روحه وعقله وجسده، فيتحقق التوازن المطلوب في حياته ويكتشف المعاني العميقة للذات ويترفع عن سفاسف الأفكار ويتجنب العثرات والزلات والاخطاء، بل يوجه أهتماماته نحو أشياء أخرى ذات جدوى له ولعائلته ومجتمعه ووطنه، والأهم من كل ذلك أن روحه ستبحر في هذا الملكوت طالبه القرب والتودد من ملك الملوك وسيد الكون عزوجل.
وهذه الفوائد والمنافع أثبتتها كثير من الأبحاث والدارسات الكثيرة التي أجريت في شتى بقاع العالم حيث كشفت الدراسات عن فوائد التأمل الكثيرة على صحة الإنسان بكونها إحدى وصفات التقليل من درجة الضغط النفسي والبدني، ووسيلة لتقليص أو تخفيف الآلام الناتجة من مختلف الأمراض .
وفي وقتنا الحاضر كثر الحديث عن التأمل وكتبت مؤلفات ودونت أبحاث عن أشكال وصور التأمل، واكتشفت تمارين وطرق ذات صلة بالتأمل مثل الإسترخاء والتنفس العميق والتماريض الرياضية المعروفة مثل السباحة، أما أنواع التأمل فهي تنقسم لنوعين فهناك التأمل الداخلي الذي يدفع الإنسان لتخيل ما يحدث داخل جسده وقلبه وعقله، وهذا النوع ليس سهلا لأنه يؤدي لحدوث الحوار الذاتي داخل النفس الإنسانية مما يمهد نحو إحداث تغييرات تساعد في نهاية الأمر نحو تحقيق التوازن المطلوب بين مكونات الإنسان من روح وعقل وجسد لينعكس بعد ذلك على الفعل والسلوك.
وثانيا هناك التأمل الخارجي الذي يشتمل على استحضار مجموعة من الصور بحيث تلعب المؤثرات الخارجية دورا في جذب المرء نحو مظاهر التأمل مثل الإنصات إلى التلاوة الخاشعة للقرآن الكريم وكذلك الإستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الجلوس على الشواطئ الرملية المعزولة أو محاكاة عناصر الطيبعة كصوت الماء وأصوات الطيور ومنظر الأشجار والنباتات.
وفي النهاية يتبادر للذهن سؤال مهم: لماذا لا يأخذ التأمل وقته الكافي في حياتنا؟ لماذا نبخس لهذه اللحظات والدقائق حقها الطبيعي ونحرم أنفسنا من فائدة ستمكننا بمرور الوقت من مصارحة الذات؟ ولماذا نتكاسل عن البحث عن أشكال وصور وطرق التأمل؟، لأن الحقيقة تقول أن التأمل هو صنعة الأقوياء ومهارة الفائزين وهبة الله لكل الحكماء والفلاسفة عبر مختلف العصور.
الـتأمل هو سباحة في فضاءات التفكير، نفكر في نفوسنا، نفكر في حقيقة الوجود، ولماذا خلق الله الإنسان؟ ولماذا سخر الله لنا الارض بما فيها من خيرات ونعم؟ ولماذا يجب أن نمعن النظر في تكوين السماوات والنجوم وما هي علاقة البحر باليابسة؟ ولماذا يجب أن نفكر في تكوين جسم الإنسان الذي يتركب من أنظمة متعددة وأجهزة متفرقة؟ وهل تدبرنا الحقيقة المرتبطة بالموت؟ وهل فشلنا أو نجحنا في تحقيق التصالح المطلوب بين عقولنا وقلوبنا وأجسادنا وكل ما يحيط بنا في هذه الحياة ؟
كل ذلك يكشفه لنا التأمل الذي هو في حقيقة الأمر نعمة قليل من البشر يدرك قيمتها العظيمة، وممارسة يومية لفترة محددة يبتعد فيها الإنسان عن الكثير من الأفكار والمشاعر المرتبطة بحياته اليومية ليسلم نفسه للحظات استرخاء يستطيع من خلالها تصفيه ذهنه وتنقية مشاعره من الشوائب بحيث يذهب به التأمل إلى ما هو أبعد من المشاعر والذكريات والأفكار.
والتأمل هو إحدى الممارسات الروحية والدينية الموغلة في القدم، وعادة موجودة في الكثير من الأديان وخصوصا في ديننا الاسلامي فهي عادة الأنبياء والأولياء والصالحين فقد كان هؤلاء العظام يمارسون التأمل عبر جلسات طويلة وصور مختلفة كما حصل للنبي إبراهيم عليه السلام وهو يتأمل النجوم والكواكب والأفلاك، وأيضا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم من التحنث الليالي الطوال وذهابه للغار في الجبال وعملية تفكره بخلق الله، وذلك التفكر بطبيعة الحال يشمل التفكير بمكونات الارض ومخلوقات السماء حتى يتحقق للإنسان ما هو أهم من التأمل الا وهو اتصال النفس البشرية بالكون وخالقها عزوجل.
والتأمل أيضا ممارسة مستمرة تمهد نحو دقائق تشعر الإنسان بالسكينة والهدوء والصفاء، وبتكرار هذه الممارسة على فترات متباعدة وبطريقة منتظمة يستطيع الفرد استرجاع ذاته التي سلبت منه بفعل شتى الظروف والأوضاع، ويكتسب المرء شعور بالانسجامية بين روحه وعقله وجسده، فيتحقق التوازن المطلوب في حياته ويكتشف المعاني العميقة للذات ويترفع عن سفاسف الأفكار ويتجنب العثرات والزلات والاخطاء، بل يوجه أهتماماته نحو أشياء أخرى ذات جدوى له ولعائلته ومجتمعه ووطنه، والأهم من كل ذلك أن روحه ستبحر في هذا الملكوت طالبه القرب والتودد من ملك الملوك وسيد الكون عزوجل.
وهذه الفوائد والمنافع أثبتتها كثير من الأبحاث والدارسات الكثيرة التي أجريت في شتى بقاع العالم حيث كشفت الدراسات عن فوائد التأمل الكثيرة على صحة الإنسان بكونها إحدى وصفات التقليل من درجة الضغط النفسي والبدني، ووسيلة لتقليص أو تخفيف الآلام الناتجة من مختلف الأمراض .
وفي وقتنا الحاضر كثر الحديث عن التأمل وكتبت مؤلفات ودونت أبحاث عن أشكال وصور التأمل، واكتشفت تمارين وطرق ذات صلة بالتأمل مثل الإسترخاء والتنفس العميق والتماريض الرياضية المعروفة مثل السباحة، أما أنواع التأمل فهي تنقسم لنوعين فهناك التأمل الداخلي الذي يدفع الإنسان لتخيل ما يحدث داخل جسده وقلبه وعقله، وهذا النوع ليس سهلا لأنه يؤدي لحدوث الحوار الذاتي داخل النفس الإنسانية مما يمهد نحو إحداث تغييرات تساعد في نهاية الأمر نحو تحقيق التوازن المطلوب بين مكونات الإنسان من روح وعقل وجسد لينعكس بعد ذلك على الفعل والسلوك.
وثانيا هناك التأمل الخارجي الذي يشتمل على استحضار مجموعة من الصور بحيث تلعب المؤثرات الخارجية دورا في جذب المرء نحو مظاهر التأمل مثل الإنصات إلى التلاوة الخاشعة للقرآن الكريم وكذلك الإستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الجلوس على الشواطئ الرملية المعزولة أو محاكاة عناصر الطيبعة كصوت الماء وأصوات الطيور ومنظر الأشجار والنباتات.
وفي النهاية يتبادر للذهن سؤال مهم: لماذا لا يأخذ التأمل وقته الكافي في حياتنا؟ لماذا نبخس لهذه اللحظات والدقائق حقها الطبيعي ونحرم أنفسنا من فائدة ستمكننا بمرور الوقت من مصارحة الذات؟ ولماذا نتكاسل عن البحث عن أشكال وصور وطرق التأمل؟، لأن الحقيقة تقول أن التأمل هو صنعة الأقوياء ومهارة الفائزين وهبة الله لكل الحكماء والفلاسفة عبر مختلف العصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق