جمعهما إله الحب ، وإتحدا بالزواج المقدس
مرّت الأيام عليهما ،
تثير خيالهما :
أحلام الأمومة
وأمنيات الأبوّة
ظل الحلم حلماً على أمتداد وسادة السنوات المتعاقبة !
وانساب في كيانهما : الرعب من ألم الحرمان !
ولكن شعلة الأمل المتقدة بالإيمان ،
وبالرجاء الحيّ
أخذت تزيد من جذوة الشوق ،
والحنين المستبد
رغم كل الدموع التي كانت تصاحبهما بعد عودتهما من عيادات الأطباء !
وقررا الانتقال إلى مدينة أخرى
هرباً من همسات الجيران التي لاتكف عن جرح كل قلب !
يحملان معهما :
ما تبقى من أمل متمسك بالمواعيد ،
بالعثور على طائراللقلاق ،
الذي تروي حكايات الأطفال ،
أنه يأتي بالمواليد الجدد إلى بيوت ذويهم !
وبعد ثلاثة عشر عاماً من الانتظار ،
و المعاناة
أشرقت الشمس من الغرب !
وكانت بشرى الطبيب لهما : لقد " بلغ أوان تغريد الطيور " !
كانت السعادة التي غمرتهما نادرة ،
ومميّزة ،
وملتحفة بدموع الفرح
ولكنها محت المسافة بين إشراقة المفاجأة ،
وسنوات الإنتظار !
و كانت البهجة ، بهجتين :
بهجة الوليد المنتظر !
وبهجة الإنتصار على اسطورة تشاؤم الشعب الإنجليزي من الرقم : " الثالث عشر " !
أغمضا أعينهما ،
وإحتضنا طفلهما ـ كهدية سماوية ثمينة ـ في نشوة فائقة ،
وكأنهما يريدان أن يستمتعا إلى الأبد بهذا الحلم المتجسد !
فليس شيء أروع في فصل الحياة ،
من تلك الأنغام الفوارة الخصبة ،
التي تجيء بها الطفولة !
لقد قيل :
أن كل طفل يولد على هذه الأرض ،
يحمل رسالة إلى البشرية :
" أن الله لم ييأس من الإنسان "
فهل ييأس الإنسان من إنتظاره لمواعيد الله ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق