لا يُخفى أن النقاء إلهي ،
ولا يمكن لإنسان أن يكون نقياً بدون الله ،
فمع الله ينبع النقاء من قلبنا
ومع النقاء ،
ليس من الصعب أن نحلق في السماء سائرين على أقدامنا !
لذلك ، فالنقاء يستحق أن يكون في حد ذاته :
هدفا يرجى
ليس لأنه السبيل الوحيد إلى معاينة الله ،
بل ، ولأنه يعطي الإنسان :
إحساساً بالسماء
وهوية تمتد إلى ماهو ابعد من الذات ، والعائلة
أما الذي لا ينزع إلى النقاء :
في قلبه ،
وفكره ،
وحياته ،
فأنه يحرم نفسه من رؤية الله في كل نفس أخرى ،
ويعاقبها في جحيم رهيب من صنعه :
فاللص ، يشك في نزاهة كل الناس
والكذوب ، يشك في صدق كل الناس
والدنس ، يشك في طهارة كل الناس
وعلى هذا المنوال :
تستمر ايامه مليئة بالتعس طوال العمر
وحياة كهذه ،
تُذكّرنا باشهر حوادث الانتحار الفلسفية في التاريخ ،
تلك الجريمة ،
التي إرتكبها ضد نفسه ذلك الشاب ،
النابغة العبقري :
ويننجر
الذي ألف كتاباً ،
جرّد فيه الإنسانية من كل مزاياها ،
وخواصها النبيلة ،
وعرضها امام الانظار: في شكلها الحيواني البشع العاري !
وبعد أن فرغ من كتابه ،
لم يجد مبرراً للبقاء في عالم هذه صورته ؛
فأطار رأسه برصاصة من مسدسه !
**
فلنكن انقياء ؛ لنرى الوجود نقيا
ونجد في الوجود : هناء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق