الأحد، يوليو 19، 2009

لكي نرى النقاء

عـادل عطيـة

adelattiaeg@yahoo.com

لا يُخفى أن النقاء إلهي ،

ولا يمكن لإنسان أن يكون نقياً بدون الله ،

فمع الله ينبع النقاء من قلبنا

ومع النقاء ،

ليس من الصعب أن نحلق في السماء سائرين على أقدامنا !

لذلك ، فالنقاء يستحق أن يكون في حد ذاته :

هدفا يرجى

ليس لأنه السبيل الوحيد إلى معاينة الله ،

بل ، ولأنه يعطي الإنسان :

إحساساً بالسماء

وهوية تمتد إلى ماهو ابعد من الذات ، والعائلة

أما الذي لا ينزع إلى النقاء :

في قلبه ،

وفكره ،

وحياته ،

فأنه يحرم نفسه من رؤية الله في كل نفس أخرى ،

ويعاقبها في جحيم رهيب من صنعه :

فاللص ، يشك في نزاهة كل الناس
والكذوب ، يشك في صدق كل الناس

والدنس ، يشك في طهارة كل الناس

وعلى هذا المنوال :

تستمر ايامه مليئة بالتعس طوال العمر

وحياة كهذه ،

تُذكّرنا باشهر حوادث الانتحار الفلسفية في التاريخ ،

تلك الجريمة ،

التي إرتكبها ضد نفسه ذلك الشاب ،

النابغة العبقري :

ويننجر

الذي ألف كتاباً ،

جرّد فيه الإنسانية من كل مزاياها ،

وخواصها النبيلة ،

وعرضها امام الانظار: في شكلها الحيواني البشع العاري !

وبعد أن فرغ من كتابه ،

لم يجد مبرراً للبقاء في عالم هذه صورته ؛

فأطار رأسه برصاصة من مسدسه !

**

فلنكن انقياء ؛ لنرى الوجود نقيا

ونجد في الوجود : هناء !

ليست هناك تعليقات: